في فرنسا .. مهاجرون ينامون في الجليد من أجل فرصة بريطانيا
أخذت الوحول في مخيمات المهاجرين في كاليه شمال فرنسا تتجمد في الطقس الجليدي، لكن البعض يفضل رغم ذلك النوم فيها بدلا من الاستفادة من أماكن تؤمنها الدولة، لعدم تفويت فرصة الانتقال إلى بريطانيا.
ويقول المسؤول لوي لو فران الذي يمثل الدولة في دائرة با دو كاليه خلال زيارته الثلاثاء لعنبرين قامت السلطات باستئجارهما موقتا في منطقة كاليه الصناعية لإيواء 300 مهاجر في جو دافىء "أتمنى ألّا يبقى ولا مهاجر واحد في العراء هذه الليلة".
وتقسم المساحات لاستيعاب 6 إلى 12 سريرا مفروشة بأكياس للنوم.
ويقوم مهاجرون رجال فقط، لأنه تم اتخاذ ترتيبات أخرى للأسر والقاصرين، بغسل ملابسهم في المراحيض أو يجففونها أمام مصدر حرارة. ووضعها على طاولة حساء في أكياس.
وفي الأمسيات الماضية استخدم 200 سرير من أصل 300 متوفرة وفقا لناتالي شوميت مديرة قسم التعاضد الاجتماعي.
وتؤكد انه تم استقبال 450 شخصا "خارج كاليه" حتى في دائرة لواز الأقرب إلى باريس حيث يتوفر 600 سرير.
وتسمح هذه المراكز بالبقاء خلال النهار في جو دافئ لكن العديد من المهاجرين يعتبرونها بعيدة جدا.
ست طبقات من الملابس
ويقول مهاجر مصري مبتسما وهو يدل إلى عناصر الأمن "الأمور جيدة هنا. الناس لطفاء".
ويشكو آخر قائلا "لكن بعد الظهر يصبح الطقس باردا جدا" كاشفا عن الطبقات الست من الملابس التي يرتديها.
ولا يتوقع ان ترتفع درجة الحرارة الأربعاء فوق الصفر في كاليه.
وعندما يغادر المهاجرون العنابر في الساعة التاسعة صباحا تكون درجة الحرارة 5 تحت الصفر.
ويقول المسؤول لوي لو فران "نلجأ إلى منطق تأمين الأماكن الدافئة ليلا ونهارا. الخطر كبير خصوصا ليلا مع تدني درجات الحرارة أكثر، لأنك قد لا تستيقظ إذا نمت في خيمة".
ويضيف "إذا اضطررنا لإبقائهم في مراكز طيلة النهار سنقوم بذلك".
ويتابع "في الصباح نقترح عليهم نقلهم إلى مراكز استقبال خارج كاليه".
وخلال النهار تعمل جمعيات تكلفها الدولة مهمة زيارة المخيمات على إقناع المهاجرين بالتوجه إلى مراكز الاستقبال.
والثلاثاء شوهد ناشط من جمعية "اوداس" يتحدث بالعربية محاولًا إقناع رجل ممد في خيمة تحت جسر في وسط المدينة بالتوجه إلى مركز استقبال، فيما نصبت عدة قرب المياه تمامًا بما يشكل خطرًا على المهاجرين.
وتقول جولي بيابوا من "اوداس"، "هناك الكثير من العوامل التي لا يمكننا السيطرة عليها كمحاولات العبور والمهربين والضغوط والعديد من الأمور التي تدفع بالكثيرين لرفض الانتقال إلى مراكز الاستقبال".
ومع تمديد مواعيد الدوريات لتفقد المهاجرين حتى العاشرة مساء (21,00 ت غ) تطالب جمعيات بأن تستمر طوال الليل إذ ينام مهاجرون في العراء وثيابهم مبللة بعد غرق مركبهم.
جحيم
ويقول سوداني "نشعل النار ونطهو. هناك اكتظاظ وصراخ وأخاف من أن يسرق أحدهم أموالي".
ويضيف بابالادي الصومالي وعمره 31 عامًا "ليس لدينا ثقة ونحن هنا لنحاول العبور إلى بريطانيا. لا نريد إضاعة الوقت".
ويقر باننا "نعيش جحيما" وهو يدل إلى المكان الذي ينام فيه مع عدد من الأشخاص. فصنبور الماء مسدود واضطر إلى تمزيق خيمته لأنها تجمدت ولم يتمكن من الخروج منها.
ويقول يان مانزي أحد مؤسسي جمعية "يوتوبيا 56"، "يحاولون اقناعنا من خلال حملة منسقة بترتيبات يرفضها المهاجرون لأنهم سيصبحون بعيدين جغرافيا".
ويضيف أن مراكز الاستقبال "مخصصة للراغبين بطلب اللجوء لكن بالنسبة إلى الذين سجلوا أصلا في بلد أوروبي آخر أو الذين يريدون التوجه إلى بريطانيا فهذه ليست حلولا"، مطالبًا بمراكز "استقبال على مدار الساعة دون فحص إداري" قرب مكان تواجدهم.
وتؤكد نتالي شوميت أن "الاستقبال في المراكز غير مشروط. إلى أن يستقر الطقس".