الصفحة الرئيسية (مؤرشفة)

تشكيك دولي بعدد مرضى ووفيات كوفيد-19 المعلن عنه في سوريا

14 سبتمبر 2020

أعلن وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة (المعارضة السورية) مرام الشيخ، تسجيل 16 إصابة جديدة بالفيروس في إدلب وريف حلب، 12 إصابة منها لعاملين في الرعاية الصحية في حلب وأربع إصابات في إدلب.

#تحديث_يومي الإصابات المسجلة ب #فيروس_كورونا_المستجد #كوفيد_١٩ في سورية حتى يوم الأحد ١٣ أيلول ٢٠٢٠. تابعوا صفحات...

Posted by ‎وزارة الصحة - المكتب الإعلامي‎ on Sunday, September 13, 2020

ويعتبر الرقم المعلن أكبر حصيلة يومية للإصابات بكوفيد-19ا، ليصل العدد الكلي في الشمال إلى 131 إصابة، توفي منهم اثنان، وشفي 80 آخرون.

أما مناطق شمال شرقي سوريا الخاضعة لسيطرة قوات الإدارة الذاتية، فأعلنت الهيئة الصحية تسجيل 15 إصابة جديدة بالفيروس.

وحسب الرئيس المشترك للهيئة، جوان مصطفى، فإن عدد حالات الإصابة بلغ 704 حالات، منها 42 حالة وفاة، و212 حالة شفاء.

أما في مناطق النظام السوري، فتم تسجيل 110 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ليصل عدد الحالات الكلي إلى 3540 إصابة، توفي 155 شخصاً وشفي 742 آخر.

#تحديث_يومي الإصابات المسجلة ب #فيروس_كورونا_المستجد #كوفيد_١٩ في سورية حتى يوم الأحد ١٣ أيلول ٢٠٢٠. تابعوا صفحات...

Posted by ‎وزارة الصحة - المكتب الإعلامي‎ on Sunday, September 13, 2020

 

تشكيك في الإحصائيات

انتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير أصدرته أول الشهر الجاري، غياب الشفافية حول عدد الإصابات المعلَنة في سوريا، في حين تتراكم أخبار نعي الأطباء وأعضاء الطاقم التمريضي المتصدين لفيروس كورونا.

وأكدت المنظمة، إن السلطات السورية لا تحمي عمّال القطاع الصحي في الصفوف الأمامية بوجه فيروس "كورونا" في المناطق تحت سيطرة الحكومة.

وقالت سارة كيالي الباحثة في المنظمة "من المذهل أنّه بينما تتراكم نعوات الأطبّاء وأعضاء الطاقم التمريضي المتصدّين لفيروس كورونا، تتناقض الأرقام الرسمية مع الواقع على الأرض" مضيفةً "سبق أن ارتكبت الحكومة السورية جرائم ضدّ البشرية في حقّ شعبها، وللأسف، عدم اكتراثها لصحة عمّال القطاع الصحي في الخط الأمامي في ظلّ وباء عالمي ليس مفاجئا".

وتابعت "في الواقع، تركت الحكومة السورية عمّال القطاع الصحي يحاربون الوباء الناتج عن كورونا وحدهم، وتخلّت عن مسؤوليتها في اتخاذ الخطوات الضرورية لإنقاذ الأرواح، ولو لمرّة، فلتعطي الحكومة الأولوية للشعب السوري وتؤمّن لجميع عمّال القطاع الصحي الموارد ومعدّات الوقاية الملائمة، وتنشر معلومات دقيقة وشفّافة".

وناشدت "هيومن رايتس" منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات المكلفة بالعمل على الصحة أن تصر علنا على توسيع قدرات الفحص، والإبلاغ الشفاف والدقيق عن أعداد الإصابات بفيروس كورونا، والتوزيع المنصف للمعدات الشخصية الوقائية الكافية على عمّال القطاع الصحي في البلاد، بما فيها المناطق الريفية.

في حين قدّر موقع Syria-in-Context، وجود 85 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا على الأقلّ في دمشق فقط، وارتكز الموقع في استنتاجاته على صفحات الوفيات المنشورة على الإنترنت من 29 يوليو حتى الأول من أغسطس الماضي، وصور الأقمار الصناعية للمقابر، ومقابلات مع أطبّاء، واستكمال البيانات بالاستقراء بناء على نموذج أنشأته جامعة "إمبريال كوليج لندن" حول انتقال فيروس كورونا.

ونقلت وكالة رويترز عن مُسعفين في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي عن إصابة 200 من موظفي الأمم المتحدة بالفيروس في سوريا.

وقالوا إن "العدد الحقيقي لإصابات الفيروس أعلى بكثير، بما في ذلك مئات من موظفي الجمعيات الخيرية التابعة للأمم المتحدة العاملة في سوريا".

من جهته، قال المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا عمران ريزا، إن "عدد الإصابات في سوريا ارتفع نحو عشرة أضعاف خلال الشهرين الماضيين، منذ آخر إحاطة لموظفي الأمم المتحدة".

 

ضحايا القطاع الصحّي

نُشرت لائحة على وسائل التواصل الاجتماعي، منتصف الشهر الماضي، تضم 61 عاملا في المجال الصحي توفّوا منذ ظهور فيروس كورونا في سوريا للمرّة الأولى. 

#البقاء_لله قائمة باسماء 61 من خيرة #الأطباء الذين خسرتهم #سورية في الآيام الماضية يضاف لهم اسم...

Posted by ‎حلب منارة الشرق‎ on Sunday, August 16, 2020

وقال الطبيب شوكت المصري وهو طبيب عامل في إحدى مشافي دمشق، في حديثه مع "ارفع صوتك"، إن "عدد الإصابات في الكوادر الطبية أعلى بكثير من المعلن عنه بشكل رسمي، كما أن الأطباء الذي توفوا نتيجة إصابتهم بالفيروس من نخبة الأطباء في مشافي دمشق، وهناك أطباء آخرون في مشافي أرياف دمشق لم يُعلن عن إصابتهم ووفاتهم، بالإضافة لإصابة عدد كبير من الممرضين في الكوادر الصحية".

 

إجراءات احترازية

رغم ارتفاع أعداد الإصابات في عموم سوريا، خاصة في المناطق التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، إلا أن الإدارة الذاتية أصدرت بياناً، أمس الأحد،  رفعت فيه الحظر على التجمعات في مناطقها، وسمحت بافتتاح صالات الأفراح ودور العبادة وخيم العزاء، وطالبت في الوقت ذاته بمراعاة قواعد الوقاية الصحية والإجراءات الخاصة بالتباعد الاجتماعي في جميع الأماكن.

ويأتي قرار السماح بالتجمعات رغم زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا في المناطق التابعة لها، إذ سجلت 840 إصابة توفي منها 46 شخصا.

كما قررت هيئتا التربية والتعليم والصحة لشمال وشرق سوريا، في نهاية الشهر الماضي، تأجيل المدارس للعام الدراسي 2020- 2021 حتى تاريخ الرابع من أكتوبر المقبل.

 

واتخذت الإدارة الذاتية في أغسطس الماضي قراراً يفرض ارتداء كمامات على المواطنين وتغريم المخالفين بدفع غرامة مالية قدرها 1000 ليرة سورية (0.50 دولار).

في المقابل، ورغم ارتفاع المنحنى البياني للإصابات بالفيروس المستجد في سوريا، توقفت الجهات المختصة في مناطق النظام عن عزل المناطق التي تسجل أعداداً متزايدة، على عكس سياساتها في الفترة الأولى لانتشار الفيروس.

أما في المناطق التابعة للحكومة السورية المؤقتة، طالب وزير الصحة الدكتور مرام الشيخ، الاثنين، منظمة الصحة العالمية والمنظمات الشريكة التي تقود عملية الاستجابة أن تقوم باستكمال إجراءاتها، وأن تكون واعية تماما لخطورة الوضع في الداخل السوري بسبب تزايد عدد الإصابات اليومية.

وأشار الوزير إلى أن حكومته ستنشئ مستشفى لعلاج حالات كورونا، يحتوي على 25 جهاز تنفس اصطناعي وملحقاته، كما ستنشئ الوزارة مركزي عزل مجتمعي قريبا وسيكون المشروع بتمويل من صندوق الائتمان لإعادة أعمار سوريا.

وشدد الشيخ على الالتزام باتباع إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد، وارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وعدم التساهل بتدابير الوقاية من هذا الفيروس الخطير حسب تعبيره.

وتشير أرقام صادرة عن مديرية صحة إدلب، التابعة للحكومة السورية المؤقتة، إلى وجود ما يقدر بحوالي 600 طبيب يقدمون الرعاية الصحية لأربعة ملايين نسمة شمال غرب سوريا، أي بمعدل 1.4 طبيب لكل 10,000 شخص، فيما يبلغ عدد الأسرّة في أقسام العناية المركزة 201 سرير، بمعنى سرير واحد لكل 20,788 شخص!

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.