10 آلاف و199 أجنبياً في مخيمي "الهول" و"روج" في سوريا.
صورة أرشيفية من مخيم الهول في سوريا الذي يضم العديد من عائلات مقاتلي داعش - تعبيرية

فيما تواصل دول أوروبية إعادة رعاياها من مخيمي "الهول" و"روج"، يصف رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية، شيخموس أحمد، استجابة الدول بـ "البطيئة".

وأعلنت الحكومة الألمانية، أمس الأربعاء، عن إعادة 12 شخصًا من رعاياها (أربع نساء، وسبعة أطفال، ويافع) من مخيّم "روج".

وبذلك ارتفع عدد الأشخاص الذين أعادتهم ألمانيا إلى 76 قاصراً و26 امرأة، وفقًا لبيان صادر عن وزارة الخارجية.

قبلها بيوم، أعادت فرنسا من مخيّم "الهول" امرأة مع طفليْها، حسب ما نقلت وكالة "فرانس برس" عن المدعي العام الفرنسي لمكافحة الإرهاب.

ويقع مخيّم "الهول" على بعد 50 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي لمحافظة الحسكة، غير بعيد عن الحدود السورية-العراقية.

يعيش في المخيّم قرابة 54 ألف شخص غالبيتهم من النساء والأطفال، من بينهم 18 ألف سوري و27 ألف عراقي، منهم نازحون ولاجئون. كذلك توجد في المخيّم عائلات مقاتلي داعش الذين نقلوا إليه في فبراير 2019 بعد هزيمة التنظيم في معارك الباغوز.

أما مخيّم "روج"، فيقع في ريف بلدة المالكية التابعة لمحافظة الحسكة، ويبلغ عدد قاطنيه قرابة 2500 جميهم من النساء والأطفال، بينهن لاجئات عراقيات ونازحات سوريات، إضافة إلى عائلات أجنبية لمقاتلي داعش.

 

جنسيات متعددة واستجابة متباينة

 

ووفقاً لأرقام مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية، يبلغ عدد الأجانب (دون الجنسيات العربية) في المخيمين 10 آلاف و199 شخصاً، يوجد 7905 منهم في مخيّم "الهول" بينهم 5557 طفلاً، فيما عدد القاطنين في مخيّم "روج" فيبلغ 2294 شخصاً منهم 1692 طفلاً.

عدد الأجانب في مخيّم "الهول" 7905 بينهم 5557 طفلاً، وعددهم في مخيّم "روج" فيبلغ 2294 شخصاً منهم 1692 طفلاً.

وحول جنسيات الموجودين، يشير شيخموس في حديثة لـ "ارفع صوتك"، إلى وجود " نحو 60 جنسية. جنسيات من مختلف الدول الأوربية، مثل الألمانية والفرنسية والبلجيكية والسويدية والبريطانية وغيرها".

إضافة إلى هؤلاء، يُعدّد: "هناك من الجنسية الأوزباكستانية والطاجكستانية، وغيرها من جنسيات جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، إضافة إلى الجنسية الأندونيسية والصينية والأسترالية، وجنسيات من دول أميركيا اللاتينية".

وعلى صعيد الجنسيات العربية، يبيّن " إضافة إلى العراقيين الذين يشكلون العدد الأكبر، توجد أعداد من المغرب وتونس والجزائر، إضافة جنسيات أخرى مثل المصرية ودول خليجية".

وفيما يتصل باستجابة الدول لإعادة رعاياها، يقول رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين في الإدارة الذاتية، شيخموس أحمد "الاستجابة ما تزال بطيئة، وجودهم تأخر كثيراً، مضى ثلاث سنوات على وجودهم وما تزال الدول تماطل أو تتباطأ".

ويشير إلى إعداد "قاعدة بيانات للأجانب وجنسياتهم بالتعاون مع التحالف الدولي ومخابرات الدول المشاركة في التحالف"، ويضيف: "نقوم عبّر مكتب الشؤون الخارجية في الإدارة الذاتية وبالتعاون مع التحالف الدولي بالتواصل مع الدول لحثّها على أخذ رعاياها، لكن الاستجابة متباينة".

وتعبر ألمانية من أوائل الدول الأوروبية التي وافقت على إعادة رعاياها من المخيمين، وحول ذلك، يقول شيخموس إن "الاستجابة الألمانية هي الأفضل ومع ذلك ما تزال غير كافية". فيما تتبع فرنسا "إجراءات بطيئة جداً" على صعيد إعادة رعاياها، كما يصف.

وكانت فرنسا قد رفضت إعادة رعاياها، قبل أن تعيد النظر في قرارها على أثر حملة الإدانة الحقوقية التي لاحقتها من قبل المنظمات الدولية وفي مقدمتها العفو الدولية. كذلك دانت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان عدم دراسة فرنسا لطلبات إعادة عائلات مقاتلي داعش بطريقة مناسبة.

ومؤخراً أعلنت أستراليا عن استعدادها لإعادة رعاياها، الأمر الذي ما يزال طور النقاش مع الإدارة الذاتية.

بالمقابل، ترفض دول بشكل قاطع إعادة رعاياها، وعلى رأسها بريطانيا. ويدلّل شيخموس على الرفض البريطاني بإسقاطها الجنسية عن شميمة بيغوم الملقبة بـ "عروس داعش"، رغم رغبتها بالعودة إلى بلادها.

وفيما يتعلق بالدول العربية، يقول: "الدولة العربية الوحيدة التي تعمل على إعادة رعاياها هي العراق، باقي الدول ترفض أو لا تستجيب لمراسلاتنا".

 

مصير الأطفال ومخاوف من البقاء  

 

تشكل قضية الأطفال الذين أنجبتهم النساء الأجنبيات خلال وجودهن ملفاً شائكا، كما يقول شيخموس، ويشرح: "نلحق الأطفال بجنسيات أمهاتهن، بعض الدول تتحفظ على ذلك، بعضها يريد إثباتات في وقت لا يملك الأطفال أوراق تسجيل سورية أو أجنبية".

شيخموس يدعو جميع الدول لإعادة رعاياهم، محذّراً من المخاطر المترتبة على بقائهم في سوريا.

ويقول: "البعد الأمني مسألة في غاية الخطورة، العديد من الأجنبيات الموجودات في المخيمين لديهم أزواج طلقاء وبعضهم قادة وأمراء مناطق، هؤلاء يتواصلون مع زوجاتهم ويعملون على إطلاق سراحهن".

ويضيف أن "نسبة كبيرة من الأجنبيات متشددات بشكل واضح، ويمتلكن تأثيراً على عائلات التنظيم".

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

الخاطفون عمدوا لتحطيم طائرتين في الطوابق العليا من البرجين الشمالي والجنوبي لمجمع مركز التجارة العالمي في نيويورك
الخاطفون عمدوا لتحطيم طائرتين في الطوابق العليا من البرجين الشمالي والجنوبي لمجمع مركز التجارة العالمي في نيويورك

بعد 23 عاما على هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة، يواصل ناجون وعائلات الضحايا معركة قانونية طويلة لمساءلة السعودية التي يقولون إن مسؤوليها لعبوا دورا في التخطيط للهجمات الدامية.

وينتظر الناجون وعائلات الضحايا قرارا هاما لقاضٍ فيدرالي في نيويورك بشأن قضية اتهام السعودية بدعم خاطفي أربع طائرات شاركت بالهجوم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون في 11 سبتمبر 2001.

وتنفي المملكة هذه المزاعم بقوة.

ويحيي مسؤولون سياسيون وعسكريون ومواطنون عاديون، الأربعاء، الذكرى الـ23 للهجمات بفعاليات خاصة في نيويورك والعاصمة واشنطن وعدد من المدن الأميركية الأخرى.

وفي جلسة استماع عقدت أمام المحكمة الجزئية في مانهاتن في نهاية يوليو الماضي، للنظر في طلب السعودية إسقاط القضية، عرض محامو الضحايا ما قالوا إنها أدلة عن شبكة الدعم التي تضم مسؤولين سعوديين عملوا في الولايات المتحدة، والتي سهلت تحركات خاطفي الطائرات التي اصطدمت ببرجي التجارة العالمي في مدينة نيويورك، والبنتاغون في فيرجينيا، وسقطت واحدة في بنسلفانيا.

وقال محامي المدعين، جافين سيمبسون، خلال جلسة 31 يوليو إن الشبكة السرية "أنشأتها ومولتها وأدارتها ودعمتها السعودية والمنظمات التابعة لها والدبلوماسيون داخل الولايات المتحدة".

وبعد انتهاء الجلسة، طالب أكثر من ثلاثة آلاف شخص من عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر كلا من الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، ونائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، بمعارضة أي اتفاق للسلام بالشرق الأوسط مع السعودية قبل أن تحاسِب الحكومة الأميركية المملكة على أي دور محتمل في هجمات عام 2001

وضمت المجموعة المسؤولة عن هجمات سبتمبر 19 شخصا من "تنظيم القاعدة"، بينهم 15 سعوديا، إلا أن الروابط المحتملة بين الحكومة السعودية والإرهابيين ظلت محل تساؤلات لسنوات.

ونفت السعودية أي تورط حكومي في الهجمات.

ولطالما قالت الولايات المتحدة إن الرياض لم يكن له أي دور وإن "تنظيم القاعدة" تصرف بمفرده.

وفي 2016، أصدر الكونغرس تشريع "العدالة ضد رعاة الإرهاب" الذي سمح لأسر ضحايا الهجمات بمقاضاة السعودية، وهو ما مهد الطريق أمام مطالبات قضائية عدة من عائلات الضحايا بالحصول على تعويضات من المملكة.

وتنتظر عائلات الضحايا قرارا من قاضي المحكمة الجزئية في مانهاتن، جورج دانيلز، بشأن ما إذا كان بالإمكان المضي قدما في القضية، وهو ما قد يفتح المجال أمام ظهور المزيد من الأدلة، وفق "سي أن أن".

وفي جلسة يوليو، اتهم محامو أهالي الضحايا مواطنين سعوديين اثنين بأنها دعما اثنين من خاطفي الطائرات، وهما نواف الحازمي وخالد المحضار، بعد وصولهما إلى جنوب كاليفورنيا عام 2000.

وقالوا إن الدبلوماسي السعودي، فهد الثميري، الذي كان يعمل في القنصلية السعودية في لوس أنجلوس، كان جهة الاتصال الرئيسية بين "تنظيم القاعدة" والخاطفين الاثنين في لوس أنجلوس، وفقا لملفات المدعين أمام المحكمة.

وقالوا إن الثميري عمل مع سعودي آخر هو عمر البيومي، في دعم الخاطفين الاثنين أثناء وجودهما في كاليفورنيا، وفقا لملفات المحكمة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد رفعت السرية عن مذكرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) في ديسمبر 2021، كشفت عن شكوك قوية بشأن ارتباط السعودية رسميا بالخاطفين الذين نفّذوا اعتداءات 11 سبتمبر، لكنها لم تتمكن من تقديم الإثبات الذي كانت تنتظره العائلات التي تقاضي الرياض.

وكشفت المذكرة عن وجود ارتباطات بين البيومي، الذي كان حينها طالبا، ونواف الحازمي وخالد المحضار.

وساعد البيومي، الذي كان طالبا وعمل أيضا مع مقاول سعودي، الخاطفين عند وصولهما إلى البلاد، وفقا لتقرير لجنة 11 سبتمبر 2004. وذكر التقرير في ذلك الوقت أنه ساعدهما في العثور على شقة في سان دييغو وفتح حساب مصرفي ووقع على عقد إيجارهما.

وقد دعمت المعلومات التي أصدرها "أف بي آي" في وقت لاحق ادعاء المدعين بأن البيومي والثميري قاما بتنسيق شبكة الدعم في جنوب كاليفورنيا بتوجيه من مسؤولين سعوديين.

لكن تقرير عام 2004 قال إنه لم يجد أي دليل في ذلك الوقت على أن البيومي ساعد الخاطفين عن علم.

وأكدت المملكة أن البيومي كان طالبا وكان يتردد على مسجد في سان دييغو، وساعد بدون علم الخاطفين باعتبارهم قادمين جدد لا يجيدون الإنكليزية.

وفي جلسة الاستماع في يوليو، أثناء مناقشة اقتراح إسقاط الدعوى، ركز مايكل كيلوج، محامي السعودية، بشكل كبير على البيومي، قائلا إن أي مساعدة قدمها للخاطفين كانت "محدودة وبريئة تماما".

وتشير الأدلة التي أعدها محامو المدعين إلى أن البيومي التقى بمسؤول دبلوماسي سعودي في القنصلية قبل لقاء الخاطفين لأول مرة في مطعم في لوس أنجلوس، بعد أسبوعين من وصولهما إلى كاليفورنيا. وساعد البيومي في تسهيل انتقال الخاطفين من لوس أنجلوس إلى سان دييغو في غضون أيام من ذلك الاجتماع.

ويقول محامو المملكة إن البيومي التقى بالخاطفين بالصدفة في مطعم حلال بالقرب من مسجد معروف وكانت اتصالاته بهما "محدودة".

وقال محامي المملكة أيضا إنه لا يوجد دليل على أن الثميري فعل أي شيء لمساعدتهما، لكن محامي عائلات 11 سبتمبر قدم نتائج مكتب التحقيقات الفيدرالي التي تفيد بأن الثميري كلف أحد المصلين في المسجد باستلام الخاطفين من المطار، وإحضارهما إليه عندما وصلا لأول مرة إلى لوس أنجلوس، في منتصف يناير 2000.

وفي إفادة عن بعد تم إجراؤها في هذه الدعوى القضائية في عام 2021، أقر البيومي بأنه ساعد الخاطفين على الاستقرار في سان دييغو بدون علم بنواياهم، وقال إنه لم يكن متورطا في الهجمات.

وتضمنت الأدلة المعروضة البيومي وهو يلتقط صورا في واشنطن العاصمة، على مدار عدة أيام في عام 1999، وقال المدعون إنها قام بالتقاط الصور بغية معرفة مداخل وخارج مبنى الكابيتول.

ولطالما اعتقد المسؤولون أن الكابيتول ربما كان الهدف الأصلي للطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا.

من جانبهم، قال محامو المملكة ان البيومي كان مجرد سائح في إجازة عندما صور جولته في الكابيتول وزيارته لمسؤولي السفارة السعودية.

وفي الجلسة، شاهد القاضي دانييلز فيديو لجولته، ويسمع في الفيديو البيومي وهو يقول: "هؤلاء هم شياطين البيت الأبيض". ووصف محامي السعودية اللغة التي استخدمها بأنها "مؤسفة"، لكنه قال إنها أُخرجت عن سياقها. ورد القاضي بأن العبارة لا تتوافق مع سائح يزور "مبنى جميلا".

وتحدث أهالي الضحايا عن اتصالات هاتفية متكررة بين البيومي ومسؤولين سعوديين، خاصة خلال فترة مساعدته الحازمي والمحضار، وتحدثوا عن دفتر مكتوب يحتوي على معلومات اتصال لأكثر من 100 مسؤول حكومي سعودي.

وقال محامو المملكة إن وجود جهات الاتصالات هذه مرتبطة بدوره التطوعي في المسجد.

وبعد انتهاء جلسة الاستماع، أعلنت وزارة الدفاع عن صفقة إقرار بالذنب مع العقل المدبر المزعوم للهجمات، خالد شيخ محمد، واثنين آخرين من المعتقلين الآخرين معه في سجن غوانتانامو. ووافق هؤلاء على الاعتراف بالذنب بتهم التآمر مقابل الحكم عليهم بالسجن المؤبد.

وأثار إعلان صفقة الإقرار بالذنب ردود فعل قوية من أسر الضحايا بعد خروجهم من جلسة الاستماع.

وبعد يومين فقط، ألغى وزير الدفاع، لويد أوستن، صفقة الإقرار بالذنب في مذكرة مفاجئة وكتب أن "المسؤولية عن مثل هذا القرار يجب أن تقع على عاتقي".

وإلغاء الصفقة يعني إعادة "عقوبة الإعدام" لتصبح مطروحة مرة أخرى بحق هؤلاء.

لكن القضية أثارت جدلا قانونيا. ويقول محامون إن قرار أوستن غير قانوني.

ووسط هذا الجدل، تأمل أسر الضحايا أن تجلب لهم الدعوى القضائية المرفوعة على السعودية "العدالة التي كانوا يسعون إليها لأكثر من 20 عاما".