أطباء سوريون في تركيا يتطوعون لمكافحة كورونا
أرسل أكثر من مئتي طبيب وممرض سوري في مدينة غازي عنتاب طلبا إلى والي المدينة التركية، أعلنوا استعدادهم للعمل التطوعي وبدون أي مقابل لمكافحة انتشار فيروس كورونا في تركيا.
وبحسب بيان صادر عن ولاية المدينة، فإن وفداً من الأطباء السوريين زار والي المدينة داوود غول ورئيسة بلدية غازي عنتاب في مكتبهم التابع للولاية، وقدم الوفد قائمة بأسماء أكثر من 200 طبيب وممرض سوري جمعوا فيها تخصصاتهم ومعلوماتهم الشخصية الكاملة للعمل مع الكادر الطبي التركي في مواجهة جائحة كورونا.
وأوضح والي غازي عنتاب داوود غول أن "هؤلاء الأطباء السوريون تمكنهم المساهمة في مواجهة المرض من خلال توعية السوريين القاطنين في الولاية بالفيروس"، وفقا للبيان.
الطبيب محمد الحاج أحد الأطباء المشاركين في إطلاق هذه المبادرة أكد أنه وزملاءه الأطباء لا ينتظرون أي مقابل من الجانب التركي، وإنما ينتظرون أن توكل إليهم المهام ليباشروا عملهم مع الأطباء الأتراك في النقاط الطبية المخصصة لمواجهة الفيروس.
"وصل عددنا الآن إلى أكثر من مئتي طبيب وممرض، وقدمنا قائمة تتضمن أسماءنا واختصاصاتنا للوالي، الذي أثنى على عملنا ورحب به، وأكدنا له أننا سنحاول تقديم أي خدمة للأطباء الأتراك ونساعدهم في احتياجاتهم وبالفعل بدأنا بذلك"، يقول الحاج.
وكانت ولاية المدينة حددت أربع نقاط طبية عند مداخل المدينة لقياس حرارة الوافدين إليها، وبالفعل بدأ الأطباء السوريون بمساعدة هذه النقاط من خلال متطوعيهم.
يقول الطبيب الحاج "شكلنا مجموعة من الأطباء ستشرف على قياس درجات حرارة الأشخاص الوافدين بهدف الحد من انتشار الفيروس".
يهدف فريق المتطوعون من هذه المبادرة الوصول إلى المشافي التركية التي لا يستطيعون العمل بها كونهم أطباء أجانب، ويحتاجون لتعديل شهاداتهم حتى يستطيعوا العمل فيها.
ويقول الطبيب السوري "نهدف لنكون صلة وصل بين الأطباء الأتراك والمريض السوري، كوننا لا نستطيع العمل في المشافي التركية كأطباء سوريين، وبذلك سنساهم في إيصال المعلومة كمصطلح طبي من المريض السوري للطبيب التركي، فهناك أخطاء تشخيصية تحدث أحيانا بسبب صعوبة التواصل بين الطرفين في الأمراض العادية، فما بالك في هذا المرض الخطير!".
ولاقت المبادرة ردود فعل إيجابية ومؤيدة لها من السوريين على شبكات التواصل الاجتماعي، ودعا السوريون إلى المساهمة الدائمة في هذا النوع من المبادرات، وإثبات قدرة الكادر الطبي السوري على التعاون والمساهمة بشكل دائم.
في هذه الأثناء، ارتفع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في تركيا اليوم إلى 1872 إصابة و44 وفاة، وذلك بحسب تصريح وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة، أمس الأربعاء.
وأعلن الوزير أن الوزارة قدمت مضاداً لفيروس كورونا جلبته من الصين وتم تقديمه لـ136 شخصاً موجودون في العناية المركزة، وكانت نتائجه إيجابية في الصين على المرضى هناك.
مشيرا في مؤتمر صحفي عقده في المجمع العلمي الطبي التابع للوزارة أن كل شخص في تركيا ينبغي عليه أن يتصرف وكأنه مصاب بكورونا وقد يعدي الآخرين وذلك منعاً لانتشار الفيروس.
فيما أعلن وزير التعليم التركي استمرار تعليق دوام المدارس والجامعات التركية حتى نهاية نيسان 2020، وذلك ضمن الإجراءات المتبعة لمواجهة المرض.
وحتى مساء الأربعاء، أصاب الفيروس أكثر من 485 ألف شخص في العالم، توفى منهم أكثر من 20 ألفًا، بينما تعافى أكثر من 113 ألف.