متابعة حسن عبّاس:
حتى اللحظة، تمكّنت القوات العراقية الخاصة التي تقاتل لطرد داعش من شرق الموصل من قتل نحو 1000 متشدد. لكن وتيرة القتال تباطأت إذ تواجه هذه القوات عدواً متحركاً يختبئ وسط آلاف المدنيين في المدينة.
وقال اللواء عبد الغني الأسدي أحد قادة جهاز مكافحة الإرهاب، وهو يضمّ قوات خاصة تلقّت تدريبها على أيدي الأميركيين، "قتلنا أكثر من 992 مقاتلاً على جبهتنا إضافة إلى المصابين... إمداداتهم واتصالاتهم بالعالم الخارجي مقطوعة. يشنّون عدداً أقل من التفجيرات الانتحارية."
وتابع أن "القوة المتبقية أمامنا صغيرة وغير قادرة على وقف تقدّمنا. معنوياتهم منهارة."
ويقدّر الجيش العراقي عدد مقاتلي داعش في الموصل بما بين خمسة وستة آلاف، في مواجهة قوة التحالف وقوامها مئة ألف.
البحث عن دواعش
وفي كل مرة تسيطر فيها القوات العراقية على قطاع في الموصل، ربما يستغرق الأمر أسبوعاً لضمان خلو المنطقة من الإرهابيين.
ويختبئ بعض عناصر داعش في شبكة أنفاق شيّدوها، في حين يختلط آخرون بآلاف النازحين أو يبقون لتشكيل خلايا نائمة في أحياء الموصل المكتظة بسكان يقدَّر عددهم حالياً بقرابة مليون نسمة.
وكانت القوات الخاصة العراقية في دورية عندما علم قسم الاستخبارات من سكان محليين أن متشددي داعش ما زالوا في المنطقة.
فأمرت القوات الخاصة ومسؤولو المخابرات السكان بالتجمع في ميدان ومعهم أوراق هويتهم.
وصرخ ضابط في وجه رجل "ارفع قميصك الآن" وهو يدرك تماماً أن المهاجمين الانتحاريين هم أحد أكثر أسلحة داعش فاعلية.
وكان ضباط القوات الخاصة الجالسين على أجهزة كمبيوتر يراجعون الأسماء على بطاقات الهوية مع قائمة طويلة تتضمّن أسماء المطلوبين.
وقال ضابط الأمن الوطني محمد علي إن هناك نحو 39 ألف رجل مطلوب القبض عليهم في العراق، مضيفاً أن نحو 80 بالمئة منهم "إرهابيون" وهو تعبير يستخدمه المسؤولون العراقيون للإشارة إلى أفراد داعش وغيرهم من المتشددين.
وأمام الجالسين على الأرض، تعرّض رجل كبير في السن لم يعترف على الفور بأن ابنه انضم إلى داعش للتعنيف. صرخ أحد ضباط القوات الخاصة في وجهه "لقد كذبت علي. أنت من داعش".
ومع حديث ضباط المخابرات مع الرجال، قال بعض السكان إن أحد هؤلاء الذين تجمّعوا في الميدان عضو في داعش.
وبعد تغطية وجهه، تم تقييده واستجوابه وصرخ فيه أحد المحققين "تكلم. تكلم".
انضم إلى داعش للزواج
وأدركت القوات العراقية السهولة التي كان داعش يجنّد بها الشباب العراقيين. تجسّد المثال الحي في عمر عبد الله (51 عاماً) الذي كان يجلس بجوار ابنه إبراهيم البالغ من العمر 16 عاماً في انتظار مراجعة الأسماء.
كان إبراهيم قد حضر لمدة عشرة أيام المحاضرات الدينية التي نظمها التنظيم قبل أن يتمكن عبد الله من إقناعه بتركه.
لكن الحظ لم يحالفه مع ابن آخر أصبح أحد مقاتلي التنظيم في مدينة تلعفر المجاورة.
وقال عبد الله "كان يريد أن يتزوج ولكنه لم يملك المال لأن الوقت صعب... غسل داعش دماغه وأعطاه المال ووعدوه بالحور العين في الجنة... فقدت ابني".
(بتصرّف عن وكالة "رويترز")
الصورة: قوات عراقية في الموصل/ وكالة الصحافة الفرنسية
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659