العراق: لاجئون سوريون بلا عمل ومساعدات إنسانية منذ شهور
يعاني أكثر من 73 عائلة سورية لاجئة من أوضاع صعبة، لغياب المساعدات الإنسانية والخدمات في محافظة الأنبار غرب العراق، بعد إغلاق الحكومة العراقية مخيمات النازحين في المحافظة نهاية 2020.
وبدأت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية منذ نهاية سبتمبر الماضي بإغلاق مخيمات النازحين في محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى وكركوك.
وشملت الحملة إغلاق 15 مخيما، ولم يتبق سوى المخيمات الواقعة في إقليم كردستان شمالاً، الذي يضم غالبية مخيمات النازحين واللاجئين في البلاد.
يقول شريف نومان، وهو لاجئ سوري يعيش في العراق مع عائلته منذ سنة 2012، إنه لا يملك الآن سوى "مبلغ قليل من المال لتوفير القوت اليومي"، لأنه فقد عمله كنجار في بناء البيوت منذ أكثر من ثلاثة أشهر، إثر إغلاق المخيمات في الأنبار، حيث كان يعمل في المناطق المحيطة بالمخيم.
ويناشد نومان الجهات المختصة عبر موقع "ارفع صوتك" بقوله "نحن أكثر من 73 عائلة سورية لاجئة من بلدة البو كمال، نعيش حاليا في حي الفرات بقضاء القائم التابع لمحافظة الأنبار، ونعاني من أوضاع معيشية وإنسانية صعبة لأننا محرومون من المساعدات الإنسانية التي تقدمها الحكومة العراقية والمنظمات الدولية للنازحين واللاجئين، لعدم امتلاكنا أوراق الإقامة ورمز وزارة الهجرة والمهجرين العراقية".
ويشير الى أن قائم مقامية القائم وزع عليهم وجبة واحدة من مادة النفط الأبيض المستخدمة للتدفئة بأسعار حكومية، وعند تقديم الطلب للحصول على الوجبة الثانية أبلغهم صاحب محطة الوقود أن ذلك غير ممكن.
وباستثناء العائلات المتواجدة في الأنبار، تعيش غالبية اللاجئين السوريين في كردستان العراق.
وحسب إحصائية صادرة في ديسمبر الماضي عن مركز التنسيق المشترك للأزمات التابع لوزارة داخلية كردستان، يبلغ عدد اللاجئين السوريين في الإقليم 238170 لاجئاً، يعيش غالبيتهم في المدن والبلدات، فيما يتوزع الباقون على عدد من المخيمات.
خضر النعيمي لاجئ سوري آخر في قضاء القائم، ينتظر الحصول على عمل كي يوفر القوت اليومي لعائلته المكونة من عشرة افراد.
ويوضح النعيمي لموقع "ارفع صوتك" أن الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها وعائلته منذ إغلاق المخيمات، تدفعه إلى التفكير بالعودة إلى سوريا.
يقول "أنا مهندس كهرباء لكنني لم أحصل على العمل حتى الآن، ونعتمد حاليا على أحد أبنائي، وهو عامل بناء بأجر يومي قليل جداً، لا يوفر لنا ما نحتاجه من طعام يومي، فأضطر أحياناً لطلب المساعدة من الأصدقاء".
يطالب النعيمي وغيره من اللاجئين السوريين في القائم الحصول على أوراق الإقامة الرسمية كلاجئين في العراق، كي يتمكنوا من الحركة والتنقل بحرية، والحصول على العمل والخدمات الصحية والتعليم.
ويؤكد "لم ندخل العراق بطريقة غير قانونية، دخلنا كلاجئين بعد تدهور الأوضاع في سوريا وأسماؤنا مسجلة لدى الأمم المتحدة، ودققت فرق الأمن الوطني العراقية بأسمائنا، فلماذا لا يمنحوننا الإقامة؟".
بدوره، يشدد مدير فرع وزارة الهجرة والمهجرين في محافظة الأنبار، مصطفى حامد سرحان، على أن اللاجئين السوريين في القائم لم يراجعوا دوائر وزارة الهجرة والمهجرين في المحافظة للتسجيل رسميا.
ويقول سرحان لموقع "ارفع صوتك": "ستسجل بياناتهم وتثبت لدينا فور مراجعتهم لمكتبنا في قضاء القائم، وهذا مطلوب منهم كي يشملوا بالمشاريع التي تخطط الوزارة تنفيذها للسوريين، وكي نتمكن من تزويدهم بالمساعدات والخدمات اللازمة كلاجئين ونوجه المنظمات الإنسانية لزيارتهم".