"لقد تقطعت بي السبل" .. قصة لاجئ سوري
توجه من مطار عمان إلى إسطنبول بعد أن حصل على تأشيرة سفر إلى تركيا في منتصف 2019 بقصد العلاج، لكن سرعان ما أصبح محمود الحلبي عالقا هناك غير قادر على العودة إلى أهله.
كان الحلبي الذي لجأ الى الأردن مع عائلته من دمشق عام 2013، بسبب الأزمة التي مرت بها بلاده، وعمل في الأردن بمنطقة منجد منذ ذاك الوقت، يبحث عن فرصة أفضل للعيش في تركيا.
عالق بسبب الإجراءات
غادر محمود الأردن دون أخذ موافقة من السلطات الأردنية، بحكم أنه لاجئ ومقيم على أراضيها.
وتسمى موافقة المغادرة في الأردن "إذن خروج وعودة"، وتمنحها وزارة الداخلية للمقيمين في الأردن من غير الأردنيين، أو اللاجئين الذين يرغبون بمغادرة البلاد ولهم أعمال في الأردن أو أهل ويرغبون في العودة لاحقا لها.
ولكن إذا غادر الشخص دون الحصول على هذه الموافقة فلا يمكنه العودة إلى البلاد.
تعرض محمود في شهر بداية شهر حزيران 2019، لمرض عصبي في الوجه يسمى "التهاب العصب السابع"، نصحه أصدقاءه بالتوجه إلى تركيا بغية العلاج والبحث عن فرصة عمل هناك، ولكن "لم تكن النصيحة التي وجهها له أصدقاؤه كاملة"، كما يصف الحلبي.
ويقول في حديث لموقع (ارفع صوتك) "العلاج موجود في الأردن، ولكن توقعت أن تكون التكاليف في تركيا أقل، ولربما تكون الحياة هناك أفضل، ولم أكن أعلم أن جهلي بالقانون سيحرمني العودة إلى أهلي الموجودين في الأردن".
محاولات فاشلة
قرر الحلبي، هو المعيل الرئيسي لأسرته، في نهاية عام 2019 العودة إلى أهله في الأردن، وحجز تذكرة سفر وغادر متوجها إلى عمان، ولدى وصوله المطار منعته السلطات الأردنية من دخول البلاد.
مكث في مطار الملكة علياء الدولي بالعاصمة الأردنية أربعة أيام متتالية، متأملا الحصول على موافقة دخول من قبل السلطات، ولكنه لم يحصل عليها، وكان رد السلطات الأردنية أن طلب دخوله مرفوض، والسبب "مغادرة البلاد دون إذن، بالإضافة إلى أن المواطنين السوريين يحتاجون إلى تأشيرة دخول مسبقة".
عاد الحلبي إلى تركيا وانتقل للعيش في إحدى القرى التركية القريبة من إسطنبول.
وحاليا، لا يمكنه العمل بشكل رسمي هناك كونه لم يحصل على إقامة ولا يحمل صفة اللجوء هناك.
وبعد أن بدأت أزمة فيروس كورونا تنتشر عالميا، حاول محمود تقديم تأشيرة دخول إلى الأردن ليتمكن من العودة إلى أهله، لكنه تفاجأ هذه المرة بعائق آخر، وهو إعلان الأردن لقانون الدفاع.
حيث قررت السلطات الأردنية إغلاق الحدود والمطارات تماما بوجه جميع المسافرين والمغادرين، واقتصار عمل سفارات أردن على تقديم الدعم لرعاياها في الخارج.
يقول الحلبي "عائلتي في عمان تنتظرني على أحر من الجمر، وأنا هنا في مأزق كبير، فلا أستطيع التحدث باللغة التركية، ولا أملك إقامة أو تصريح عمل، وجاء فيروس كورونا ليشل حركة العالم، ويشل آمالي في العودة إلى الأردن، لقد تقطعت بيّ السبل".