بقلم علي عبد الأمير:
ما الدوافع إلى الابتزاز والتحرش الجنسي في مواقع التواصل الإجتماعي، ما شواهدهما ودلالاتهما؟ هل تبدو النساء هنّ المستهدفات والأكثر عرضة لمثل هذه الأفعال، أم أنّها ظاهرة قد تشمل رجالا وقعوا ضحية “ابتزاز نسائي”؟ هل جعلت مواقع التواصل الاجتماعي أمر التحرش هينا ومتاحا أكثر من قبل؟ ما الاجراءات القانونية الرادعة، وقبلها الأخلاقية؟ أين احترام الخصوصية؟ كيف يمكن أن يسيء رجال لنساء قد يكون بعضهن أكبر من أمهات المتحرشين؟
هذه الأسئلة شكلت مدخلا لنقاش اقترحه موقعنا، واستجابت له سيدات عراقيات وعربيات كريمات، فكانت هناك رؤى وأفكار ومقترحات بل وحتى سخرية ناقدة.
شاشة لا نحسن استخدامها رغم صغرها!
وتقدم فرات ناصر، وهي تربوية من النجف الأشرف بالعراق، ما يبدو الفخ التقليدي الذي تقع فيه النساء دائما “الرجل لا يعرف تقديم نفسه في مجتمعاتنا إلا بطريقة الوعد الكاذب بالزواج، وهذه الطريقة التي عفا عليها الزمن تتكرر منذ قرون وتصدقها المرأة للأسف. الشابات من طالباتي يروين لي الكثير: صديق أخيها وعدها بالزواج وائتمنته على صورها وحال ما اختلف مع أخيها حول أمور العمل هدّدها بأن تدفع له سبعة ملايين دينار (حوالي 5900 دولار) وإلا فسيقوم بنشر الصور”.
وتحرّض السيدة ناصر، على ما تعتبره ردعا للمتحرشين “لو أن كل امرأة صوّرت محادثة كل متحرش ونشرتها، لتقلص عددهم كثيرا”، مستدركة “ما يحدث مخزٍ جداً، مخزٍ أن يتحرش كاتب وأديب كبير، يسلك سلوك المتحرشين الصغار، يعني لا ثقافته صقلته ولا شهادته، ولا خبرته بالحياة”.
وتلفت السيدة دانيا أحمد إلى أن المتحرشين عادة ما يفضلون الرسائل الشخصية وهم كما في تجربتها “لا أعرفهم أبدا ولم أدخل معهم في أي نقاش، مما يدّل على أن البعض يلجأ لإرسال رسائل الإعجاب لأي كان وكأنه يسير في الشارع ويرمي الكلام لكل من تعجبه”.
“هلّو حب”
بينما تقول ندى الوكيل، وهي عراقية مقيمة في المملكة المتحدة، إن “اللايك (علامة الإعجاب) تجرّ الرجل إلى طلب الصداقة مباشرة وبعد مسجين (رسالتين) فقط يأتي الاعتراف بالحب وطلب الصور. أغرب صداقة حدثت معي هي طلب صداقتي شاب بعمر ابني وبعد الكلام معه على الماسنجر قبل الإضافة أوضحت له بأنني متزوجة وعندي أولاد وهو بعمر ابني واحترم صراحتي وطلب أن نكون أصدقاء. بعد أن أضفته بدأ يسلّم علي ’هلو حب‘. اشمأزت نفسي ونبهته بأني لا أسمح إلا بالاحترام وكان الطلب الثاني بأنه يحبني ويريد الزواج مني”، تضحك وتضيف “مهزلة بمعنى الكلمة”.
الانفتاح ليس انحلالا
وتقول السيدة اللبنانية جوزفين طنوس “الكل بيعرف لبنان بلد منفتح فكان عندهم فكرة أنه اللبنانيات نساء سهلات يقدر يحصلوا على مرادهم معها بسهولة. وطبعاً الآن فهموا أن الانفتاح لا يعني بالضرورة الانحلال”.
وتشير إلى أنها كانت تتعامل بجفاف وجدية وصرامة ولا ترد على الرسائل إلا ضمن الأصدقاء”، متسائلة “لا أعرف لم يظنون المرأة كائن ضعيف تغره الكلمات المعسولة والمجاملات”.
وعن ندرة الحب وعواقب ذلك تقول المهندسة العراقية السيدة سامرة بقلي، “بسبب النقص العاطفي تكون الفتاة ضحية سهلة للكثير من أشباه الرجال الذين تعج بهم مواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص والمجتمع بشكل عام”، لافتة إلى أن أغلب مواقع التواصل الاجتماعي توفر خاصية الحظر و”هذا ما أفعله شخصيا عندما أواجه حالة تحرش إلكتروني ويبقى الأمر منوطا وبشكل كبير بمستوى الوعي الفكري للسيدة ومدى ثقتها بنفسها واعتدادها بأنوثتها”.
للحديث في هذا الشأن الإجتماعي والثقافي، صلة وبجوانب قانونية وتربوية.
*الصورة: حين يوزع بعض الرجال مشاعر الحب والإعجاب بالمجان/Shutterstock
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659