34 ألف عراقي هاجر بطرق غير قانونية إلى أوروبا في 2020
لم يمنع فيروس كورونا وإجراءات الوقاية المرافقة له خلال 2020، العراقيين، من الهجرة خارج البلاد، إذ قدّر عدد الذين تمكنوا من الوصول إلى دول أوروبا وتقديم ملفاتهم لنيل اللجوء بـ 34 ألف عراقي، بحسب تقرير لمؤسسة القمة العراقية.
وأسفرت عمليات قمع المتظاهرين والاختطافات وعمليات الاغتيال التي طالت الناشطين والصحافيين والمتظاهرين، وملاحقتهم من قبل المليشيات المدعومة من إيران والقوات الأمنية العراقية على مدى عام كامل من التظاهرات، عن زيادة عدد العراقيين الذين هاجروا بطرق غير قانونية.
يؤكد المحامي محمد البطاط، من محافظة البصرة، لـ "ارفع صوتك" أن التفكير بفرصة مناسبة للهجرة إلى خارج العراق تراوده باستمرار.
"أفكر بالهجرة لأنني كجميع العراقيين أشعر بالظلم والغبن الذي لحقني جراء ممارسات السلطات على مدى17 سنة، فالنظام الدكتاتوري السابق تغير إلى نظام دكتاتوري آخر" يقول البطاط.
ويرى أن "سوء استخدام السلطة وادارة الملفات السياسية والأمنية والصحية والاقتصادية للدولة، وعدم توفير فرص العمل، والبيئة غير المناسبة للعمل، وقمع الحريات وانعدام الاستقرار، أسباب رئيسية للتفكير بالهجرة مهما كانت الطرق خطرة".
ويأمل البطاط من السلطات العراقية أن تعمل "جدياً" لفتح آفاق اقتصادية جديدة من خلال تنشيط القطاع الصناعي وفتح المصانع لاستقطاب الشباب العراقي وتوفير العمل.
ويضيف "نحتاج الى وطن مستقر لا تمس فيه حرياتنا وألا نكون ملاحقين من قبل المليشيات التي تطاردنا بسلاحها المنفلت وتقمعنا. نحتاج إلى وطن يحمينا وقضاء ينصفنا".
وبحسب إحصائيات مؤسسة القمة لشؤون اللاجئين والنازحين، فقد المئات من العراقيين حياتهم خلال السنوات القليلة الماضية في طريق الهجرة، فيما لا يزال مصير المئات الآخرين مجهولا.
وحذرت من أن استمرار الصراعات السياسية في الداخل ستوسع من دائرة المهاجرين غير القانونيين، بالتالي زيادة أعداد الضحايا.
بدوره، يقول رئيس المؤسسة اري جلال، لموقع "ارفع صوتك": "رغم انتشار فيروس كورونا الذي تسبب في إغلاق الطرق والمطارات وتقييد الحركة، إلا أن عمليات الهجرة غير القانونية تواصلت، فعدد العراقيين الذين قدموا لنيل حق اللجوء في دول أوربا خلال العام الحالي 2020 فقط بلغ نحو 34 ألف شخص، بينما فقد 25 شخصا حياته".
وأكد جلال وفاة 425 عراقياً خلال السنوات الخمس الماضية، أثناء محاولتهم الهجرة خارج العراق.
ويوضح أن "مؤسسة القمة استطاعت بالنيابة عن حكومة إقليم كردستان والحكومة الاتحادية في بغداد، من مساعدة ذوي المهاجرين الذين فقدوا حياتهم في طريق الهجرة من خلال إعادة جثامينهم إلى العراق".
ويختم جلال حديثه قائلاً "توجّه الأوضاع في العراق نحو الأسوأ يوماً بعد يوم من الناحية السياسية، وعدم تمكن الأطراف السياسية من التوصل إلى اتفاق فيما بينها، أسباب ضبابية الرؤيا السياسية، التي زادت موجات الهجرة".