ليلتان بلا نوم.. مخيمات سورية تغرق في أول عاصفة ماطرة
لم يبدأ فصل الشتاء بعد، ومخيمّات النازحين السوريين في شمال إدلب، تغرق بمياه الأمطار جرّاء أول عاصفة ماطرة قبل أيام، تسببت بسيول جارفة في ريفي إدلب وحلب.
ويوجد في شمال إدلب أكثر من 1000 مخيم عشوائي ونحو مليون شخص قد يواجهون مخاطر العواصف وبرد الشتاء، لهذه السنة.
"المخيمات في شتائها الثامن... القصة نفسها والطين نفسه"، هكذا عنونت فرق الدفاع المدني السوري منشورها في تعليقها على العاصفة المطرية الأولى التي ضربت شمال سوريا.
واستفاق النازحون مطلع نوفمبر الحالي، على بلل خيامهم، والأرض تحتهم، حيث المطر تسرّب إليهم بسبب السيول. وانتشرت صور وفيديوهات للمخيمات الغارقة بالأمطار، في مواقع التواصل، أعرب من خلالها نشطاء سوريون عن استيائهم إزاء ما يحصل، وناشدوا المنظمات الإنسانية بالتدخل السريع.
كما أظهرت الفيديوهات انهيار العديد من الكتل السكنية المبنية بشكل بدائي داخل تلك المخيمات، وعزوا السبب في ذلك إلى رداءة البناء المقدم من قبل المنظمات.
"ليلة ع الواقف"
أحمد العيسى نازح في مخيم شمال سوريا، يعرب عن استيائه الشديد لـ"ارفع صوتك".
ويقول "دخلت المياه إلى خيمنا، وقضينا ليلتنا على الواقف... ناشدنا منذ الصيف المنظمات لتأتي وتقوم بعمليات العزل، ولم يجبنا أحد، ونحن لا نرى هذه منشوف المنظمات إلا بعد حصول المشكلة، حيث لا وجود للاحتياطات المسبقة".
ويسأل أحمد "شو ذنب الأطفال ما قدروا يناموا الليل؟!".
وعن وسائل التدفئة التي يعتمدها اللاجئون، أكد العديد منهم أنهم يقومون بحرق الكرتون والأخشاب، بسبب انعدام الوقود أو ارتفاع أسعاره بشكل كبير بالنسبة لهم.
ويعتمد معظم النازحين على البطانيات والأخشاب للتدفئة، كما انتشرت وسائل تدفئة استحدثها الأهالي من قشور الجوز وقشور البندق.
من جهتها، عملت منظمة الدفاع المدني السوري على إجراءات إسعافية لتفادي حصول السيول في العديد من المخيمات، حيث كثفت من مراكزها في محيط المخيمات للاستجابة لجميع حالات الغرق وإبعاد مياه الأمطار عن المخيمات، وفتحت قنوات لتصريف مياه الأمطار كما ساعدت في إخلاء بعض المدنيين المتضررين.
وأحصى فريق "منسقو استجابة سوريا" حدوث أضرار مادية ضمن عشرات المخيمات المنتشرة في الشمال السوري، لغاية نشر هذا التقرير.
وبلغ عدد المخيمات المتضررة خلال اليوم الأول 13 مخيماً في مختلف المناطق، وفي اليوم الثاني 38 مخيماً، ولا تزال عملية توثيق الأضرار الناجمة عن العاصفة الماطرة مستمرة من قبل الفرق الميدانية التابعة لفريق "الاستجابة".
وناشد الفريق المنظمات الإنسانية والدولية من أجل تقديم الخدمات اللازمة للمخيمات، مثل حلول إسعافية عاجلة، كالعوازل المطرية للخيم وأرضياتها، وسحب المياه بشكل فوري وطرحها في مجاري الأنهار والوديا.
كما دعا الفريق إلى إنشاء حفر وخنادق في محيط المخيمات بشكل عام ومحيط كل خيمة بشكل خاص بحيث توفر تلك الحفر سدا أوليا لامتصاص الصدمة المائية الأولى الناجمة عن الفيضانات.
وبحسب إحصائيات الدفاع المدني، يوجد في الشمال السوري أكثر من 390 مخيماً عشوائياً، من أصل نحو ألف مخيم، مهدد بالغرق في أي لحظة، يقطنها أكثر من 400 ألف نسمة معرضين لخطر الموت من البرد.