المخيمات العشوائية بالأردن تعاني أزمة مالية بسبب كورونا
دخل الأردن الأسبوع الثالث في حظر التجول ومنع التنقل بين المدن، ما وضع مخيمات اللجوء العشوائية أمام تحديات كبيرة في تأمين متطلباتها الأساسية.
على أطراف العاصمة الأردنية عمان، وتحديدا في جنوبها يقع هناك مخيم عشوائي للاجئين السوريين، يضم عشرات العائلات من ريف حماة السورية، وقد لجأوا منذ بداية الأزمة في بلادهم، ليواجهوا أزمة جديدة مع عدو بيولوجي - فيروس كورونا المستجد.
إجراءات السلامة الوقائية
تجنب مناطق الازدحام والمحافظة على النظافة الشخصية والاهتمام بكبار السن والأطفال، من أهم أولويات أحمد الحمصي (35 عاما) الذي يقطن مخيما يقع قرب منطقة الذهيبة(جنوب العاصمة)، كما يقول لموقع "ارفع صوتك".
إلا إن تكاليف توفير المعقمات والكمامات وغيرها من سبل الوقاية مرتفعة بعض الشيء، ولم يستطيعوا توفير ثمنها كما يقول الحمصي.
ويضيف "لم يتوقف الأمر عند هذا فمنذ بداية الأزمة لم توجه لهم أي منظمة أو جهة صحية تعليمات أو إرشادات فيما يتعلق بطرق الوقائية في مخيماتهم العشوائية"، مبديا في الوقت نفسه ارتياحا، "ففي في حال اصابة أحد من اللاجئين بفيروس كورونا فان علاجه سيكون على حساب الحكومة الأردنية"، يقول الحمصي.
أزمة مالية
خالد أحمد يسكن المخيم أيضا وهو أب لثلاثة أطفال، ويعمل في أحد مزارع الخضار المجاورة، إلا إن عمله توقف بعد حظر التجول الذي فرض في عموم البلاد، ما وضعه أمام أزمة مالية حقيقية.
يقول خالد إن "الحال هذه المرة مختلفا تماما، سابقا إذا توقفت عن العمل كنت أتدبر أموري بشكل أو بآخر، سواء بالدين من أحدهم أو أنتظر المساعدات من الجمعيات الخيرية، أما الآن فتبدلت الأحوال، وأصبح الدين غير ممكن فالجميع في محنة، وحظر التجول يمنع وصول المساعدات من أهل الخير".
ولدى خالد طفل يبلغ من العمر عاما واحدا، بدأ مؤخرا يعتمد على الرضاعة الطبيعية من أمه، بعد عدم مقدرة الأب شراء على الحليب المدعم.
ويصف خالد وضع عائلته أنهم "شدّوا الأحزمة على بطونهم إلى أن تنتهي ازمة كورونا"، كونهم غير مسجلين على قوائم المساعدات المالية لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
اغلاق مراكز تسجيل اللاجئين
واضطرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إغلاق مراكز التسجيل والمراكز المجتمعية وتأجيل المقابلات والزيارات المنزلية حتى إشعار آخر بسبب الاجراءات الوقائية المتبعة لمنع انتشار الفيروس.
وتقدم المفوضية المساعدة النقدية الشهرية لأكثر من 32 ألف لاجئ يعيشون في الأردن.
تغير العادات الاجتماعية
ومنذ انتشار فيروس كورونا وبداية حظر التجول ألتزم جميع سكان المخيم بالبقاء في خيمهم، ليحل على المكان "صمت قاتل" كما يصفه الحمصي، ويقول إن "كورونا تسببت بوقف علاقاتنا الاجتماعية مؤقتا".
ويرى الحمصي أن الفيروس أدى إلى انتشار بعض العادات الجيدة، منها الاهتمام بشكل أكبر بالنظافة الشخصية، والحد من بعض العادات الاجتماعية التي قد تسبب امراضا مثل التقبيل عند السلام وشرب أكثر من شخص القهوة العربية من نفس الفنجان وغيرها.