الخيمة ستصبح بيتاً من طوب.. نازحون أيزيديون بين "نعم" و"لا"
أعلنت دائرة الهجرة والمهجرين في محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق، موافقة الإدارة على طلبها وطلب النازحين الأيزيديين، بتحويل خيمهم إلى أبنية من الطوب الإسمنتي، تجنباً للحرائق.
وشهدت مخيمات النازحين العام الماضي وقوع عدة حرائق، كان أبرزها الذي اندلع في مخيم شاريا خلال شهر يونيو، وأسفر عن احتراق نحو 400 خيمة وإصابة 25 نازحا.
ورغم خطورة الخيم على حياة النازحين صيفا وشتاءً، إلا أن النازح حمدي شناگالي، من سنجار، يرفض تبديل الخيم.
يقول حمدي لـ"ارفع صوتك": "لا أؤيد تحويل الخيم لمبان، لأن هذا القرار دليل على أن النازحين باقون في المخيمات وتصعب عودتهم إلى مناطقهم".
ويشير إلى أن النازحين المتزوجين الجدد هم "الأكثر استفادة من هذا القرار إذا تم تنفيذه، لأنهم لا يمتلكون أي بيوت أو أراض في مناطقهم، بالتالي فإن الحصول على مبان بدل الخيم يصب في مصلحتهم".
خالدة نازحة من سنجار أيضاً، لكنها تختلف في الرأي مع حمدي، إذ تقول: "القرار مناسب ومهم جدا لنا، لأن نزوحنا لم ينتهِ بعد وما زالت سنجار والبلدات التابعة لها غير مستقرة وتشهد صراعات".
"لذلك، فإن عودتنا في الوقت الحالي شبه مستحيلة والعيش في ظل هذه الخيم المهترئة صعب، حيث تزيد معاناتنا، كما أنها خطرة من كافة النواحي على حياتنا وحياة أطفالنا" تتابع خالدة.
وتتمنى بدء التنفيذ "بأسرع وقت قبل أن ترتفع درجات الحرارة أكثر مما هي عليه الآن".
وتحتضن محافظة دهوك 20 مخيما، 15 منها خاصة بالنازحين الأيزيديين، والمتبقية لللاجئين السوريين.
وتؤكد دائرة الهجرة والمهجرين في المحافظة أن 10 مخيمات من مخيمات النازحين تتكون من خيم، أما البقية فتنقسم بين كرفانات ومبان.

إيجابيات وسلبيات
في السياق نفسه، يقول الناشط الأيزيدي حسين باعدري، إن القرار ورغم جوانبه الإيجابية يتضمن جوانب سلبية أيضا.
ويوضح لـ"ارفع صوتك": "تتمثل الإيجابيات في كونه أفضل حل لتفادي الحرائق وتوفير المأوى الآمن من كافة الجوانب للنازحين، خاصة حمايتهم من درجات الحرارة صيفاً وانخفاضها شتاءً".
"أما السلبيات، فتتمثل بإبعاد النازحين عن العودة إلى مناطقهم، بالتالي ستتعرض مناطقهم لتغييرات ديمغرافية"، يتابع باعدري.
ويدعو السلطات إلى تهيئة الأوضاع في مناطق النازحين ودعمهم وتشجيعهم للعودة إليها وإعادة بناء بيوتهم وقراهم والحفاظ على تواجدهم فيها.
وحسب مدير دائرة الهجرة والمهجرين ومكتب الاستجابة للأزمات في محافظة دهوك، ديان جعفر، من المقرر أن يبدأ النازحون بالبناء قبل منتصف يونيو الجاري.
ويقول جعفر لـ"ارفع صوتك": "بحثنا المشروع مع المحافِظ ومع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومؤسسة بارزاني الخيرية، المشرفتين على إدارة المخيمات، وما زالت الاجتماعات بيننا مستمرة حول الجانب الفني للمشروع، من أجل الخروج بآلية وخريطة موحدة يتبعها جميع النازحين في البناء داخل المخيمات، وعدم تجاوز مساحة خيمهم أثناء البناء".
ويشير إلى أن النازحين قبل بدء البناء سيوقعون تعهدا خطيا بعدم التجاوز وعدم المطالبة بأي نوع من التعويضات أثناء عودتهم إلى مناطقهم، لأن الأراضي التي سيبنون عليها هياكلهم هي ملك لمزارعي المنطقة التي تقع فيها مخيماتهم، وحكومة الإقليم هي التي تدفع إيجار هذه الأراضي لأصحابها منذ بدء النزوح عام 2014.
ووفق إحصاءات دائرة الهجرة والمهجرين، يوجد في دهوك نحو 535 ألف نازح ولاجئ، 330 ألف بينهم غالبيتهم من سنجار وأطرافها.
وشهدت سنجار مطلع مايو الماضي اشتباكات بين وحدات حماية سنجار المنضوية ضمن الحشد الشعبي والجيش العراقي، وأسفرت هذه الاشتباكات وبحسب دائرة الهجرة والمهجرين في دهوك عن نزوح ما يقارب 1711عائلة أيزيدية إلى دهوك.
