انطلاق مؤتمر "عودة اللاجئين" في دمشق وسط معارضة محليّة ودولية
انطلق، صباح الأربعاء في دمشق، مؤتمر تنظمه سوريا بدعم روسي للبحث في قضية عودة اللاجئين الذين شردتهم الحرب وسبل توفير الإمكانيات اللازمة لتحقيق هذا الغرض.
ويُعقد المؤتمر يومي الأربعاء والخميس في قصر الأمويين للمؤتمرات في دمشق، بحضور الأمم المتحدة بصفة "مراقب" ووفد روسي كبير وممثلين عن بعض الدول الحليفة لدمشق مثل فنزويلا وإيران والصين وعدد من الدول العربية بينها لبنان والعراق، فيما قاطعه الاتحاد الأوروبي، الذي يفرض عقوبات على الحكومة السورية.
وخلال افتتاح المؤتمر، قال الرئيس السوري بشار الأسد في كلمة عبر الشاشة "نحن اليوم نواجه قضية مركبة من ثلاثة عناصر مترابطة، ملايين اللاجئين الراغبين في العودة ومئات المليارات من بنية تحتية مدمرة بنيت خلال عقود وإرهاب ما زال يعبث في بعض المناطق".
واعتبر أن خطوات تسهيل عودة اللاجئين "ستكون أسرع كلما ازدادت الإمكانيات وازديادها مرتبط بتراجع العقبات المتمثلة بالحصار الاقتصادي والعقوبات التي تحرم الدولة من أبسط الوسائل الضرورية لإعادة الإعمار وتؤدي لتراجع الوضع الاقتصادي والمعيشي".
وتسبب النزاع السوري منذ اندلاعه في مارس 2011 بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها، بينهم أكثر من خمسة ملايين و500 ألف لاجئ مسجلين لدى مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، فروا بشكل أساسي إلى الدول المجاورة.
وكان الأسد قال، الاثنين، إن عودة اللاجئين تشكل "أولوية" لحكومته، معتبراً أن "العقبة الأكبر" هي العقوبات التي تفرضها دول غربية على بلاده، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
وتسعى روسيا منذ سنوات للحصول على دعم المجتمع الدولي من أجل إطلاق مرحلة إعادة الاعمار وعودة اللاجئين، فيما تربط الجهات المانحة تقديم أي مساعدات بالتوصل إلى تسوية سياسية للنزاع.
وتشارك موسكو في المؤتمر عبر ممثلين عن ثلاثين وزارة وهيئة حكومية.
وأعلن الاتحاد الاوروبي، الذي تلقى عدد من أعضائه دعوات لحضور المؤتمر، عدم مشاركته.
وقال وزير خارجيته جوزيب بوريل الثلاثاء إن "الشروط الحالية في سوريا لا تشجع على الترويج لعودة طوعية على نطاق واسع ضمن ظروف أمنية وكرامة تتماشى مع القانون الدولي".
واعتبر أن عمليات العودة "المحدودة" التي سجلت خلال الفترة الماضية "تعكس العقبات الجمة والتهديدات أمام عودة اللاجئين والنازحين" وبينها "التجنيد الإجباري والاعتقال العشوائي والاختفاء القسري".
وتحذر منظمات حقوقية من أن توقّف المعارك في مناطق عدة لا يعني أنها باتت مهيئة لعودة اللاجئين في ظل افتقارها للبنى التحتية والخدمية والخشية من حصول انتهاكات لحقوق الإنسان.
واستعادت القوات الحكومية أكثر من 70% من مساحة البلاد من فصائل مقاتلة معارضة وتنظيمات جهادية.
سوريون يرفضونه
وبالتزامن مع بدء المؤتمر، أطلق مدونون سوريون في مواقع التواصل وسم #العودة_تبدأ_برحيل_الأسد تعبيراً عن رفضهم الغطاء الرّوسي، وما يجري تداوله حول إمكانية عودة اللاجئين في الظروف الراهنة.
#فرات_بوست #سوريا :
— فرات بوست (@EuphratesPost) November 11, 2020
العودة تبدأ برحيل الأسد من مدينة الرقة قبل قليل ، بالتزامن مع مؤتمر حول عودة اللاجئين في دمشق#العودة_تبدأ_برحيل_الأسد#no_return_with_assad pic.twitter.com/fibIjkUDHG
كما صدر بيان رافض لـ "مؤتمر الاحتلال الروسي" حسب تسميته للمؤتمر، وقع عليه أكثر من 35 كياناً سورياً معارضاً، لرفض جهود روسيا في إقامة مؤتمر اللاجئين.
بيان رفض مؤتمر الاحتلال الروسي حول عودة اللاجئين
— عبد الوهاب عاصي | Asi (@abdulwahhabAssi) November 10, 2020
وقع عليه أكثر من 35 كياناً سورياً ثورياَ ومعارضاَ، لرفض جهود روسيا في إقامة مؤتمر اللاجئين.
المؤتمر يهدف لتسويق دعاية مضللة عن وجود بيئة آمنة في مناطق سيطرة النظام السوري لجر المستثمرين.#العودة_تبدأ_برحيل_الأسد pic.twitter.com/iUGCyYN1W4
من جهته، علّق الكاتب والصحافي السوري قتيبة ياسين، على هذا المؤتمر بالقول "بشار الأسد: موضوع اللاجئين في سوريا هو قضية مفتعلة. برأيه أنه كان يجب على جميع الدول أن تفتح النار على كل من ينجو من براميله ولأنها لم تفعل فقد أصبحت القضية مفتعلة".
بشار الأسد: موضوع اللاجئين في سوريا هو قضية مفتعلة.
— قتيبة ياسين (@k7ybnd99) November 11, 2020
برأيه أنه كان يجب على جميع الدول أن تفتح النار على كل من ينجو من براميله ولأنها لم تفعل فقد أصبحت القضية مفتعلة#العودة_تبدأ_برحيل_الأسد#مؤتمر_اللاجئين
ومع انطلاق وقائع المؤتمر، صباح اليوم، شنت قوات تابعة للنظام السوري هجوماً على بلدة الكرك في ريف درعا جنوب سوريا، واشتبكت مع مقاتلين محليين، واقتحمت عدة منازل للبحث عن مطلوبين.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الاشتباكات "أجبرت قوات النظام على الانسحاب من البلدة، لتدخل عقب ذلك قوات تابعة للفيلق الخامس المدعوم من روسيا، وسط توتر كبير تشهده المنطقة، ومخاوف على حياة الناس".
مع بدء انعقاد مؤتمر عودة اللاجئيين في دمشق وسط مقاطعة دولية واسعة .
— أبو الفرقان(Ebu El Furkan) (@slaaam46) November 11, 2020
بدأت قوات الأسد بهجوم عسكري على بلدة الكرك في منطقة درعا جنوب سوريا .
مستهدفة أبناء المنطقة المدنيين ثم يحدثكم الارهابي الجبان بشار من خلف الشاشة عن ضرورة عودة الفارين بأرواحهم من بطشه.