نازح من جرف الصخر: ما زلنا خارج خطط الحكومة لإعادة النازحين إلى مدنهم
ينتظر عمار الجنابي، وهو نازح من ناحية جرف الصخر التابعة لمحافظة بابل جنوب بغداد، العودة إلى أرضه وممارسة عمله في الزراعة مجددا لينهي رحلة النزوح التي أجبرته على العمل بأجر يومي لتوفير قوت عائلته.
ورغم شروع وزارة الهجرة والمهجرين بتنفيذ قرارها لإغلاق مخيمات النازحين في العراق وإعادة النازحين إلى مناطقهم منذ نهاية العام الماضي، إلا أن إعادة نازحي جرف الصخر ما زالت خارج خطط الوزارة.
وأكدت وزيرة الهجرة والمهجرين إيفان فائق جبرو في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية في نهاية مايو الماضي أن "تعذر العودة إلى جرف الصخر يعود لأسباب أمنية في الغالب".
ويقول عمار الجنابي لموقع (ارفع صوتك)، "بعد أن كنت صاحب أرض وحقول وقطعان ماشية تحولت بسبب الظروف الأمنية والنزوح منذ ٧ سنوات إلى عامل بأجر يومي بالكاد أوفر الحاجات اليومية لعائلتي".
ويضيف الجناب، "أوضاعنا صعبة جدا لأننا أبعدنا عن منازلنا وأرضنا بملابسنا فقط وتركنا ما نملك لتستولي عليها المليشيات".
ويلفت الجنابي إلى إن "العالم كله يتحدث عن جرف الصخر لكن لا توجد أي خطوة فعلية لإعادة سكانه النازحين"، مضيفا "ما زلنا خارج الخطط التي وضعتها الحكومة لإعادة النازحين وهذا يفقدنا الأمل بالعودة لكننا متمسكون بالعودة إلى أرضنا في يوم من الأيام".
وتسيطر مليشيات موالية لإيران وفي مقدمتها "كتائب حزب الله العراق" على ناحية جرف الصخر منذ تحرير الناحية من تنظيم داعش في أكتوبر ٢٠١٤.
وعقب التحرير أغلقت المليشيات الناحية بالكامل، وأنشأت هذه المليشيات العديد من المعسكرات ومخازن الأسلحة ومصانع تجميع الطائرات المسيرة والصواريخ وصناعتها داخل هذه الناحية إلى جانب السجون السرية، وفق تقارير صحفية.
ويقول مسؤول سابق رفيع المستوى في ناحية جرف الصخر لموقع (ارفع صوتك)، مفضلا عدم ذكر اسمه إن الناحية "منطقة عسكرية حاليا لا يستطيع أي شخص سواء كان رئيس الوزراء أو أي مسؤول في الحكومة العراقية أو سياسي دخولها، فيكف باستطاعة المواطن البسيط العودة إلى الناحية".
ويتابع المسؤول أن أوضاع نازحي جرف الصخر البالغ عددهم ١٢٠ ألف نسمة مأساوية تطغي عليها الفقر والعوز ويتوزعون ما بين كردستان ومدن ومناطق العراق الأخرى، داعيا المجتمع الدولي إلى النظر في قضية جرف الصخر كونها قضية إنسانية بحتة.
وعما إذا كانت إعادة نازحي جرف الصخر ضمن خطط وزارة الهجرة يوضح علي عباس جهانگير، المتحدث باسم وزارة الهجرة والمهجرين لموقع (ارفع صوتك)، "أي منطقة تتوفر فيها بيئة ملائمة للعودة على المستويات الخدمية والأمنية والاجتماعية تتعامل معها الوزارة بإيجابية وتسهل عملية العودة اليها وفي حالة عدم توفر أحد هذه الامور والتحديات لا يمكن إعادة أي عائلة اليها لأن حرصنا الاول والأخير هي على سلامة العائلات العائدة".
ويؤكد جهانگير على أن عودة النازحين الى مناطقهم مستمرة، لكنها متذبذبة من فترة الى أخرى بسبب جائحة كورونا والوضع الاقتصادي وتأهيل المناطق، كاشفا "بلغت أعداد العائلات العائدة إلى مناطقها منذ بداية انطلاقة عملية العودة وحتى الآن ٥٧٥ ألف عائلة نازحة، فيما يبلغ عدد العائلات المتبقية حتى الآن نحو ٣٠٠ ألف عائلة، يتوزعون ما بين المخيمات المتبقية والمدن في إقليم كردستان ومدن العراق الأخرى وخارج البلاد".
ويشير جهانگير إلى أن وجود أعداد أخرى عادت لكنها لم تسجل العودة حتى الآن.
وبحسب إحصائيات وزارة الهجرة لم يتبق من مخيمات النازحين في العراق سوى ٢٦ مخيما في إقليم كردستان ومخيمين آخرين يقع أحدهما في الموصل والثاني في عامرية الفلوجة.
وتؤكد الوزارة أنها تنتظر تأهيل الدور السكنية في المناطق والمدن المحررة كي تبدأ عملية إعادة العائلات النازحة المتبقية.
بينما تشير إحصائيات مركز التنسيق المشترك للأزمات في إقليم كردستان إلى أن الاقليم يحتضن ٦٦٥ ألف و٥٠٥ نازحا يعيش غالبيتهم خارج المخيمات في مدن الاقليم موزعين ما بين محافظات أربيل ودهوك والسليمانية.