(FILES) Hamas leader Ismail Haniyeh holds a press conference during his visit to the Dar al-Fatwa, Lebanon's top Sunni…
قتل إسماعيل هنية يوم 31 يوليو الماضي في استهداف لمقر إقامته في العاصمة الإيرانية طهران.

لم يكد خبر مقتل زعيم حركة حماس إسماعيل هنية يصل إلى المنصات الرقمية التي ينشط فيها أنصار تنظيم القاعدة حتى دخل روادها في مشاحنات وسجالات حادة، وصلت ببعضهم إلى حد الإعلان بشكل صريح عن انحراف تنظيم القاعدة، وضرورة إجراء "مراجعات شرعية"، تعيده إلى خطه السلفي بعدما تأثر "بنزعات إخوانية"، وفق تعبيرهم.

 

جدل مزمن

الموقف من حركة حماس ومن جماعات الإسلام السياسي التي تتبنى خيار المشاركة في الانتخابات ودخول المجالس النيابية، طالما كان قضية مثيرة للانقسام في التيارات "الجهادية" منذ عقود طويلة. ولم تستطع آلاف الكتب والمقالات والمحاضرات الحسم فيه، ولا يزال تنظيم القاعدة وشيوخه عالقين في هذا الجدل المزمن حتى اليوم.

تنظيم داعش نفسه، وإن حسم النقاش بحشره الجميع في دائرة الكفر والردة والحكم عليهم بـ"الشرك وعبادة الطاغوت"، لم يتمكن من الحسم في تداعيات هذا الحكم، فقد حكم بالكفر على جماعات الإسلام السياسي، لكنه ما زال يتخبط في الحكم على من لم يُكَفِّر هذه الجماعات. هل هو كافر مثلها أم هو "معذور بالجهل والتأويل".

مبتدأ النقاش في قضية مقتل إسماعيل هنية كان عندما نقل أحد أنصار القاعدة خبر مقتله واصفا إياه بـ"الشهيد" وداعيا له بالرحمة، ليتدخل فورا عشرات من "الناشطين" الذين استنكروا الوصف.

توسع النقاش وأخذ أبعادا أخرى، وانقسم رواد المجموعات الرقمية التي يستخدمها تنظيم القاعدة وأنصاره إلى ثلاثة تيارات. أولها، يدافع عن هنية ويرى أنه "شهيد" يجري عليه ما يجري على "الشهداء". وثانيها يرفض أن يسميه بـ"الشهيد" بسبب مواقفه المتحالف مع إيران وحزب الله اللبناني، ومقتله في ضيافة الحرس الثوري الإيراني. بالتالي يتوقف في الحكم عليه ويرميه بـ"البدعة" و"يعذره بالتأويل" لكن لا يصفه بـ"الشهيد". 

أما ثالثها، فيرى أن هنية واقع في عدد من "نواقض الإسلام"، مثل ترأسه الحكومة الفلسطينية عام 2006، وقسمه على احترام الدستور والقانون، ووصفه قاسم سليماني بـ"شهيد القدس"، بالإضافة لقتال حركته للفصائل السلفية في قطاع غزة، وعدم تطبيقها للشريعة فيه.

هذه المواقف الثلاثة يروجها محسوبون على تنظيم القاعدة، وفي قنوات ومجموعات تعتبر منابر إعلامية للتنظيم، وكل تيار يرى أن موقفه هو الموقف الذي تبناه شيوخ القاعدة التاريخيون ومنظرو "التيار الجهادي" عموما، لذلك عادوا كلهم إلى النبش في أدبيات التنظيم، والتنقيب في تراث شيوخه، لاستخراج ما يعززون به مواقفهم.

القيادة العامة

التيار الأول الذي ينعت هنية بـ"الشهيد" تمثله القيادة العامة لتنظيم القاعدة في أفغانستان، وفرعه في شبه القارة الهندية، وعدد من شيوخ التيار الجهادي وأبرزهم "أبو قتادة الفلسطيني".

 فمنذ السابع من أكتوبر وتنظيم القاعدة يعبر عن مواقف أكثر قربا وتماهيا مع حركة حماس، وكتب زعيمه المفترض "سيف العدل" عددا من المقالات المؤيدة لحماس وعملية "طوفان الأقصى" دون تحفظ.

وعندما قُتل عدد من أفراد أسرة هنية، أصدر التنظيم بيان تعزية وصف فيه الأخير بـ"فضيلة الشيخ أبو العبد إسماعيل هنية" وخاطبه بالقول "صبرا آل هنية فإن موعدكم الجنة". 

كما أصدر فرعه في شبه القارة الهندية بيان تعزية في مقتل هنية نفسه، مستبقا بذلك القيادة العامة، ومغردا خارج سرب الفروع الأخرى.

وتوقع كثير من أنصار التنظيم أن تصدر القيادة العامة بيان تعزية. وقد عبر بعضهم  عن أمله في ألا يخرج هذا البيان أبدا، لأنهم يدركون أنه سيكرس الانقسام في صفوفهم، وسيتضمن مواقف لا تمت إلى عقيدة التنظيم، كما يرونها. 

"أسأل الله أن لا تعزي القيادة العامة، وأن لا يكتب سيف العدل في هنية الذي سخر كل حياته دفاعا عن تبني الديمقراطية، ومقصيا لتحكيم الشريعة"، يكتب أحد أبرز الناشطين المؤيدين للقاعدة، و المشرف على منصة رقمية مناصرة لها. 

ويكتب آخر: "الله يستر.. وتصدر القيادة في بيانا في هنية.. لكن من وصف هنية بالشيخ المجاهد الصابر المحتسب أكيد سيعزي".

مبادرة فرع القاعدة في شبه القارة الهندية إلى نشر التعزية قبل القيادة العامة والفروع الأخرى، أرجعه عدد من أنصار القاعدة إلى العلاقة الوطيدة التي تربط الفرع بحركة طالبان في أفغانستان.

"لا نُكَفّر ولا نعزّي"

يمثل التيار الذي يستنكر التعزية في هنية أو وصفه "بالشهيد" و"المجاهد"، لكن دون أن يكفّره أيضا، شريحة عريضة من مناصري القاعدة وشيوخ التيار الجهادي وبعض فروع التنظيم أيضا، لا سيما فرعه في سوريا المعروف بتنظيم "حراس الدين" وأيضا الفرع الصومالي.

في هذا السياق، أصدر المدعو "أبو عبد الرحمن المكي" القيادي البارز في تنظيم حراس الدين بيانا بعنوان " رسالة في مقتل إسماعيل هنية" أقر فيه بخطورة السجال حول قضية الترحم على هنية بالنسبة لتماسك صوف أنصار القاعدة وأن هذا الجدل قد ينتهي "بخلاف وبغضاء".

المكي لم يترحم على هنية ولم يصفه بـ"الشهيد" أيضا. وقال: "مما لا ينبغي التلثم فيه أن منهج حماس وطريقها لتحكيم الشريعة طريق بدعي ضال ومنحرف". ويرى أن قيادة حماس واقعة في "نواقض الإسلام" لكنه "لا يستطيع الحكم على أعيانهم بالكفر حتى تتحقق الشروط وتنتفي الموانع".

وأضاف "المكي" أنه "لا يجوز وصف من يكفر حماس ولا يترحم على قتلاها بأنه متشدد".

ثمة إذا خلاف عميق جدا بين القيادة العامة للقاعدة التي تصف إسماعيل هنية بـ"الشيخ المجاهد الفاضل" وبين القاعدة في سوريا التي ترفض الترحم عليه، وتصفه بـ"المبتدع الواقع في نواقض الإسلام". وهو الموقف ذاته الذي كرسته فتاوى "أبو محمد المقدسي" الذي كان أهم منظّر للقاعدة.

أغلب أنصار القاعدة في مواقع التواصل الاجتماعي يتبنون هذا الموقف، ويرون أن القيادة الجديدة للتنظيم بتماهيها مع حماس تخرج رويدا رويدا عن أفكار التيار السلفي الجهادي.

تكفير ومفاصلة

التيار الثالث من أنصار القاعدة يصرّح بوضوح بكفر إسماعيل هنية، ويرى أن الترحم عليه "تمييع لعقيدة الولاء والبراء"، ويقوم بإعادة نشر فتاوى سابقة كانت ترى كفر القيادة السياسية لحماس عندما شاركت في الانتخابات ولم تطبق الشريعة في غزة، وعندما قامت باقتحام مسجد ابن تيمية في رفح وقتل زعيم جماعة "جند أنصار الله" عام 2009.

يقول أحد أنصار تنظيم القاعدة، وهو في الوقت ذاته مشرف على منصة رقمية مخصصة لنشر دعاية التنظيم: "أظن أن هناك خطة محكمة ومطبقة لتمييع المفاهيم الصحيحة للتيار الجهادي، وتمييع الولاء والبراء، وفي نفس الوقت التساهل مع من هم أمثال هنية والقرضاوي وغيرهم من المرتدين".

وأضاف مستنكرا بيان القاعدة في شبه القارة الهندية: "ما إن هلك إسماعيل هنية حتى فُتن به الناس وأنزلوه منزلة الشهيد"، وتابع نقده قائلا في منشور آخر: "أبو قتادة يترحم على هنية المرتد.. كيف لرجل طوال حياته يدعو لمحاربة الديمقراطية وفي الأخير يترحم على من سعى جاهدا لتحكيم الديمقراطية".

ويقول مناصر آخر، يبدو أنه ضاق ذرعا ببيانات القاعدة المؤيدة لحماس: "أنا غسلت يدي من القيادة العامة وليس من الفروع.. والقيادة العامة إن عزت في هنية فهي لا تراعي بعض الفروع، ويكون في ذلك دلالة على أن البيانات لا تكون بالشورى، ولا تتم مراعاة بعض النافذين في الفروع الأخرى".

المستجد في السجال الراهن بين أنصار القاعدة أنه بدأ يقترب شيئا فشيئا من مربع النقاش العقدي الذي تورط فيه تنظيم داعش وقسمه إلى تيارات عقدية (الحازمية، البنعلية.. )، حيث تسير القاعدة في نفس الاتجاه. وقد يكون بيان "أبو عبد الرحمن المكي" الذي تناول فيه مسألة الترحم على هنية تناولا عقديا صرفا بداية هذا المسار.

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

الخاطفون عمدوا لتحطيم طائرتين في الطوابق العليا من البرجين الشمالي والجنوبي لمجمع مركز التجارة العالمي في نيويورك
الخاطفون عمدوا لتحطيم طائرتين في الطوابق العليا من البرجين الشمالي والجنوبي لمجمع مركز التجارة العالمي في نيويورك

بعد 23 عاما على هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة، يواصل ناجون وعائلات الضحايا معركة قانونية طويلة لمساءلة السعودية التي يقولون إن مسؤوليها لعبوا دورا في التخطيط للهجمات الدامية.

وينتظر الناجون وعائلات الضحايا قرارا هاما لقاضٍ فيدرالي في نيويورك بشأن قضية اتهام السعودية بدعم خاطفي أربع طائرات شاركت بالهجوم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون في 11 سبتمبر 2001.

وتنفي المملكة هذه المزاعم بقوة.

ويحيي مسؤولون سياسيون وعسكريون ومواطنون عاديون، الأربعاء، الذكرى الـ23 للهجمات بفعاليات خاصة في نيويورك والعاصمة واشنطن وعدد من المدن الأميركية الأخرى.

وفي جلسة استماع عقدت أمام المحكمة الجزئية في مانهاتن في نهاية يوليو الماضي، للنظر في طلب السعودية إسقاط القضية، عرض محامو الضحايا ما قالوا إنها أدلة عن شبكة الدعم التي تضم مسؤولين سعوديين عملوا في الولايات المتحدة، والتي سهلت تحركات خاطفي الطائرات التي اصطدمت ببرجي التجارة العالمي في مدينة نيويورك، والبنتاغون في فيرجينيا، وسقطت واحدة في بنسلفانيا.

وقال محامي المدعين، جافين سيمبسون، خلال جلسة 31 يوليو إن الشبكة السرية "أنشأتها ومولتها وأدارتها ودعمتها السعودية والمنظمات التابعة لها والدبلوماسيون داخل الولايات المتحدة".

وبعد انتهاء الجلسة، طالب أكثر من ثلاثة آلاف شخص من عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر كلا من الرئيس السابق والمرشح الجمهوري للرئاسة، دونالد ترامب، ونائبة الرئيس ومرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، بمعارضة أي اتفاق للسلام بالشرق الأوسط مع السعودية قبل أن تحاسِب الحكومة الأميركية المملكة على أي دور محتمل في هجمات عام 2001

وضمت المجموعة المسؤولة عن هجمات سبتمبر 19 شخصا من "تنظيم القاعدة"، بينهم 15 سعوديا، إلا أن الروابط المحتملة بين الحكومة السعودية والإرهابيين ظلت محل تساؤلات لسنوات.

ونفت السعودية أي تورط حكومي في الهجمات.

ولطالما قالت الولايات المتحدة إن الرياض لم يكن له أي دور وإن "تنظيم القاعدة" تصرف بمفرده.

وفي 2016، أصدر الكونغرس تشريع "العدالة ضد رعاة الإرهاب" الذي سمح لأسر ضحايا الهجمات بمقاضاة السعودية، وهو ما مهد الطريق أمام مطالبات قضائية عدة من عائلات الضحايا بالحصول على تعويضات من المملكة.

وتنتظر عائلات الضحايا قرارا من قاضي المحكمة الجزئية في مانهاتن، جورج دانيلز، بشأن ما إذا كان بالإمكان المضي قدما في القضية، وهو ما قد يفتح المجال أمام ظهور المزيد من الأدلة، وفق "سي أن أن".

وفي جلسة يوليو، اتهم محامو أهالي الضحايا مواطنين سعوديين اثنين بأنها دعما اثنين من خاطفي الطائرات، وهما نواف الحازمي وخالد المحضار، بعد وصولهما إلى جنوب كاليفورنيا عام 2000.

وقالوا إن الدبلوماسي السعودي، فهد الثميري، الذي كان يعمل في القنصلية السعودية في لوس أنجلوس، كان جهة الاتصال الرئيسية بين "تنظيم القاعدة" والخاطفين الاثنين في لوس أنجلوس، وفقا لملفات المدعين أمام المحكمة.

وقالوا إن الثميري عمل مع سعودي آخر هو عمر البيومي، في دعم الخاطفين الاثنين أثناء وجودهما في كاليفورنيا، وفقا لملفات المحكمة.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، قد رفعت السرية عن مذكرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) في ديسمبر 2021، كشفت عن شكوك قوية بشأن ارتباط السعودية رسميا بالخاطفين الذين نفّذوا اعتداءات 11 سبتمبر، لكنها لم تتمكن من تقديم الإثبات الذي كانت تنتظره العائلات التي تقاضي الرياض.

وكشفت المذكرة عن وجود ارتباطات بين البيومي، الذي كان حينها طالبا، ونواف الحازمي وخالد المحضار.

وساعد البيومي، الذي كان طالبا وعمل أيضا مع مقاول سعودي، الخاطفين عند وصولهما إلى البلاد، وفقا لتقرير لجنة 11 سبتمبر 2004. وذكر التقرير في ذلك الوقت أنه ساعدهما في العثور على شقة في سان دييغو وفتح حساب مصرفي ووقع على عقد إيجارهما.

وقد دعمت المعلومات التي أصدرها "أف بي آي" في وقت لاحق ادعاء المدعين بأن البيومي والثميري قاما بتنسيق شبكة الدعم في جنوب كاليفورنيا بتوجيه من مسؤولين سعوديين.

لكن تقرير عام 2004 قال إنه لم يجد أي دليل في ذلك الوقت على أن البيومي ساعد الخاطفين عن علم.

وأكدت المملكة أن البيومي كان طالبا وكان يتردد على مسجد في سان دييغو، وساعد بدون علم الخاطفين باعتبارهم قادمين جدد لا يجيدون الإنكليزية.

وفي جلسة الاستماع في يوليو، أثناء مناقشة اقتراح إسقاط الدعوى، ركز مايكل كيلوج، محامي السعودية، بشكل كبير على البيومي، قائلا إن أي مساعدة قدمها للخاطفين كانت "محدودة وبريئة تماما".

وتشير الأدلة التي أعدها محامو المدعين إلى أن البيومي التقى بمسؤول دبلوماسي سعودي في القنصلية قبل لقاء الخاطفين لأول مرة في مطعم في لوس أنجلوس، بعد أسبوعين من وصولهما إلى كاليفورنيا. وساعد البيومي في تسهيل انتقال الخاطفين من لوس أنجلوس إلى سان دييغو في غضون أيام من ذلك الاجتماع.

ويقول محامو المملكة إن البيومي التقى بالخاطفين بالصدفة في مطعم حلال بالقرب من مسجد معروف وكانت اتصالاته بهما "محدودة".

وقال محامي المملكة أيضا إنه لا يوجد دليل على أن الثميري فعل أي شيء لمساعدتهما، لكن محامي عائلات 11 سبتمبر قدم نتائج مكتب التحقيقات الفيدرالي التي تفيد بأن الثميري كلف أحد المصلين في المسجد باستلام الخاطفين من المطار، وإحضارهما إليه عندما وصلا لأول مرة إلى لوس أنجلوس، في منتصف يناير 2000.

وفي إفادة عن بعد تم إجراؤها في هذه الدعوى القضائية في عام 2021، أقر البيومي بأنه ساعد الخاطفين على الاستقرار في سان دييغو بدون علم بنواياهم، وقال إنه لم يكن متورطا في الهجمات.

وتضمنت الأدلة المعروضة البيومي وهو يلتقط صورا في واشنطن العاصمة، على مدار عدة أيام في عام 1999، وقال المدعون إنها قام بالتقاط الصور بغية معرفة مداخل وخارج مبنى الكابيتول.

ولطالما اعتقد المسؤولون أن الكابيتول ربما كان الهدف الأصلي للطائرة التي تحطمت في بنسلفانيا.

من جانبهم، قال محامو المملكة ان البيومي كان مجرد سائح في إجازة عندما صور جولته في الكابيتول وزيارته لمسؤولي السفارة السعودية.

وفي الجلسة، شاهد القاضي دانييلز فيديو لجولته، ويسمع في الفيديو البيومي وهو يقول: "هؤلاء هم شياطين البيت الأبيض". ووصف محامي السعودية اللغة التي استخدمها بأنها "مؤسفة"، لكنه قال إنها أُخرجت عن سياقها. ورد القاضي بأن العبارة لا تتوافق مع سائح يزور "مبنى جميلا".

وتحدث أهالي الضحايا عن اتصالات هاتفية متكررة بين البيومي ومسؤولين سعوديين، خاصة خلال فترة مساعدته الحازمي والمحضار، وتحدثوا عن دفتر مكتوب يحتوي على معلومات اتصال لأكثر من 100 مسؤول حكومي سعودي.

وقال محامو المملكة إن وجود جهات الاتصالات هذه مرتبطة بدوره التطوعي في المسجد.

وبعد انتهاء جلسة الاستماع، أعلنت وزارة الدفاع عن صفقة إقرار بالذنب مع العقل المدبر المزعوم للهجمات، خالد شيخ محمد، واثنين آخرين من المعتقلين الآخرين معه في سجن غوانتانامو. ووافق هؤلاء على الاعتراف بالذنب بتهم التآمر مقابل الحكم عليهم بالسجن المؤبد.

وأثار إعلان صفقة الإقرار بالذنب ردود فعل قوية من أسر الضحايا بعد خروجهم من جلسة الاستماع.

وبعد يومين فقط، ألغى وزير الدفاع، لويد أوستن، صفقة الإقرار بالذنب في مذكرة مفاجئة وكتب أن "المسؤولية عن مثل هذا القرار يجب أن تقع على عاتقي".

وإلغاء الصفقة يعني إعادة "عقوبة الإعدام" لتصبح مطروحة مرة أخرى بحق هؤلاء.

لكن القضية أثارت جدلا قانونيا. ويقول محامون إن قرار أوستن غير قانوني.

ووسط هذا الجدل، تأمل أسر الضحايا أن تجلب لهم الدعوى القضائية المرفوعة على السعودية "العدالة التي كانوا يسعون إليها لأكثر من 20 عاما".