صورة أرشيفية لعناصر من القوات الأزوادية في مالي- ا ف ب
صورة أرشيفية لعناصر من القوات الأزوادية في مالي- ا ف ب

يكاد حصار جماعة "نصرة الإسلام والمسلمين" لتمبكتو شهره الثاني، دون أن يتمكن الجيش المالي وقوات فاغنر من فكّه، إذ تعيش المدينة الأثرية الواقعة شمال مالي في عزلة تامة منذ أن قرر فرع تنظيم القاعدة في الساحل بشكل مفاجئ قطع كل الطرق المؤدية إليها مطلع أغسطس الماضي.

وأمس الاثنين، أعلنت الجماعة، في بيان، فرض حصار جزئي على مدينة "غاو" الواقعة على ضفاف نهر النيجر وتبعد عن تمبكتو 320 كلم إلى الجنوب الشرقي، ويقطنها حوالي 86000 نسمة.

حصار المدن والقرى في مالي كان دائما تكتيكا عقابيا تلجأ إليه الجماعات المتشددة لتأكيد نفوذها، وعقاب من تتهمهم بالتعاون مع خصومها، لكن هذه المرة أخذ طابعا استثنائيا في دواعيه وملابساته. فماذا تريد القاعدة هذه المرة من حصارها لأشهر مدن الساحل الأفريقي؟

 

حصار تمبكتو

خلال السنوات الماضية أعلنت "نصرة الإسلام" في الساحل، مراراً، عن حصارها لبعض القرى والمدن في مناطق متفرقة من مالي، في سياق حربها على الحكومة والقوات المتحالفة معها سواء كانت فرنسية (قبل خروجها من البلد) أو تابعة لشركة فاغنر الروسية، كان آخرها ما أعلنت عنه الجماعة من فرضها حصارا خانقا أواخر يوليو الماضي على بلدة بوني.

آنذاك، بررت خطوتها في بيان أصدرته في أوائل أغسطس الماضي، بأن أهالي البلدة تعاونوا مع قوات فاغنر والجيش المالي. ولتبرير حصار بلدة كل أهلها من المسلمين وهو ما يتنافى حتى مع أدبيات التيار الجهادي نفسه، أكد البيان أن الذين رفضوا التعاون مع فاغنر قد "خرجوا من البلدة قبل تطويقها وقطع الإمدادات عنها، ولم يبق منها سوى المدانين بالتعاون".

نجاح تكتيك الحصار في إرغام القرى وأعيانها على الرضوخ لرغبات الجماعة، دفع بجماعة "نصرة الإسلام" إلى اتخاذه تكتيكا ناجعا لتوسيع سيطرتها ومد نفوذها على مساحات شاسعة في شمال ووسط البلاد، ليأتي حصار  تمبكتو منذ حوالي شهرين مؤكداً إصرار الجماعة على التمسك بتكتيكها رغم تداعياته الكارثية على المدنيين.

في 12 أغسطس الماضي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل صوتية منسوبة إلى المدعو "طلحة أبو هند" وهو قيادي بارز في "نصرة الإسلام"، ودرج على توقيع بياناته بـ"والي ولاية تمبكتو"، أعلن فيها أن المدينة العريقة التي يقطنها 35000 نسمة باتت تحت الحصار، وحذر الشاحنات القادمة من الجزائر و موريتانيا والمناطق الأخرى من دخولها. 

بعض أهالي المدينة حسب ما نقلته وكالة رويترز، ظنوا أن الأمر يتعلق فقط بتطور عسكري مؤقت كما كان يحدث في السنوات السابقة، لكن الأحداث اللاحقة واستمرار الحصار لأسابيع بدد آمالهم في عودة سريعة إلى حياتهم الطبيعية.

في الأيام اللاحقة لإعلان تطويق مدينة تمبكتو، وقعت تطورات أكدت أن الأمر لا يتعلق فقط بعقاب مؤقت لمدينة "المزارات والأضرحة" بل بخطة إعادة تمكين للجهاديين، وسيطرتهم على مدن إقليم أزواد الرئيسية.

بدأت "نصرة الاسلام" عمليات موسعة في محيط تمبكتو استهدفت الجيش المالي وقوات فاغنر في منطقة بير، كما استهدفت قوات حفظ السلام الأممية (مينوسما).

وفي 18 أغسطس الفائت، عادت قوافل من شاحنات محملة بالبضائع قادمة من الجزائر، أدراجها، بعد تهديدات باستهدافها. وعلى امتداد الشهر نفسه وقعت اشتباكات متعددة حاول فيها الجيش المالي وقوات فاغنر فتح طرق برية إلى داخل المدينة لكن دون جدوى.

في 28 الشهر نفسه، أعلن رئيس بلدية تمبكتو أن المدينة تعاني نقصا حادا في الأغذية والمواد الأساسية وارتفاعا كبيرا في الأسعار، مناشدا الجماعة فتح الطرق إلى المدينة أمام الإمدادات الغذائية.، وشكّل لجنة تضم 30 شخصية دينية وعرقية بارزة لرفع مناشدات الأهالي إليهم.

وتأكيدا على المضي قدما في خططها، هاجمت "نصرة الإسلام" مطار تمبكتو، ما أدى إلى إلغاء كافة الرحلات الجوية من وإلى المدينة اعتبارا من 11 سبتمبر الماضي. غير أن الحدث التراجيدي الأبرز وقع في 7  سبتمر، عندما تم استهداف عبّارة تمبكتو النهرية ثلاثية الطوابق قرب قرية زارهو (90 كلم شرق تمبكتو) أثناء نقلها مواطنين عبر خط غاو-موبتي على نهر النيجر، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات ممن كانوا على متنها.

ورغم أن الجماعة المتطرفة نفت مسؤوليتها عن الحادث في بيان لها، إلا أن الحكومة المالية أشارت بأصابع الاتهام نحوها.

 

سباق النفوذ

معطيات كثيرة استجدت في مالي خلال الفترة التي أعقبت استيلاء الجيش على السلطة في مايو 2021 وتشكيل مجلس عسكري عيّن أسيمي غويتا رئيسا انتقالياً للبلاد، أبرزها خروج القوات الفرنسية في 15 أغسطس 2022 بإلحاح من السلطة العسكرية الحاكمة، وإحلال عناصر شركة فاغنر الروسية مكانها، وتصاعد هجمات القاعدة وداعش حتى خرجت مناطق واسعة من قبضة الحكومة، وإقرار دستور جديد في يونيو الماضي بنسبة مشاركة لا تتعدى 38%، مع تعذّر تصويت عدد من المناطق بما فيها مدينة غاو -معقل الحركات الأزوادية- بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، وهو ما يعتبره ماليون طعنا في تمثيلية الدستور.

تحركات الجيش المالي وقوات فاغنر في شمال البلاد بعد خروج القوات الفرنسية والأممية، وقصفها مواقع محسوبة على الحركات الأزوادية، دفع الأخيرة إلى التنصل من اتفاق السلام الذي وقعته مع باماكو في الجزائر عام 2015، والبدء في حشد قواتها العسكرية، وتوحيد صفوفها تحت اسم "الجيش الوطني لأزواد" مع سحب كافة ممثليها من العاصمة، وشروعها في اقتحام القواعد العسكرية للجيش المالي، والسيطرة على قرى ومدن أزواد،  آخرها السيطرة على بلدة بمبا الواقعة بين تمبكتو وغاو، الاثنين.

هناك إذاً سباق محموم بين تنظيمي القاعدة وداعش والحركات الأزوادية للسيطرة على المدن والمواقع الإستراتيجية في إقليم أزواد، وكل منها يعتبر نفسه "دولة"، لها الحق في حكم الشمال وفرض نفوذها عليه.

من جانبه، عزز داعش مواقعه في منطقة ميناكا، وأعلن في 25 أغسطس الماضي عن مدّ نشاطات "الحسبة" إلى مناطق جديدة، سعياً لفرض "دولة" الأمر الواقع.

أما جماعة "نصرة الإسلام"، فترى نفسها "إمارة إسلامية شرعية"، وباتت بياناتها تحمل عناوين مثل "إمارة تمبكتو، ولاية غاو.."، بينما نسقت الحركات الأزوادية تحركاتها وأكدت في بياناتها أنها "الممثل الشرعي" لشعب أزواد، وشكلت تبعاً لذلك "الجيش الوطني لأزواد".

بالتالي، هناك ثلاثة مشاريع متضاربة في توجهاتها الفكرية وخلفياتها الأيديولوجية، وكل واحد منها يحاول قضم ما استطاع من المدن والقرى، ليفرض نفسه بديلا عن حكومة باماكو التي باتت سيطرتها تنحسر عن الشمال يوما بعد يوم، وملء الفراغ الذي خلفه انحساب القوات الفرنسية.

 

سيناريو 2012

المعطيات الميدانية والسياسية في مالي آخذة في التبلور لتشيكل مشهد مطابق تماما لمشهد 2012 مع تغييرات طفيفة على مستوى حضور فاعلين جدد، وواقع معقد يصعب التكهن بمآلاته، بعد انسحاب الجيش الفرنسي.

في 2012 اجتاح تحالف هش جمع الحركات الأزوادية وتنظيم القاعدة وحركة "التوحيد والجهاد" وتنظيم "أنصار الدين"، إقليم أزواد، وفرض سيطرته على المدن الرئيسية: غاو، وكيدال، وتمبكتو. وأعلن نظاما إسلاميا ما لبث أن تفكك على وقع خلافات حادة بين الفرقاء الأزواديين والجهاديين، ثم جاء التدخل الفرنسي وقوّض "الإمارة" وبدد أحلام الجهاديين.

هذا السيناريو يتكرر الآن إلى حد ما، فجماعة "نصرة الإسلام" هي فرع القاعدة في مالي وتضم أيضا جماعة "أنصار الدين" بزعامة إياد أغ غالي، وداعش هي نفسها حركة "التوحيد والجهاد"، وتنسيقية حركات أزواد (سيما) هي نفسها "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" التي تحالفت مع القاعدة في 2012 مع توسع في مكوناتها.

صحيح أن هذه الجماعات والحركات لا يجمعها أي تحالف موثق كما هو الحال في 2012 لكن بوسع المراقب أن يلحظ أنها تتجنب الصدام مع بعضها البعض في الوقت الراهن، كما رجح متابعون للشأن المالي أن يكون هناك اتفاق بعدم الاعتداء بين الجيش الوطني لأزواد وبين "نصرة الإسلام والمسلمين".

وتعتبر مدينة غاو من المعاقل الرئيسة لتنسيقية الحركات الأزوادية، وقيام القاعدة بفرض الحصار عليها يعني أن السيطرة على المدن الكبيرة في أزواد يدخل في صميم خططها لبسط النفوذ في الشمال المالي.

والأسباب وراء ذلك: أولا، قطع الطريق على تنظيم داعش الذي يعتبر السيطرة على المدن خيارا إستراتيجيا، يعبر عن "التمكين" و"سلطة الخلافة". ثانيا، لأن القاعدة ستحتاج إلى أوراق ضغط وتفاوض في حال قررت تقاسم السلطة مع الحركات الأزوادية، وإعادة بعث "وثيقة أزواد"، وهي وثيقة كتبها زعيم القاعدة السابق في الدول المغاربية، المدعو "أبو مصعب عبد الودود"، وأشار فيها إلى إمكانية تقاسم السلطة مع الحركات الوطنية الأزوادية.

وكانت حسابات على تويتر، تداولت قبل أيام، أخباراً عن رفع جزئي للحصار عن مدينة تمبكتو، لكنّ بيان الجماعة الذي تلاها، أكد أن الحصار ما زال قائما وأنها لم تلتق أي وسيط في هذا الشأن.

ثم فاجأت "نصرة الإسلام"، أمس الاثنين، الجميع، ببيان أعلنت فيه فرض حصار جزئي على مدينة غاو يشمل "منع تزويد المدينة بالمحروقات".

والعيون الآن على مدينة كيدال، ما يعني دخول إقليم أزواد برمته في دورة جديدة من الفوضى والمعارك، يختلط فيها الإرهاب بالتمرد العرقي، ويدفع المواطن البسيط قسطا كبيرا من ثمن كل ذلك.

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

عناصر من مليشيا النجباء المسلحة يسيرون خلال عرض عسكري في بغداد
عناصر من "حركة النجباء" المسلحة خلال عرض عسكري في بغداد- تعبيرية

رغم تراجع العمليات العسكرية في سوريا، واستعادة النظام السوري سيطرته على الجزء الأكبر من أراضي الدولة، إلا أن الميليشيات العراقية التي تحالفت معه ضد المعارضة، لم تغادر البلاد. 

وصلت هذه المليشيات إلى سوريا بعد حشد إيران لها "للدفاع عن ضريح السيدة زينب ومقامات آل البيت". عند وصولها إلى سوريا رفعت شعارات "يا لثارات الحسين" و"لن تسبى زينب مرتين". ركزت على حجم البطالة الكبير في صفوف المقاتلين الشيعة، فمنحتهم رواتب مغرية لقاء المشاركة في الحرب هناك. 

انتشرت في المدن والقرى السورية منذ عام 2012، ولتثبيت بقائها، أصدر النظام السوري قرارات تنص على مصادرة أراض وأملاك للمعارضين، وتوزيع بعضها على منتسبين في الجيش والأجهزة الأمنية والميليشيات التي تقاتل في سوريا، كالقانون "رقم 10 لعام 2018".

يؤكد الخبير العسكري العراقي حاتم الفلاحي، أن "هذه الفصائل ما تزال تعمل بقوة داخل سوريا، تحديداً الآن". ويقول لـ"ارفع صوتك: "هناك نشاط لهذه الفصائل على الحدود السورية العراقية، في محاولة لإيصال فكرة بأنها أصبحت جزءاً من المؤسسة الأمنية العراقية، لكنها في الحقيقة تعمل بأوامر وتوجيهات إيران".

دخان يتصاعد جراء قصف جوي على حي في دير الزور السبت
خارطة الانتشار الإيراني بسوريا.. "عاصمة ميليشيات الحرس الثوري" والمناطق الأخرى
عندما يتردد اسم إيران عسكريا في سوريا دائما ما تتجه الأنظار إلى شرقي البلاد حيث محافظة دير الزور ومدينة البوكمال الواقعة على الحدود مع العراق، ورغم أن هذه المنطقة يصفها خبراء ومراقبون باسم "عاصمة ميليشيات الحرس الثوري" لا يقتصر الانتشار فيها فحسب، بل ينسحب إلى مناطق أخرى على كامل الجغرافيا السورية.

من حلف الأسد إلى "الاستيطان"

 

يقول أبو حمد الصبيح الذي كان يقطن في منطقة السيدة زينب، لـ"ارفع صوتك": "كثيرون منّا أجبروا على بيع بيوتهم مكرهين، والبعض صودرت أملاكه بموجب القانون رقم 10، وحلّ مكان سكان المدينة الأصليين أناس جدد، ليسوا سوريين، ومنح بعضهم الجنسية السورية".

ويضيف: "نجد اليوم في السيدة زينب الكثير من شيعة إيران والعراق وأفغانستان وباكستان، بعضهم مجنّسون، وحصلوا على بيوت السوريين وأملاكهم هِبات، وتحولت منطقة السيدة إلى شبيهة بالضاحية الجنوبية في بيروت معقل حزب الله، وبدأ التوسع لما حولها من مناطق عبر طرد السكان وشراء أو الاستيلاء على أملاكهم".

من مدينة داريا، يبين المواطن حاتم شما (46 عاما)، أن "بعض عمليات التغيير الديموغرافي طالت مدينته أيضاً حتى قبل اندلاع الاحتجاجات". يقول: "هناك مخطط لتغيير معالم داريا".

يشرح لـ"ارفع صوتك": "تبتكر الميليشيات الشيعية التابعة لإيران الأسباب لتشريع توسعها في دمشق وضواحيها، فمثلا، شيدوا مبنى على أحد القبور القديمة في مدينة داريا، وقالوا إنه ضريح لسكينة بنت الحسين، واشتروا القبر والمكان المحيط به، وبدأوا ينظمون زيارات دينية إليه، بعد أن أضفوا عليه طابع القداسة".

وبالفعل، نُظمت زيارات دينية للشيعة من خارج سوريا، فتوافدوا على داريا بأعداد كبيرة، بحسب شما، الذي أشار إلى أن "طابع المدينة وشكلها تغيرّا، وجلبت عائلات عراقية وأسكنت فيها، وفي منطقتي معضمية الشام والميدان أيضاً".

محمود جمعة (27 عاما) من اللاذقية، لديه رأي مخالف، فهو يرحب بتجنيس المقاتلين الشيعة العراقيين وسواهم وعائلاتهم وإبقائهم في سوريا. ويبرر ذلك: "سوريا لمن دافع عنها". اقتبس جمعة هذه الجملة من حديث سابق للرئيس السوري بشار الأسد.

وينفي لـ"ارفع صوتك" أن "يكون هدف عملية شراء الأراضي والعقارات تغيير معالم المدن". ويرى أن "قدوم العراقيين بأعداد كبيرة، هدفه الإقامة والسياحة الدينية".

من دمشق، يقول رائد مجبي (49 عاما)، إن "معظم الميليشيات الشيعية العراقية بقيت في سوريا بحجة ممارسة نشاطات تجارية وسياحية ودينية دعوية، لكن الواقع غير ذلك".

يوضح لـ"ارفع صوتك": "بقيت لأنها مستعدة للتدخل والقتال حين يحتاج الأمر. بعد انتهاء المعارك، انسحبت من المدن والقرى، لكنها افتتحت مكاتب للإرشاد الديني، وأخرى لممارسة نشاطات تجارية واقتصادية وسياحية، ونشاطات غير شرعية كتجارة الكبتاجون والتهريب عبر الحدود".

وحول انخراط الفصائل العراقية داخل سوريا في أنشطة دينية وسياحية واقتصادية، يوضح الفلاحي: "الغزو الإيراني للمنطقة يشمل جوانب متعددة، فهناك غزو فكري وثقافي وتجاري واقتصادي للسيطرة على البلد والتدخل في كل شيء، أما السياحة الدينية للعتبات المقدسة في سوريا والعراق، فهي ضمن مشروع متكامل تديره إيران سواء كان في العراق أو سوريا".

من هي هذه الميليشيات؟

 

يقول الفلاحي لـ"ارفع صوتك"، إن "أبو لواء الفضل العباس وحركة النجباء، من أهم وأكبر الميليشيات العراقية المشاركة في الحرب السورية منذ بدايتها تقريبا". ويُفصّل الميليشيات العراقية في سوريا وأسماء قادتها وخارطة تواجدها.

1- "لواء أبو الفضل العباس": كان قائده أحمد حسن كياره، وقُتل في مواجهات ريف دمشق، ويتولى قيادته حالياً اللواء السوري أبو عجيب، بالإضافة إلى قيادة عراقية منفصلة بقيادة هيثم الدراجي وأبو هاجر العراقي. ساحة عملياتها القلمون وطريق المطار والسيدة زينب وحلب.

يعتبر  من أول وأكبر الميليشيات العراقية التي قاتلت في سوريا منذ عام 2012، بدعوى حماية مرقد السيدة زينب. ويتبع مباشرة للحرس الثوري الإيراني، كما يتمتع بتجهيز عالٍ من السلاح والآليات، ويحظى باهتمام المرجعية في إيران.

2- "كتائب سيد الشهداء": حركة منشقة عن "لواء أبو الفضل العباس"، قائدها في سوريا حميد الشيباني، الملقب بـ"أبو مصطفى الشيباني"، ويحمل الجنسيتين العراقية والإيرانية، وفي العراق هاشم بنيان "أبو آلاء الولائي". ساحة  عملياتها السيدة زينب والغوطة الشرقية.

3- "حركة النجباء": قائدها أكرم الكعبي، وساحة عملياتها السيدة زينب وحلب وحماة واللاذقية. تعتبر  ثاني أقوى ميليشيا عراقية متواجدة في سوريا، وتحظى باهتمام ورعاية ودعم الحرس الثوري الإيراني.

يبلغ تعداد عناصرها حوالي 10 آلاف، تتوزع على ثلاثة ألوية عسكرية في حلب ودمشق، وهي "لواء عمار بن ياسر"، و"لواء الإمام الحسن المجتبى"، و"لواء الحمد" ومقره في ريف دمشق، متخصص باستعمال المدفعية والصواريخ.

4- "كتائب الإمام علي": قائدها شبل الزيدي، وساحة عملياتها ريف دمشق ودرعا وريف حلب، واللاذقية.

5- "لواء أسد الله الغالب": قائده أبو فاطمة الموسوي. ساحة عملياته السبينة ودمشق والسيدة زينب.

6- "سرايا طلائع الخرساني": قائدها علي الياسري، وساحة عملياتها دمشق وريف دمشق.

7- "لواء المؤمل": قائده أحمد الحجي الساعدي، وساحة عملياته داريا والسيدة زينب.

8- "لواء ذو الفقار": قائده أبو شهد الجبوري، وساحة عملياته عدرا والنبك وحمص.

9- "سرايا عاشوراء": قائدها حامد الجزائري، وساحة عملياتها دمشق وريفها.

10- "كتائب حيدر الكرار للقناصة": قائدها الحاج مهدي في سوريا، وساحة عملياتها السيدة زينب وريف دمشق.

11- "لواء الإمام الحسين": قائده أبو كرار أمجد البهادلي، وساحة عملياته حلب.

12- "قوات الشهيد محمد باقر الصدر": تتبع "منظمة بدر" بزعامة هادي العامري. ساحة عملياتها السيدة زينب وحماة وريف إدلب. يبلغ عدد مقاتليها في سوريا (1500 إلى 2000 مقاتل).

13- "لواء الشباب الرسالي": يتبع المرجع محمد موسى اليعقوبي، وساحة عملياته حلب وريفها.

14- "لواء كفيل زينب": يتبع لقيس الخزعلي الأمين العام لميليشيا "عصائب أهل الحق". ساحة عملياته السيدة زينب وطريق المطار والغوطة الشرقية وحلب والقلمون.

15- "كتائب حزب الله العراقي": قائدها في سوريا هاشم الحمداني، وساحة عملياتها حلب وكافة الجبهات السورية.

16- "لواء أسد الله الغالب": قائده أبو فاطمة الموسوي في سوريا، وساحة عملياته ريف دمشق، وقدسيا. عدد مقاتليه (300- 500).

17- "فيلق الوعد الصادق": قائده محمد حمزة التميمي الملقب بـ"أبو علي النجفي". ساحة عملياته حلب وريفها والقلمون وريف دمشق. عدد مقاتليه نحو 2000.

18- "ميليشيا فيلق تحرير الجولان": أنشأتها "حركة النجباء" بزعامة أكرم الكعبي في 8 مارس 2017، ولديها خطط دقيقة. تتألف من قوات خاصة مسلحة بأسلحة استراتيجية متطورة.

20- "فوج التدخل السريع": يقوده أحمد الحجي الساعدي، ونقل فيما بعد إلى "لواء المؤمل" في ضاحية الأسد (طريق الأوتوستراد).

يجري تدريب هذه الميليشيات في معسكرات داخل العراق وإيران ولبنان، كما تخضع أيضا للتدريب في معسكرات سورية، هي: "يعفور بريف دمشق، المقام في موقع عسكري تابع للفرقة الرابعة، والسيدة زينب بدمشق، ومدرسة ميسلون التابع للمخابرات العسكرية، نجها لأمن الدولة، وشهيد المحرابفي، والزهراء في حلب".

 

الهدف من البقاء

 

يشرح الخبير الأمني والعسكري العراقي حاتم الفلاحي لـ"ارفع صوتك: "لا شك أن تواجد الفصائل العراقية في سوريا جزء من المشروع الإيراني في المنطقة، وتكمن أهمية وجودها أولا لحماية المصالح الإيرانية، وثانيا هي جزء من توسيع نفوذها في جميع المجالات السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية، وحماية مصالحها الاستراتيجية، بما يتيح لها تنفيذ مشاريعها التوسعية ومخططاتها الديمغرافية في الهيمنة الكاملة على المنطقة".

"بالتالي، فإن تواجدها في سوريا أو أماكن أخرى من مناطق الصراع في المنطقة، يكون بتوجيهات إيرانية، وبدور يُرسم لها من قبل إيران، التي سلحتها وشكلتها وأمنت لها الدعم المالي والعسكري واللوجستي والاستخباراتي والتسليحي"، يضيف الفلاحي.

ويرى أيضاً أن "من شأن هذه الميليشيات حماية النظام السوري، وإكمال الهلال الشيعي وتأمين ممر الإمداد الرئيس من طهران إلى العراق وسوريا، ثم إلى لبنان، وصولا إلى البحر الأبيض المتوسط".