تتوالى ردود الفعل الدولية إزاء وفاة الشابة، مهسا أميني، والتظاهرات التي عمت أنحاء إيران تنديدا بإيقافها من جانب "شرطة الأخلاق" في العاصمة طهران قبل إعلان وفاتها.
ودعا وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الحكومة الإيرانية لإنهاء "الاضطهاد الممنهج" ضد النساء وطالب السلطات بالسماح بحرية الاحتجاج السلمي.
وكتب على تويتر، الثلاثاء، "كان يجب أن تكون مهسا أميني على قيد الحياة اليوم. وبدلا من ذلك، الولايات المتحدة والشعب الإيراني حزينين عليها. ندعو الحكومة الإيرانية إلى إنهاء اضطهادها الممنهج للنساء والسماح بالاحتجاج السلمي".
وفي السياق ذاته، نددت الأمم المتحدة، الثلاثاء، بوفاة مهسا أميني في الحجز بعد أن اعتقلتها "شرطة الأخلاق" الإيرانية وطالبت بإجراء تحقيق مستقل. كما أعربت الأمم المتحدة عن "قلقها" حيال "القمع العنيف" للمتظاهرين الداعمين لمهسا أميني في إيران.
Mahsa Amini should be alive today. Instead, the United States and the Iranian people mourn her. We call on the Iranian government to end its systemic persecution of women and to allow peaceful protest. #مهسا_امینی
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) September 20, 2022
وجاء في بيان لمفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن "المفوّضة السامية لحقوق الإنسان بالإنابة ندى الناشف أعربت اليوم (الثلاثاء) عن قلقها حيال وفاة مهسا أميني في الحجز، بعدما أوقفتها (شرطة الأخلاق) الإيرانية تطبيقًا لقواعد الحجاب الصارمة، وحيال ردّ قوات الأمن العنيف على المتظاهرين" احتجاجًا على الوفاة.
وقالت الناشف إن قوانين الحجاب الإلزامية لا تزال مصدر قلق في إيران، حيث يعاقب الظهور في الأماكن العامة دون الحجاب بالسجن.
وأضافت: "على السلطات الكف عن استهداف ومضايقة واحتجاز النساء اللواتي لا يلتزمن بقواعد الحجاب"، داعية إلى إلغاء جميع القوانين واللوائح التمييزية التي تفرض الحجاب الإلزامي.
وذكر بيان الأمم المتحدة تقارير أفادت عن تعرّض الشابة البالغة 22 عاما إلى "الضرب على رأسها بهراوة وتم ضُرب رأسها بمركبة ما تسمى بشرطة الأخلاق". في المقابل، أفادت السلطات أنها توفيت لأسباب طبيعية.
ودعت الناشف في بيانها إلى وجوب "تحقيق سلطة مختصة مستقلة بشكل فوري ومحايد وفاعل في وفاة مهسا أميني المأسوية وفي الاتهامات بالتعذيب وسوء المعاملة، بشكل يضمن خصوصا حصول عائلتها على العدالة والحقيقة".
بدورها، أفادت الناطقة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، رافينا شامدساني، الصحفيين بأن قوات الأمن الإيرانية ردّت، وفق تقارير، على الاحتجاجات الواسعة التي أشعلتها وفاة أميني بـ"الذخيرة الحية".
وقالت إن معلوماتها تفيد بأن خمسة أشخاص قتلوا في الحملة الأمنية.
وتصاعد الغضب الشعبي منذ أن أعلنت السلطات، الجمعة، وفاة أميني في المستشفى بعد ثلاثة أيام كانت في غيبوبة، عقب اعتقالها من قبل شرطة الأخلاق في طهران خلال زيارة للعاصمة يوم 13 سبتمبر.
وفي ذات اليوم، أوقفت الشابة، مهسا أميني، (22 عاماً)، المتحدرة من محافظة كردستان، في طهران بحجة ارتداء "ملابس غير ملائمة"، على يد عناصر من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المكلفة التحقق من تطبيق القواعد الإسلامية ومنها إلزامية وضع الحجاب في إيران.
ودخلت الشابة في غيبوبة إثر توقيفها، وتوفيت، الجمعة الفائت، في المستشفى، بحسب قناة التلفزيون الرسمية وعائلتها.
وتفرض "شرطة الأخلاق"، المعروفة باسم "غاشت إرشاد"، على النساء في إيران قيوداً مشددة على الملبس، بينها منعهن من ارتداء معاطف قصيرة فوق الركبة أو سراويل ضيقة وسراويل جينز بها ثقوب، إضافة إلى الملابس ذات الألوان الفاقعة.