صور للحالات التي وثقها التقرير الجديد تظهر إصاباتهم في العيون برصاص الأمن الإيراني
صور للحالات التي وثقها التقرير الجديد تظهر إصاباتهم في العيون برصاص الأمن الإيراني

إلى حد ما، وبالقوة العنيفة، أخمدت السلطات الإيرانية تظاهرات البلاد التي خرج فيها الناس احتجاجا على مقتل، مهسا أميني، لكن قد يكون صعبا على طهران محو آثار ما فعله عناصر أمنها بحق المحتجين، خاصة تلك العيون التي احمرت وتشوهت من رصاص الأمن.

تقرير جديد، كشف بالأرقام والأسماء حقائق خطيرة عن "الاستهداف الممنهج" لعيون المتظاهرين، وخاصة النساء.

أدناه صورتان من التقرير، وكما يقال، الصورة بألف كلمة، تلخصان ما حدث حين هب الإيرانيون باحثين عن الحرية، ليجد أفراد الأمن في عيونهم هدفا مشروعا لإخافة الشعب. 

صور لحالات وثقها التقرير الجديد تظهر إيرانيين أصيبوا في عيونهم برصاص الأمن الإيراني خلال التظاهرات
توثق الصور الاستهداف الممنهج لعيون المتظاهرين برصاص الأمن الإيراني

جماعة حقوق الإنسان الإيرانية (IHRNGO) قالت إن قوات الأمن في إيران "استهدفت عمدا" عيون ووجوه المتظاهرين خلال حملة القمع التي وصفتها بـ"العنيفة" ردا على المظاهرات، العام الماضي، والتي اندلعت بعد وفاة أميني في أثناء حجز الشرطة لها بتهمة انتهاكها قواعد اللباس والحجاب، بحسب ما نقلت إذاعة أوروبا الحرة في تقرير.

وفي التقرير الذي نُشر، الجمعة، أعلنت المنظمة الحقوقية، ومقرها النروج، أنها تحققت من 138 حالة إصابة في العين أصيبت بها المتظاهرون خلال الاحتجاجات التي استمرت أشهر في مختلف أنحاء إيران، العام الماضي. وأوضحت أن العديد من الضحايا فقدوا الرؤية في عين واحدة، وبعضهم في كلتا العينين.

صور أشعة توثيق استهدف الرصاص الإيراني عيون المتظاهرين

وقال رئيس المنظمة الحقوقية، محمود أميري مقدم، إن التحقيقات كشفت أن الجرائم التي ارتكبها النظام خلال الاحتجاجات كانت "مخططة ومنسقة ومحسوبة"، مضيفا أنه يجب "محاسبة المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية آية الله علي خامنئي، وجميع مرتكبي مثل هذه الجرائم".

وكانت تقارير ظهرت تشير إلى تورط قوات الأمن الإيرانية في إطلاق النار على المتظاهرين عمدا في عيونهم، وذلك في المظاهرات التي خرجت احتجاجا على وفاة أميني، في 16 سبتمبر 2022.

ويقول الضحايا إنهم استُهدفوا عمداً قبل إصابتهم. وقد رفضت الحكومة الإيرانية وكبار المسؤولين الأمنيين هذه الاتهامات، وفقا إذاعة أوروبا الحرة.

وقالت المنظمة إن من بين الضحايا ثمانية أطفال أصغرهم فتاة تبلغ من العمر 5 سنوات.

وأضافت المنظمة في تقريرها إن النساء يشكلن 28 في المئة من المصابين في العيون، لكن 9 فقط من الوفيات، ما يعني أن "القوات القمعية اختارت استهداف أعين النساء عمدا بدلا من إطلاق النار لقتلهن".

وقالت المجموعة إنه في عينة أصغر تم جمعها من مدينة مهاباد شمال غرب إيران، تشكل النساء 56 في المئة من المصابين بإصابات العين.

وأشارت المنظمة أن العدد الفعلي للمتظاهرين الذين أعمتهم قوات الأمن بعد إطلاق النار عليهم في العين غير معروف.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن حوالي 500 شاب إيراني عولجوا في مستشفيات طهران من إصابات في أعينهم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الاحتجاجات.

مجموعة من المتظاهرين الإيرانيين أصيبوا في عيونهم بالرصاص المعدني والمطاطي

ورصدت مجموعة "إيرانوير"، التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، نحو 580 حالة إصابة بالعمى في طهران وإقليم كردستان وحدهما، "لكن الأعداد الفعلية في جميع أنحاء البلاد أعلى بكثير"، بحسب منظمة إيران.

كما أبلغ نشطاء حقوق الإنسان عن عدة حالات لمتظاهرين أصيبوا بجروح في أعينهم وتم اعتقالهم في محاولة واضحة لإسكاتهم.

لكن منظمة إيران تقول إنها غير قادرة على التحقق من مثل هذه التقارير.

وراح ضحية المظاهرات التي اندلعت بعد وفاة أميني أكثر من 500 شخص، من بينهم 71 طفلا.

ونفذت قوات الأمن الإيرانية على مدى الأيام الماضية انتشارا واسعا مع حلول ذكرى وفاة أميني في 16 سبتمبر 2022، بعد أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق على خلفية انتهاك قواعد اللباس الصارمة.

وأعلنت السلطات خلال الأيام المنصرمة توقيف العديد من الأفراد والشبكات التي تعمل على "التشويش على أذهان الرأي العام" والحض على "الشغب" والتواصل مع قنوات "معادية للثورة".

وفي سياق متصل، نقلت وسائل إعلام محلية عن الحرس الثوري توقيف إيراني يحمل جنسية دولة أخرى لم يتمّ تحديدها، لمحاولته "تنظيم أعمال شغب وتخريب" في مدينة كرج غرب طهران.

وجرت العديد من هذه التوقيفات في المناطق الغربية من البلاد حيث تقطن غالبية كردية، وتشمل مدينة سقز مسقط رأس أميني في محافظة كردستان.

كما أفادت وسائل الإعلام المحلية عن توقيفات في شمال شرق الجمهورية الإسلامية وشمالها الغربي ووسطها.

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

كاميرات مراقبة في إسطنبول سجلت لحظة الحادثة
كاميرات مراقبة في إسطنبول سجلت لحظة الحادثة | Source: DHA

ذكرت وسائل إعلام تركية، السبت، أن نجل الرئيس الصومالي المتهم بالقتل غير العمد بعدما دهس وقتل رجلا كان يقود دراجة نارية في إسطنبول، فرّ إلى جهة مجهولة بينما صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية.

وتثير هذه القضية التي دانها خصوصا رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، معارض الرئيس رجب طيب إردوغان، الكثير من الانتقادات على خلفية إطلاق سراح المشتبه به محمد حسن شيخ محمود من دون رقابة قضائية بعد تقرير أولي للشرطة، حسبما أشارت صحيفة جمهورييت.

وقال إمام أوغلو السبت على منصة "إكس"، "غادر المشتبه به تركيا غير مكبل اليدين". وأضاف "العقلية السائدة التي تغضّ الطرف وتسمح بهذا الهروب، هي للأسف عاجزة عن الدفاع عن حقوق مواطنيها في بلدها".

وأفاد تقرير الشرطة الذي نقلته قناة "خبر" التلفزيونية، بأنّ نجل الرئيس حسن شيخ محمود صدم دراجة نارية في وضح النهار في 30 نوفمبر.

والضحية يونس إمري غوسر أب لطفلين، توفي في المستشفى بعد ستة أيام على الحادث الذي أُلقي خلاله بشكل عنيف على الطريق.

وأصدر المدعي العام مذكرة توقيف بحق السائق "لكن عندما ذهبت الشرطة إلى منزل المشتبه به الجمعة، كان مفقوداً منذ الثاني من ديسمبر"، حسبما أفادت قناة "خبر".

وأضافت القناة "لذلك، صدرت بحقّه مذكرة توقيف دولية، (الجمعة) 8 ديسمبر 2023" من قبل مكتب المدعي العام في إسطنبول.

من جهته، ندّد محامي الضحية إياز شيمين بالتقرير الأول لشرطة المرور الذي ألقى باللوم في الحادث على "تهوّر" الضحية، حسب "جمهورييت".

وأضاف أنّ "تقرير خبير ثانٍ مع تسجيلات فيديو أظهر أنّ سائق السيارة كان مسؤولاً بنسبة 100 في المئة" عن الحادث، معرباّ عن خشيته من أنّ الأخير "لن يتمّ القبض عليه أبداً".

وتحافظ تركيا منذ حوالى عشر سنوات على علاقة وثيقة مع الصومال "الدولة الشقيقة" التي يبلغ عدد سكانها 17 مليون نسمة وذات الغالبية المسلمة في القرن الإفريقي.

وتعدّ الصومال شريكاً اقتصادياً رئيساً لتركيا، خصوصاً في مجالات البناء والتعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والتعاون العسكري.