من مخيم اللاجئين في العراق
من مخيم اللاجئين في العراق

متابعة إلسي مِلكونيان:

أفاد تقرير مؤشر الإرهاب العالمي الذي نشرت نتائجه الأربعاء، 16 تشرين الثاني/نوفمبر، عن مؤسسة الاقتصاد والسلام ومقرها أستراليا، أن عدد القتلى الذين سقطوا نتيجة الإرهاب خلال العام 2015 انخفض بنسبة 10 في المئة مقارنة بالعام السابق، بسبب تراجع قوة تنظيمي داعش وبوكو حرام.

ويأتي العراق في مقدمة الدول المتأثرة بالإرهاب، حيث حلّ في المرتبة الأولى عربياً وعالمياً. وحلّت سورية في المرتبة الثانية عربياً (عالمياً في المرتبة الخامسة) واليمن في المرتبة الثالثة (عالمياً في المرتبة السادسة).

وصنفت عُمان من أقل الدول العربية تأثراً بالإرهاب (عالمياً في المرتبة 130 بمؤشر مقداره صفر وهي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي حققت هذا المؤشر).

وفيما يلي ترتيب الدول العربية حسب المؤشر:

عربياً                عالميا

4- الصومال         7

5-مصر               9

6-ليبيا                10

7-السودان            18

8-لبنان                24

9-فلسطين             28

10-السعودية          32

11-تونس              35

12-الكويت             37

13-الجزائر             42

14-البحرين             44

15-الأردن               58

16-جيبوتي             79

17-المغرب             95

18-أريتيريا             100

19-الإمارات          103

20-قطر                 112

21. موريتانيا           125

22-عمان                130

ومن أهم ما جاء في التقرير أيضاً:

– بلغ عدد ضحايا العمليات الإرهابية في العام الماضي 29 ألفا و376 شخصا.

 -سجلت كل من نيجريا والعراق  انخفاضاً في عدد القتلى، فبلغ 5556 قتيلاً أقل من العام 2014 (أي بنسبة 32 في المئة).

-يعتبر كل من بوكو حرام والقاعدة وداعش وطالبان مسؤولون عن 74 في المئة من ضحايا العمليات الإرهابية في 2015.

-والبلدان التي سجل فيها أكبر عدد من القتلى هي العراق وأفغانستان ونيجيريا وباكستان وسورية.

-كما تراجعت قوة بوكو حرام وتنظيم داعش في نيجيريا والعراق، بسبب العمليات العسكرية التي تستهدف التنظيمين، ولكن نشاطات هذين التنظيمين توسعت إلى بلدان مجاورة كانت أكثر أمناً وهي بعض الدول الأوروبية   والدول المجاورة لنيجيريا في أفريقيا الغربية.

-عززت جماعة بوكو حرام من وجودها في النيجر والكاميرون وتشاد ما أدى إلى ارتفاع ضحايا الإرهاب بنسبة 157 في المئة فيها.

نشط تنظيم داعش في 15 بلداً جديداً، ما جعل مجموع البلدان التي ينشط فيها يرتفع إلى 28 بلداً، ويعتبر هذا العدد مرتفعاً بالمقارنة مع عدد البلدان التي تأثرت بالإرهاب في السنوات الـ16 الأخيرة.

 اقتصادياً، يفيد التقرير أن الإرهاب تسبب بخسارة للاقتصاد العالمي عام 2015 قدرت بـ89.6 مليار دولار، وهي نسبة مشابهة للنسبة التي سجلت عام 2014.

*الصورة: في مخيم للاجئين في العراق/وكالة الصحافة الفرنسية

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.