نازحون ولاجئون

34 ألف عراقي هاجر بطرق غير قانونية إلى أوروبا في 2020

دلشاد حسين
التحديث 07 يناير 2021 00:12

لم يمنع فيروس كورونا وإجراءات الوقاية المرافقة له خلال 2020، العراقيين، من الهجرة خارج البلاد، إذ قدّر عدد الذين تمكنوا من الوصول إلى دول أوروبا وتقديم ملفاتهم لنيل اللجوء بـ  34 ألف عراقي، بحسب تقرير لمؤسسة القمة العراقية.

وأسفرت عمليات قمع المتظاهرين والاختطافات وعمليات الاغتيال التي طالت الناشطين والصحافيين والمتظاهرين، وملاحقتهم من قبل المليشيات المدعومة من إيران والقوات الأمنية العراقية على مدى عام كامل من التظاهرات، عن زيادة عدد العراقيين الذين هاجروا بطرق غير قانونية.

يؤكد المحامي محمد البطاط، من محافظة البصرة، لـ "ارفع صوتك" أن التفكير بفرصة مناسبة للهجرة إلى خارج العراق تراوده باستمرار.

"أفكر بالهجرة لأنني كجميع العراقيين أشعر بالظلم والغبن الذي لحقني جراء ممارسات السلطات على مدى17 سنة، فالنظام الدكتاتوري السابق تغير  إلى نظام دكتاتوري آخر" يقول البطاط.

ويرى أن "سوء استخدام السلطة وادارة الملفات السياسية والأمنية والصحية والاقتصادية للدولة، وعدم توفير فرص العمل، والبيئة غير المناسبة للعمل، وقمع الحريات وانعدام الاستقرار، أسباب رئيسية للتفكير بالهجرة مهما كانت الطرق  خطرة".

ويأمل البطاط من السلطات العراقية أن تعمل "جدياً" لفتح آفاق اقتصادية جديدة من خلال تنشيط القطاع الصناعي وفتح المصانع لاستقطاب الشباب العراقي وتوفير العمل.

ويضيف "نحتاج الى وطن مستقر لا تمس فيه حرياتنا وألا نكون ملاحقين من قبل المليشيات التي تطاردنا بسلاحها المنفلت وتقمعنا. نحتاج إلى وطن يحمينا وقضاء ينصفنا".

وبحسب إحصائيات مؤسسة القمة لشؤون اللاجئين والنازحين، فقد المئات من العراقيين حياتهم خلال السنوات القليلة الماضية في طريق الهجرة، فيما لا يزال مصير المئات الآخرين مجهولا.

وحذرت من أن استمرار الصراعات السياسية في الداخل ستوسع من دائرة المهاجرين غير القانونيين، بالتالي زيادة أعداد الضحايا.

بدوره، يقول رئيس المؤسسة اري جلال، لموقع "ارفع صوتك": "رغم انتشار فيروس كورونا الذي تسبب في إغلاق الطرق والمطارات وتقييد الحركة، إلا أن عمليات الهجرة غير القانونية تواصلت، فعدد العراقيين الذين قدموا لنيل حق اللجوء في دول أوربا خلال العام الحالي 2020 فقط بلغ نحو 34 ألف شخص، بينما فقد 25 شخصا حياته".

وأكد جلال وفاة  425 عراقياً خلال السنوات الخمس الماضية، أثناء محاولتهم الهجرة خارج العراق.

ويوضح أن "مؤسسة القمة استطاعت بالنيابة عن حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد، من مساعدة ذوي المهاجرين الذين فقدوا حياتهم في طريق الهجرة من خلال إعادة جثامينهم إلى العراق".

ويختم جلال حديثه قائلاً "توجّه الأوضاع في العراق نحو الأسوأ يوماً بعد يوم من الناحية السياسية، وعدم تمكن الأطراف السياسية من التوصل إلى اتفاق فيما بينها، أسباب ضبابية الرؤيا السياسية، التي زادت موجات الهجرة".

دلشاد حسين

مواضيع ذات صلة:

الحرب أدت إلى تدمير جزء كبير من البنية الأساسية في قطاع غزة بما في ذلك المراكز التعليمية
الحرب أدت إلى تدمير جزء كبير من البنية الأساسية في قطاع غزة بما في ذلك المراكز التعليمية

مع بدء السنة الدراسية الجديدة في معظم أنحاء الشرق الأوسط، يجد تلاميذ قطاع غزة أنفسهم للعام الثاني على التوالي دون مدارس ينهلون منها العلم والمعرفة، مما حدا برهط من المسؤولين والأهالي إلى إيجاد بعض الحلول الفردية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.

وكان من المفترض أن يبدأ العام الدراسي الجديد رسميا هذا الأسبوع، في القطاع الذي يشهد حربا شرسة منذ أكثر من أحد 11 شهرا بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، المصنفة "منظمة إرهابية" في الولايات المتحدة ودول أخرى.

وأدى القصف إلى تدمير جزء كبير من البنية الأساسية الحيوية في القطاع الفلسطيني، بما في ذلك المراكز التعليمية، التي كانت تستوعب نحو مليون تلميذ تحت سن 18 عاماً، وفقاً للأمم المتحدة.

وفي ظل صعوبة تأمين مساحة آمنة لتدريس الأطفال، قررت وفاء علي، التي كانت تدير مدرسة بمدينة غزة قبل الحرب، فتح فصلين دراسيين في منزلها شمالي القطاع، حيث يتجمع العشرات من الأطفال لتعلم العربية والإنكليزية بالإضافة إلى مادة الرياضيات.

وقالت علي: "أرادت الأسر أن يتعلم أطفالها القراءة والكتابة بدلاً من إضاعة الوقت في المنزل، خاصة أن الحرب لن تنتهي قريبا".

ولا يستطيع المعلمون الوصول إلا إلى نسبة صغيرة من الأطفال الذين حرموا من التعليم بسبب الحرب، التي بدأت بعد أن هاجمت حركة حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال، حسب بيانات رسمية.

وردًا على ذلك، شنت إسرائيل عملية عسكري أدت إلى مقتل أكثر من 41 ألف شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.

"نبذل قصارى جهدنا"

من جانبها، أوضحت آلاء جنينة، التي تعيش حاليا في خيمة بوسط قطاع غزة، أن طفلها البالغ من العمر 4 سنوات وابنتها ذات السبع سنوات، يتلقيان دروسًا في خيمة قريبة.

وقالت المراة البالغة من العمر 33 عاما، إنها زارت مؤخرا "مدرسة الخيام"، مضيفة: "لقد أحزنني ذلك. ليس لديهم ملابس أو حقائب أو أحذية. لكننا نبذل قصارى جهدنا".

وتقول وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، التي تدير عشرات المدارس بالقطاع، إن أكثر من ثلثي مدارسها دُمرت أو تضررت منذ بدء الحرب.

ووفقا للوكالة، فقد قُتل "مئات" الفلسطينيين الذين نزحوا إلى مرافق الأونروا، ومعظمها مدارس، بينما تؤكد إسرائيل
أن ضرباتها على المدارس وملاجئ الأونروا "تستهدف المسلحين الذين يستخدمون تلك المرافق"، وهو أمر تنفيه حركة حماس.

ورفضت هيئة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن التنسيق مع جماعات الإغاثة، التعليق، كما لم يستجب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لطلب التعليق من الصحيفة الأميركية.

"بقع لليأس والجوع"

وقالت "الأونروا" إنها أطلقت برنامج العودة إلى التعلم، الذي سيجلب حوالي 28 ألف طفل إلى عشرات المدارس، لافتة إلى أن ذلك البرنامج سيركز على "الدعم النفسي والفنون والرياضة ومخاطر الذخائر المتفجرة، ثم سيتعمق أكثر في مواد القراءة والكتابة والرياضيات".

وفي هذا الصدد، قال المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، الأربعاء، على وسائل التواصل الاجتماعي: "الكثير من المدارس لم تعد مكانًا للتعلم. لقد أصبحت بقعا لليأس والجوع والمرض والموت".

وتابع: "كلما طالت فترة بقاء الأطفال خارج المدرسة.. كلما زاد خطر تحولهم إلى جيل ضائع. وهذه وصفة للاستياء والتطرف في المستقبل".

من جانبه، أوضح الباحث في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بقطر، معين رباني، أن قطاع غزة "كان لديه معدلات تعليم عالية نسبيًا، على الرغم من نسب الفقر الكبيرة التي تسوده".

وأضاف رباني أن الفلسطينيين "سعوا منذ فترة طويلة إلى التعليم للتقدم وسط ظروف اقتصادية صعبة، حيث وقد وفرت لهم الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية مختلفة فرصًا تعليمية جيدة".

ولفت في حديثه للصحيفة الأميركية، إلى أن العديد من الفلسطينيين في غزة "اعتادوا على فقدان أراضيهم ومنازلهم وممتلكاتهم، وبالتالي اهتموا بالتعليم، لأنه أمر يمكنك أن تأخذه معك أينما ذهبت".

وهناك ثمن نفسي للابتعاد عن المدرسة على الأطفال أيضًا، إذ قالت ليزلي أركامبولت، المديرة الإدارية للسياسة الإنسانية في منظمة إنقاذ الطفولة الأميركية، إن قضاء عام بعيدًا عن المدرسة والأصدقاء والملاعب والمنازل خلال صراع مسلح عنيف، "يمثل إزالة للركائز الأساسية للاستقرار والسلامة للأطفال".

وشددت على أن "عدم اليقين والتوتر وفقدان المجتمع، يمكن أن يؤدي إلى تحفيز أنظمة الاستجابة الطبيعية للتوتر في الجسم، والتي يمكن أن تكون ضارة بمرور الوقت".

واستطردت حديثها بالتأكيد على أن "تكرار هذه الأعراض أو استمرارها لفترات طويلة، قد يؤدي إلى مجموعة من النتائج السلبية على الصحة العقلية، التي لا يتعافى منها الأطفال بسهولة".

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، قد كشفت في وقت سابق هذا الشهر، أن الأطفال في قطاع غزة "هم الفئة الأكثر تضررًا" مما يحدث هناك، وهم بحاجة ماسة لدعم نفسي وتعليمي بشكل عاجل.

وقال الناطق باسم المنظمة، كاظم أبو خلف، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، إن الوضع الحالي في غزة "يتطلب استجابة عاجلة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من فقدان التعليم والأضرار النفسية الجسيمة التي يتعرضون لها".

وشدد على أن "جميع الأطفال في القطاع يحتاجون إلى دعم نفسي، حيث فقد ما لا يقل عن 625 ألف طفل عامًا دراسيًا منذ بدء الحرب.. وبعض الأطفال تعرضوا لبتر أطرافهم وهم بحاجة إلى الخروج من القطاع لتلقي العلاج، فيما يعاني العديد من الأطفال من الخوف والقلق بسبب الحرب".