مصرع 4 أطفال سوريين لاجئين في حريق.. الأب يتكلم
صباح السبت الماضي، في خيمة لاجئين سوريين من ريف حماة، داخل إحدى المزارع الأردنية، استيقظ العالم على فاجعة مصرع أربع أطفال أشقّاء، حرقاً، أصغرهم يبلغ خمسة شهور وأكبرهم 10 سنوات.
بدأ الحدث قرابة الساعة السادسة فجراً، بعد انطلاق الأب محمد الصالح وزوجته، بالإضافة لابنهما الأكبر (16 عاماً) وبناته الثلاث، إلى العمل في مزرعتين إحداهما للفراولة وأخرى للقمح، على طريق المطار في العاصمة الأردنية عمّان.
ولم يلبثوا السير أكثر من كيلو متر واحد، حتى شاهدوا الدخان يتصاعد من خيمتهم، ليعودوا أدراجهم خائفين على مصير أطفالهم المتروكين نياماً هناك.
النار تأكل الخيام
يعدّ الأب أسماء أبنائه الراحلين "فارس (10 سنوات)، وعبدالرزاق (7 سنوات)، وطلال (سنتان) وأمجد (5 شهور)".
ويرجّح محمد الصالح أن التماس الكهربائي الذي نشط بسبب الرياح كان السبب في احتراق خيمته البلاستيكية بالإضافة لخمس خيام أخرى.
"ذاب البلاستيك على أطفالي وهم نائمين... لم يخرج منهم احد على قيد الحياة" يقول محمد لـ"ارفع صوتك".
في نفس المكان، تواجد راتب الصّالح، الذي قرّر المبيت ليلة الجمعة-السبت، عند قريبه صالح.
يقول راتب لـ"ارفع صوتك": "جئت الجمعة من منطقة الأغوار الشمالية التي تبعد عن طريق المطار نحو ساعتين بالسيارة على الأقل، وقضيت بعض الأعمال ثم بتّ عند ابن خالي صالح، وهو مدرّس".
ويتابع "كنت غارقاً في النوم حتى أيقظتني لسعات النار لقدمي اليمنى، فانتفضت من فراشي، وصرخت بأعلى صوتي، وبدأت أوقظ من حولي وأخرج الأطفال من الخيمة".
"ظننتهم وسائد"
في الوقت الذي عاد محمد وزوجته إلى خيمة العائلة، كان صالح وراتب قد خرجا مع الأطفال من خيمتهم، يقول صالح الصالح وهو قريب محمد أيضاً "بعدما خرجت من خيمتي تذكرت أن قريبي محمد وزوجته في العمل الآن، والتفتُ سريعاً إلى خيمتهم وجدتها محترقة بالكامل".
ويضيف لـ"ارفع صوتك": "ذهبت إلى الخيمة فوجدت الأطفال محترقين تماماً لدرجة أنني لم أعرفهم، ظننتهم في البداية وسائد،".
أثناء ذلك كانت الأم وصلت تصرخ "أولادي أولادي في الخيمة"، حسبما يقول صالح، مضيفاً "تجمدّنا مكاننا، لا نعرف ماذا نفعل، الخيمة محترقة منصهرة نفطاً أمامنا، والأم والأب في صراخ متواصل، ووقت حدوذ الحريق وموت الأطفال كلّه ربما لم يتجاوز خمس دقائق..."
"الصبح ودعتكم والعصر دفنتكم"
بعد استدعائها، أخلت فرق الإطفاء والإسعاف في مديرية دفاع مدني غرب عمان جثث الأطفال الأشقاء ونقلتهم للطب الشرعى التابع لمستشفى البشير شرق عمّان، قبل أن يتم تسليمهم لذويهم من أجل دفنهم.
وصدر بيان عن الأمن العام، يفيد بتشكيل لجنة تحقيق للوقوف على أسباب نشوب الحريق.
ودفن الاشقاء الأربعة بجانب بعضهم في مقبرة بمنطقة الطنيب القريبة من طريق المطار بعمان، وشارك أصدقاء فارس وعبدالرزاق دفن الاثنين، وسقوا قبور الأطفال بالماء.
"بخاطركم يا ولادي الله يرضى عليكم ويرحمكم، الصبح طلعت من عندكم وودعتكم والعصر دفنتكم" بهذه الكلمات الممزوجة بالدموع ودع محمد أبناءه الأربعة .
ويقول لـ"ارفع صوتك" مستجلباً بعض الأمل "النار ما تاكل كل الحطب، بقي عندي خالد وثلاث بنات خرجوا معنا صباحا إلى العمل، ولو بقوا في الخيمة لماتوا جميعاً".
بدورها، قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين عبر بيان لها "من المحزن وقوع مثل هذه الحوادث التي تزهق الأرواح البريئة، حيث فرّ اللاجئون للنجاة بأرواحهم"، مشيرة إلى تواصلها مع العائلة لتقديم المساعدة اللازمة.