هادي مطر، 24 عاما، منفذ الهجوم على سلمان رشدي، خلال تقديمه أمام إحدى محاكم ولاية نيويورك.
هادي مطر، 24 عاما، منفذ الهجوم على سلمان رشدي، خلال تقديمه أمام إحدى محاكم ولاية نيويورك.

ما إن ارتُكبت جريمة الهجوم على الروائي البريطاني سلمان رشدي حتى بات أكثر سؤالين يتردّدان في وكالات الأنباء: ما مدى تضرّر "رشدي" من حادث الطعن؟ ومن هو الشخص الذي حاول قتله؟

حتى الآن، لا نعرف الكثير عن مُنفِّذ الجريمة؛ اسمه هادي مطر، أميركي الجنسية، عُمره 24 عامًا، لا ينتمي لأي تنظيم سياسي ديني، بشكل معلن على الأقل، أظهرت حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي دعمه لـ"الحرس الثوري الإيراني"، كما أن هاتفه احتوى على صور لقاسم سليماني القائد العسكري السابق لفيلق القدس.

لم تتضح المزيد من المعلومات عن خلفيات المتهم، لكن تلك التفاصيل المتاحة لحد الآن تشي بأننا أمام عضو جديد يمكن أن نضيفه إلى قائمة "مجانين الفتاوى"؛ هؤلاء الشباب الصغار الذين لا يمتلكون معرفة دينية عميقة ولا ينتمون أحيانا لأي تنظيم مُسلح. ورغم ذلك، لم يتوانوا عن ارتكاب جرائم اغتيال بشعة ضد كتّاب ومفكرين عادة ما يتّضح أنهم لا يعرفون عنهم شيئا ولم يقرأوا أيّا من أعمالهم.

فمن أبرز أعضاء قائمة "مجانين الفتاوى"؟

 

منفذ محاولة قتل نجيب محفوظ: تشرّفت بقتله!

 

كشف المستشار أشرف العشماوي، الذي تولّى التحقيق مع المتهمين بالقضية، أنهم كانوا لا يُحسنون القراءة والكتابة. وأكّد أن أحدهم كان لا يعرف النُطق الصحيح لـ"صاحب نوبل" فكان ينطقه "محفوظ نجيب" أي أنه كان لا يعرفه من الأصل.

في كتابه "في حضرة نجيب محفوظ"، قال الكاتب محمد سلماوي إنه تمكّن من مقابلة القاتل محمد ناجي محمد مصطفى حينما كان يُعالج من الإصابات التي لحقت به جرّاء القبض عليه، يحكي قائلا: "وجدته شابًا قمحي اللون، عوده رفيع، في العشرينات من عُمره، وعلمتُ أنه من ملوى بالمنيا، وأنها حاصل على دبلوم صنايع ويعمل فنّي إصلاح أجهزة إلكترونية".

أكّد مصطفى لسلماوي أنه لم يقرأ شيئًا من روايات محفوظ، وأنه قام بمحاولة الاغتيال تنفيذًا لأوامر أمير الجماعة، اعتمادًا على فتاوى الشيخ عمر عبد الرحمن. وبرغم أنه لم يقرأ كُتبه فإنه أكد له أن "نجيب محفوظ هاجم الإسلام في كُتبه، لذا أهدر دمه، ولقد شرّفتني الجماعة بأن عهدت إليّ بتنفيذ الحُكم".

وتابع: "لقد أطعت الأوامر بدون تردد. هناك آخرون مُكلّفون بالتفكير، أما أنا فكنتُ مكلفًا بالتنفيذ".

 

قاتل ناهض حتر: لا أعرفه!

 

في 2016، اغتيل الكاتب الأردني ناهض حتر أمام قصر العدل بالعاصمة عمان، بينما كان في طريقه لحضور جلسة تحقيق معه بشأن "إثارة النعرات المذهبية" عقب نشره صورة تسخر من نظرة الإرهابيين إلى الله اعتُبرت لاحقًا تجديفًا بحقّ الذات الإلهية. أثارت الصورة جدلاً واسعًا في الأردن حُوكم بسببه "حتر" أمام القضاء.

على عتبة المحكمة، بُوغت "حتر" بـ3 رصاصات أودت بحياته.

القاتل هو "رياض اسماعيل أحمد عبد الله"، رجل أردني في الـ50 من عُمره. عمل سابقًا إمام مسجد لكنه فُصل من عمله. ينحدر رياض من منطقة الهاشمي الشمالي، التي كان يعيش فيها "حتر".

مصادر قضائية كشفت أن القاتل يعمل مهندسًا، وسبق له السفر إلى الكويت والعراق قبل أن يعود إلى الأردن، وأنه كان يعمل مهندسًا في وزارة التربية والتعليم، التي يقع مقرّها بالقُرب من مبنى قصر العدل.

خلال التحقيقات معه، أكد أنه لا يعرف حتر ولم يقرأ له أيًّا من كتاباته، وإنما أغضبه الكاريكاتير الذي نشره فبحث عن صورته عبر "فيسبوك"، وعرف من مواقع الأخبار موعد محاكمته فقرّر قتله أمام دار القضاء لأن "أي شخص يسيء للذات الإلهية يجب قتله" على حد تعبيره.

في ديسمبر 2016 قضت محكمة أمن الدولة الأردنية بإعدام "قاتل حتر" شنقًا حتى الموت، وفي أول رد فعل للقاتل على هذا الحُكم هتف "حسبي الله ونعم الوكيل، لله العزة ورسوله والمؤمنين". وفي مارس 2017 نُفِّذ فيه حُكم الإعدام بصحبة عددٍ من المنتمين لتنظيم "داعش".

 

قاتل فرج فودة: لا أجيد القراءة، لكنهم أخبروني أنه مرتد!

 

قاد تلك العملية أبو العلا عبد ربه، عضو الجماعة الإسلامية، والذي لم يكن أحد الكوادر الشهيرة بالجماعة حينها، لكن اسمه أصبح ملء السمع والبصر منذ عملية الاغتيال وحتى يومنا هذا.

في 1992، خاض فودة مناظرة شهيرة -في معرض الكتاب بالقاهرة- انتقد فيها بعنف جماعات الإسلام السياسي ومشاريعها لإقامة دولة إسلامية في مصر.

في اعترافاته أمام جهات التحقيقات، كشف القاتل أنه لم يقرأ كتابًا واحدًا لفرج فودة. وهو ذات ما قاله شريكه في الجريمة عبد الشافي رمضان الذي يعمل في بيع السمك ولا يُجيد القراءة، وأنه اركب جريمته بناءً على فتوى عمر عبد الرحمن مفتي الجماعة الإسلامية.

أثارت رواية "عزازيل" جدلا واسعا بعد صدورها سنة 2008.
من "تحرير المرأة" إلى "عزازيل".. عشرة كتب أثارت الجدل
عرفت الأوساط الثقافية العربية المعاصرة ظهور العديد من الكتب الجدلية. أثارت تلك الكتب عواصف من النقاش والأخذ والرد بين من وافق على ما دون فيها من أفكار، ومن رفضها وأتهم أصحابها بالكفر والزندقة والدعوة إلى لإلحاد.
نلقي الضوء في هذا المقال على عشرة كتب كانت في قلب العاصفة

حين سُئل "رمضان" خلال التحقيقات عن كيفية تحققه من إطلاق مفتي جماعته لهذه الفتوى طالما لا يستطيع القراءة، أجاب "لم أقرأها، ولكنّهم قالوا لي".

نال عبد ربه عفوًا رئاسيًا، عام في 2012، خلال فترة حُكم الرئيس محمد مرسي عضو جماعة الإخوان. لاحقا، استضافته عدة وسائل إعلامية مصرية في لقاءات كشف فيها: "شاهدتُ المناظرة في معرض الكتاب، وبعدها قرّرتُ تنفيذ حُكم الإعدام عليه لأنه مُرتد عن الإسلام".

في 2017، قُتل عبد ربه في غارة جوية ضد أفراد تنظيم داعش في سوريا.

 

قاتل الأقباط في كنيسة مار مرينا: تعليمي ضعيف لكن "وليد" علّمني!

 

في ديسمبر 2017، هاجم إرهابي كنيسة "مار مينا" في حي حلوان بالقاهرة، وأطلق النار عشوائيًا على عدد من الأقباط الذاهبين إلى الكنيسة وعلى أفراد قوة الحراسة القابعة على المدخل ما أدّى لقتل 9 من رواد الكنيسة وعُنصر أمني.

عقب إلقاء القبض على مُرتكب تلك الجريمة، واسمه إبراهيم إسماعيل، تبيّن أنه تلقى تعليمًا متوسطًا ويعمل في تصليح نوافذ وأبواب المنازل.

خلال التحقيقات، أكد أنه لم يقرأ أي كُتب في حياته، وكل المعلومات الدينية التي يعرفها وصلته من شخص جنّده يُدعى وليد كان يعمل على عربة لبيع المأكولات للناس في الشارع.

عقب الإيقاع به، تبيّن أنه سبق وأن تورّط في جريمة قتل أخرى بالقاهرة بعدما قتل 3 أفراد وأصاب 5 آخرين كانوا جالسين على مقهى "يلعبون النرد (الطاولة)"، وهي اللعبة التي كان يعتقد بكُفر من يلعبها.

عقب وقوع مظاهرات 30 يونيو التي انتهت بالإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي. حثّ وليد صديقه على استهداف على رجال الأمن والمسيحيين، فقرّر مهاجمة الكنيسة وقتل من فيها.

وفي مايو 2019، قضت محكمة جنايات القاهرة بإعدام إسماعيل شنقًا. 

 

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

الخاطفون عمدوا لتحطيم طائرتين في الطوابق العليا من البرجين الشمالي والجنوبي لمجمع مركز التجارة العالمي في نيويورك
الخاطفون عمدوا لتحطيم طائرتين في الطوابق العليا من البرجين الشمالي والجنوبي لمجمع مركز التجارة العالمي في نيويورك

بعد 23 عاما على هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة، يواصل ناجون وعائلات الضحايا معركة قانونية طويلة لمساءلة السعودية التي يقولون إن مسؤوليها لعبوا دورا في التخطيط للهجمات الدامية.

وينتظر الناجون وعائلات الضحايا قرارا هاما لقاضٍ فيدرالي في نيويورك بشأن قضية اتهام السعودية بدعم خاطفي أربع طائرات شاركت بالهجوم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون في 11 سبتمبر 2001.

وتنفي المملكة هذه المزاعم بقوة.

ويحيي مسؤولون سياسيون وعسكريون ومواطنون عاديون، الأربعاء، الذكرى الـ23 للهجمات بفعاليات خاصة في نيويورك والعاصمة واشنطن وعدد من المدن الأميركية الأخرى.

وفي جلسة استماع عقدت أمام المحكمة الجزئية في مانهاتن في نهاية يوليو الماضي، للنظر في طلب السعودية إسقاط القضية، عرض محامو الضحايا ما قالوا إنها أدلة عن شبكة الدعم التي تضم مسؤولين سعوديين عملوا في الولايات المتحدة، والتي سهلت تحركات خاطفي الطائرات التي اصطدمت ببرجي التجارة العالمي في مدينة نيويورك، والبنتاغون في فيرجينيا، وسقطت واحدة في بنسلفانيا.

وقال محامي المدعين، جافين سيمبسون، خلال جلسة 31 يوليو إن الشبكة السرية "أنشأتها ومولتها وأدارتها ودعمتها السعودية والمنظمات التابعة لها والدبلوماسيون داخل الولايات المتحدة".

وبعد انتهاء الجلسة، طالب أكثر من ثلاثة آلاف شخص من عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر كلا من الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، ونائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، بمعارضة أي اتفاق للسلام بالشرق الأوسط مع السعودية قبل أن تحاسِب الحكومة الأميركية المملكة على أي دور محتمل في هجمات عام 2001

وضمت المجموعة المسؤولة عن هجمات سبتمبر 19 شخصا من "تنظيم القاعدة"، بينهم 15 سعوديا، إلا أن الروابط المحتملة بين الحكومة السعودية والإرهابيين ظلت محل تساؤلات لسنوات.

ونفت السعودية أي تورط حكومي في الهجمات.

ولطالما قالت الولايات المتحدة إن الرياض لم يكن له أي دور وإن "تنظيم القاعدة" تصرف بمفرده.

وفي 2016، أصدر الكونغرس تشريع "العدالة ضد رعاة الإرهاب" الذي سمح لأسر ضحايا الهجمات بمقاضاة السعودية، وهو ما مهد الطريق أمام مطالبات قضائية عدة من عائلات الضحايا بالحصول على تعويضات من المملكة.

وتنتظر عائلات الضحايا قرارا من قاضي المحكمة الجزئية في مانهاتن، جورج دانيلز، بشأن ما إذا كان بالإمكان المضي قدما في القضية، وهو ما قد يفتح المجال أمام ظهور المزيد من الأدلة، وفق "سي أن أن".

وفي جلسة يوليو، اتهم محامو أهالي الضحايا مواطنين سعوديين اثنين بأنها دعما اثنين من خاطفي الطائرات، وهما نواف الحازمي وخالد المحضار، بعد وصولهما إلى جنوب كاليفورنيا عام 2000.

وقالوا إن الدبلوماسي السعودي، فهد الثميري، الذي كان يعمل في القنصلية السعودية في لوس أنجلوس، كان جهة الاتصال الرئيسية بين "تنظيم القاعدة" والخاطفين الاثنين في لوس أنجلوس، وفقا لملفات المدعين أمام المحكمة.

وقالوا إن الثميري عمل مع سعودي آخر هو عمر البيومي، في دعم الخاطفين الاثنين أثناء وجودهما في كاليفورنيا، وفقا لملفات المحكمة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد رفعت السرية عن مذكرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) في ديسمبر 2021، كشفت عن شكوك قوية بشأن ارتباط السعودية رسميا بالخاطفين الذين نفّذوا اعتداءات 11 سبتمبر، لكنها لم تتمكن من تقديم الإثبات الذي كانت تنتظره العائلات التي تقاضي الرياض.

وكشفت المذكرة عن وجود ارتباطات بين البيومي، الذي كان حينها طالبا، ونواف الحازمي وخالد المحضار.

وساعد البيومي، الذي كان طالبا وعمل أيضا مع مقاول سعودي، الخاطفين عند وصولهما إلى البلاد، وفقا لتقرير لجنة 11 سبتمبر 2004. وذكر التقرير في ذلك الوقت أنه ساعدهما في العثور على شقة في سان دييغو وفتح حساب مصرفي ووقع على عقد إيجارهما.

وقد دعمت المعلومات التي أصدرها "أف بي آي" في وقت لاحق ادعاء المدعين بأن البيومي والثميري قاما بتنسيق شبكة الدعم في جنوب كاليفورنيا بتوجيه من مسؤولين سعوديين.

لكن تقرير عام 2004 قال إنه لم يجد أي دليل في ذلك الوقت على أن البيومي ساعد الخاطفين عن علم.

وأكدت المملكة أن البيومي كان طالبا وكان يتردد على مسجد في سان دييغو، وساعد بدون علم الخاطفين باعتبارهم قادمين جدد لا يجيدون الإنكليزية.

وفي جلسة الاستماع في يوليو، أثناء مناقشة اقتراح إسقاط الدعوى، ركز مايكل كيلوج، محامي السعودية، بشكل كبير على البيومي، قائلا إن أي مساعدة قدمها للخاطفين كانت "محدودة وبريئة تماما".

وتشير الأدلة التي أعدها محامو المدعين إلى أن البيومي التقى بمسؤول دبلوماسي سعودي في القنصلية قبل لقاء الخاطفين لأول مرة في مطعم في لوس أنجلوس، بعد أسبوعين من وصولهما إلى كاليفورنيا. وساعد البيومي في تسهيل انتقال الخاطفين من لوس أنجلوس إلى سان دييغو في غضون أيام من ذلك الاجتماع.

ويقول محامو المملكة إن البيومي التقى بالخاطفين بالصدفة في مطعم حلال بالقرب من مسجد معروف وكانت اتصالاته بهما "محدودة".

وقال محامي المملكة أيضا إنه لا يوجد دليل على أن الثميري فعل أي شيء لمساعدتهما، لكن محامي عائلات 11 سبتمبر قدم نتائج مكتب التحقيقات الفيدرالي التي تفيد بأن الثميري كلف أحد المصلين في المسجد باستلام الخاطفين من المطار، وإحضارهما إليه عندما وصلا لأول مرة إلى لوس أنجلوس، في منتصف يناير 2000.

وفي إفادة عن بعد تم إجراؤها في هذه الدعوى القضائية في عام 2021، أقر البيومي بأنه ساعد الخاطفين على الاستقرار في سان دييغو بدون علم بنواياهم، وقال إنه لم يكن متورطا في الهجمات.

وتضمنت الأدلة المعروضة البيومي وهو يلتقط صورا في واشنطن العاصمة، على مدار عدة أيام في عام 1999، وقال المدعون إنها قام بالتقاط الصور بغية معرفة مداخل وخارج مبنى الكابيتول.

ولطالما اعتقد المسؤولون أن الكابيتول ربما كان الهدف الأصلي للطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا.

من جانبهم، قال محامو المملكة ان البيومي كان مجرد سائح في إجازة عندما صور جولته في الكابيتول وزيارته لمسؤولي السفارة السعودية.

وفي الجلسة، شاهد القاضي دانييلز فيديو لجولته، ويسمع في الفيديو البيومي وهو يقول: "هؤلاء هم شياطين البيت الأبيض". ووصف محامي السعودية اللغة التي استخدمها بأنها "مؤسفة"، لكنه قال إنها أُخرجت عن سياقها. ورد القاضي بأن العبارة لا تتوافق مع سائح يزور "مبنى جميلا".

وتحدث أهالي الضحايا عن اتصالات هاتفية متكررة بين البيومي ومسؤولين سعوديين، خاصة خلال فترة مساعدته الحازمي والمحضار، وتحدثوا عن دفتر مكتوب يحتوي على معلومات اتصال لأكثر من 100 مسؤول حكومي سعودي.

وقال محامو المملكة إن وجود جهات الاتصالات هذه مرتبطة بدوره التطوعي في المسجد.

وبعد انتهاء جلسة الاستماع، أعلنت وزارة الدفاع عن صفقة إقرار بالذنب مع العقل المدبر المزعوم للهجمات، خالد شيخ محمد، واثنين آخرين من المعتقلين الآخرين معه في سجن غوانتانامو. ووافق هؤلاء على الاعتراف بالذنب بتهم التآمر مقابل الحكم عليهم بالسجن المؤبد.

وأثار إعلان صفقة الإقرار بالذنب ردود فعل قوية من أسر الضحايا بعد خروجهم من جلسة الاستماع.

وبعد يومين فقط، ألغى وزير الدفاع، لويد أوستن، صفقة الإقرار بالذنب في مذكرة مفاجئة وكتب أن "المسؤولية عن مثل هذا القرار يجب أن تقع على عاتقي".

وإلغاء الصفقة يعني إعادة "عقوبة الإعدام" لتصبح مطروحة مرة أخرى بحق هؤلاء.

لكن القضية أثارت جدلا قانونيا. ويقول محامون إن قرار أوستن غير قانوني.

ووسط هذا الجدل، تأمل أسر الضحايا أن تجلب لهم الدعوى القضائية المرفوعة على السعودية "العدالة التي كانوا يسعون إليها لأكثر من 20 عاما".