نازحون ولاجئون

"أين قتلة علي؟" السؤال الأكثر تداولاً في تركيا

28 أبريل 2020

قُتل أمس الإثنين، الشاب السوري علي عساني (19 عاماً)، بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل الشرطة التركية في مدينة أضنة (جنوبي تركيا) بعد هروبه من الشرطة، لأنه كان مخالفاً للحظر لمن هم تحت سن الـ20 عاماً، والذي فرضته السلطات التركية بسبب فيروس كورونا.
وأثناء تواصلنا مع أهل الشاب علي، أكدوا إصابته بصدره بطلقة نارية، وليس بقدميه كما أعلنت بعض وسائل الإعلام التركية.
وتداول الناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيديو مصور للشاب علي يوضح إصابة الشاب في قلبه، وظهرت في الفيديو امرأة تركية تقول بأن الشرطي أطلق النار على صدره مباشرة.
في المقابل أعلنت السلطات التركية اليوم الثلاثاء، توقيف شرطي عن العمل بشكل مؤقت تسبّب بالخطأ بوفاة شاب سوري هرب من نقطة تفتيش في ولاية أضنة.

 

"أين قتلة علي؟"

 

أثار مقتل الشاب علي صدى وتعاطف كبيرين على وسائل التواصل الاجتماعي في تركيا، حيث كان هاشتاغ "أين قاتلوا علي؟" الأعلى تداولاً على تويتر.

وتجاوز إجمالي التغريدات الـ100 ألف، دعا من خلالها الأتراك والعرب المقيمين في تركيا إلى محاسبة قتلة الشاب علي.


وشهدت التغريدات تعاطفاً كبيراً من مواطنين أتراك مع الشاب المقتول، وهذه بعضها مترجما:

هاجر فوغو "علي واحد من الشباب الذين لجأوا إلينا كي نحميهم، ولذلك كان علينا أن نبذل جهدا أكبر لحمايتهم، يجب الكشف عن ملابسات الجريمة بأسرع وقت ممكن".

الصحفي التركي زكي كاياهان "هل القتل سهل لهذه الدرجة؟ هل سيحاسب المسؤولون؟ هل سيأتي علي مرة أخرى؟ أحدهم يقتل كلبًا، وآخر يقتل زوجته السابقة، وآخر يقتل شابًا، هل الحياة رخيصة لهذه الدرجة؟”

أمينة أرتاش " أي نوع من الوحشية هذا؟ تقتل الشرطة جسدًا شابًا في منتصف الشارع، وتحاول التغطية على فعلتها بوساطة الإعلام”

 

الرواية الرسمية

اللجنة السورية التركية المشتركة أعلنت أنها اتصلت مع المسؤولين في وزارة الداخلية التركية للوقوف على تفاصيل الحادث.
وأكدت اللجنة أن المسؤولين في الوزارة أشاروا إلى أن الحادثة تمت وفق اتباع إجراءات التفتيش ودون علم مسبق بهوية أو جنسية الشاب، حيث طلبت الشرطة من الشاب التوقف والامتثال لأوامر التفتيش، لكنه لم يمتثل بعد الطلب منه عدة مرات، فقامت بإطلاق رصاصة تحذيرية، لكن الشاب لم يتوقف، فتم إطلاق النار عليه بشكل مباشر.

وزارة الداخلية التركية أكدت على متابعة الموضوع بشكل مباشر، وقدّمت التعازي لأهل الشاب، وأكدت على متابعة التحقيق والإجراءات اللازمة لمعرفة ملابسات الحادث، كما زار والي مدينة أضنة العائلة لتقديم العزاء.
وذكرت ولاية مدينة أضنة في بيان نشرته وكالة الأناضول التركية، أن شاباً سورياً أصيب "بالخطأ"، إثر إطلاق نار تحذيري بعد هروبه وعدم امتثاله لـ طلب الوقوف مِن قبل عناصر الشرطة عند نقطة تفتيش في حي "سوجو زاده" التابعة لـ منطقة سيهان بمدينة أضنة جنوب تركيا.
وأضاف البيان، أن الشاب السوري فقد حياته بعد محاولات إنقاذه في المشفى الذي نقل إليه، مشيراً إلى توقيف عنصر الشرطة الذي أطلق النار "بشكل مؤقت" عن العمل، واستمرار التحقيقات القضائية والإدارية بالقضية.

مواضيع ذات صلة:

الحرب أدت إلى تدمير جزء كبير من البنية الأساسية في قطاع غزة بما في ذلك المراكز التعليمية
الحرب أدت إلى تدمير جزء كبير من البنية الأساسية في قطاع غزة بما في ذلك المراكز التعليمية

مع بدء السنة الدراسية الجديدة في معظم أنحاء الشرق الأوسط، يجد تلاميذ قطاع غزة أنفسهم للعام الثاني على التوالي دون مدارس ينهلون منها العلم والمعرفة، مما حدا برهط من المسؤولين والأهالي إلى إيجاد بعض الحلول الفردية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وكان من المفترض أن يبدأ العام الدراسي الجديد رسميا هذا الأسبوع، في القطاع الذي يشهد حربا شرسة منذ أكثر من أحد 11 شهرا بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، المصنفة "منظمة إرهابية" في الولايات المتحدة ودول أخرى.

وأدى القصف إلى تدمير جزء كبير من البنية الأساسية الحيوية في القطاع الفلسطيني، بما في ذلك المراكز التعليمية، التي كانت تستوعب نحو مليون تلميذ تحت سن 18 عاماً، وفقاً للأمم المتحدة.

وفي ظل صعوبة تأمين مساحة آمنة لتدريس الأطفال، قررت وفاء علي، التي كانت تدير مدرسة بمدينة غزة قبل الحرب، فتح فصلين دراسيين في منزلها شمالي القطاع، حيث يتجمع العشرات من الأطفال لتعلم العربية والإنكليزية بالإضافة إلى مادة الرياضيات.

وقالت علي: "أرادت الأسر أن يتعلم أطفالها القراءة والكتابة بدلاً من إضاعة الوقت في المنزل، خاصة أن الحرب لن تنتهي قريبا".

ولا يستطيع المعلمون الوصول إلا إلى نسبة صغيرة من الأطفال الذين حرموا من التعليم بسبب الحرب، التي بدأت بعد أن هاجمت حركة حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، حسب بيانات رسمية.

وردًا على ذلك، شنت إسرائيل عملية عسكري أدت إلى مقتل أكثر من 41 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.

"نبذل قصارى جهدنا"

من جانبها، أوضحت آلاء جنينة، التي تعيش حاليا في خيمة بوسط قطاع غزة، أن طفلها البالغ من العمر 4 سنوات وابنتها ذات السبع سنوات، يتلقيان دروسًا في خيمة قريبة.

وقالت المراة البالغة من العمر 33 عاما، إنها زارت مؤخرا "مدرسة الخيام"، مضيفة: "لقد أحزنني ذلك. ليس لديهم ملابس أو حقائب أو أحذية. لكننا نبذل قصارى جهدنا".

وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، التي تدير عشرات المدارس بالقطاع، إن أكثر من ثلثي مدارسها دُمرت أو تضررت منذ بدء الحرب.

ووفقا للوكالة، فقد قُتل "مئات" الفلسطينيين الذين نزحوا إلى مرافق الأونروا، ومعظمها مدارس، بينما تؤكد إسرائيل
أن ضرباتها على المدارس وملاجئ الأونروا "تستهدف المسلحين الذين يستخدمون تلك المرافق"، وهو أمر تنفيه حركة حماس.

ورفضت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن التنسيق مع جماعات الإغاثة، التعليق، كما لم يستجب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لطلب التعليق من الصحيفة الأميركية.

"بقع لليأس والجوع"

وقالت "الأونروا" إنها أطلقت برنامج العودة إلى التعلم، الذي سيجلب حوالي 28 ألف طفل إلى عشرات المدارس، لافتة إلى أن ذلك البرنامج سيركز على "الدعم النفسي والفنون والرياضة ومخاطر الذخائر المتفجرة، ثم سيتعمق أكثر في مواد القراءة والكتابة والرياضيات".

وفي هذا الصدد، قال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، الأربعاء، على وسائل التواصل الاجتماعي: "الكثير من المدارس لم تعد مكانًا للتعلم. لقد أصبحت بقعا لليأس والجوع والمرض والموت".

وتابع: "كلما طالت فترة بقاء الأطفال خارج المدرسة.. كلما زاد خطر تحولهم إلى جيل ضائع. وهذه وصفة للاستياء والتطرف في المستقبل".

من جانبه، أوضح الباحث في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بقطر، معين رباني، أن قطاع غزة "كان لديه معدلات تعليم عالية نسبيًا، على الرغم من نسب الفقر الكبيرة التي تسوده".

وأضاف رباني أن الفلسطينيين "سعوا منذ فترة طويلة إلى التعليم للتقدم وسط ظروف اقتصادية صعبة، حيث وقد وفرت لهم الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية مختلفة فرصًا تعليمية جيدة".

ولفت في حديثه للصحيفة الأميركية، إلى أن العديد من الفلسطينيين في غزة "اعتادوا على فقدان أراضيهم ومنازلهم وممتلكاتهم، وبالتالي اهتموا بالتعليم، لأنه أمر يمكنك أن تأخذه معك أينما ذهبت".

وهناك ثمن نفسي للابتعاد عن المدرسة على الأطفال أيضًا، إذ قالت ليزلي أركامبولت، المديرة الإدارية للسياسة الإنسانية في منظمة إنقاذ الطفولة الأميركية، إن قضاء عام بعيدًا عن المدرسة والأصدقاء والملاعب والمنازل خلال صراع مسلح عنيف، "يمثل إزالة للركائز الأساسية للاستقرار والسلامة للأطفال".

وشددت على أن "عدم اليقين والتوتر وفقدان المجتمع، يمكن أن يؤدي إلى تحفيز أنظمة الاستجابة الطبيعية للتوتر في الجسم، والتي يمكن أن تكون ضارة بمرور الوقت".

واستطردت حديثها بالتأكيد على أن "تكرار هذه الأعراض أو استمرارها لفترات طويلة، قد يؤدي إلى مجموعة من النتائج السلبية على الصحة العقلية، التي لا يتعافى منها الأطفال بسهولة".

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، قد كشفت في وقت سابق هذا الشهر، أن الأطفال في قطاع غزة "هم الفئة الأكثر تضررًا" مما يحدث هناك، وهم بحاجة ماسة لدعم نفسي وتعليمي بشكل عاجل.

وقال الناطق باسم المنظمة، كاظم أبو خلف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن الوضع الحالي في غزة "يتطلب استجابة عاجلة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من فقدان التعليم والأضرار النفسية الجسيمة التي يتعرضون لها".

وشدد على أن "جميع الأطفال في القطاع يحتاجون إلى دعم نفسي، حيث فقد ما لا يقل عن 625 ألف طفل عامًا دراسيًا منذ بدء الحرب.. وبعض الأطفال تعرضوا لبتر أطرافهم وهم بحاجة إلى الخروج من القطاع لتلقي العلاج، فيما يعاني العديد من الأطفال من الخوف والقلق بسبب الحرب".