محصلة خسائر داعش في الموصل/وكالة الصحافة الفرنسية
محصلة خسائر داعش في الموصل/وكالة الصحافة الفرنسية

أربيل – بقلم متين أمين:

مع دخول عمليات “قادمون يا نينوى” لتحرير مدينة الموصل أسبوعها الثامن، تمكنت القوات العراقية من تحرير أكثر من 50 في المئة من مساحة الجانب الأيسر من مدينة الموصل، إضافة إلى التقدم السريع التي أحرزته القوات الأمنية على المحاور الجنوبية والجنوبية الغربية والغربية والشمالية.

وقُتل الآلاف من مسلحي داعش وتم تدمير المئات من العجلات المفخخة التي استخدمها التنظيم في عملياته ضد القوات العراقية. وأصبح داعش يقترب من خسارة آخر أكبر معاقله في العراقالمتمثل بمدينة الموصل التي احتلها التنظيم في حزيران/يونيو من عام 2014.

المناطق المحررة

وبحسب إحصائية قيادة عمليات قادمون يانينوى للفترة من 17 تشرين الأول/أكتوبر، يوم انطلاق عملية الموصل، وحتى 1 كانون الأول/ديسمبر 2016، أي بعد مرور نحو 45 يوما على انطلاق العملية، تمكنت قطعات الشرطة الاتحادية خلال هذه المدة في المحور الجنوبي الغربي من تحرير 96 قرية.

ومن أهم المناطق التي حررتها القرات الأمنية هي ناحية الشورة وناحية حمام العليل ومعمل كبريت المشراق. واستعادت السيطرة على 56 بئرا نفطيا وتمكنت من إطفاء حريق معمل كبريت المشراق بوقت قياسي وأصبحت على مشارف منطقة البوسيف جنوب مدينة الموصل. وتمكنت من تدمير 239 سيارة مفخخة متنوعة بالتعاون مع طيران الجيش والقوة الجوية العراقية وطيران التحالف الدولي. وبلغت مساحة الأرض التي حررتها الشرطة الاتحادية نحو 1855 كيلومترا مربعا. وتطهير طريق القيارة حمام العليل القديم والجديد.

المحور الجنوبي الشرقي

أما في المحور الجنوبي الشرقي من الموصل، فتمكنت قطعات الفرقة المدرعة التاسعة واللواء الثالث من الفرقة الأولى من الجيش العراقي من  تحرير 54 قرية ومركز قضاء الحمدانية وبلدة كرملس وناحية النمرود وآثار النمرود والسلامية وتطهير أربعة أحياء من الساحل الأيسر.

وتمكنت كذلك من تدمير 77 سيارة مفخخة مختلفة الأنواع بالتنسيق مع طيران الجيش العراقي وطيران التحالف الدولي وتطهير أرض بمساحة 950 كيلومتر مربع. وتمكنت من تأمين طريق الكوير باتجاه معمل الأسفلت (شمال). وفي محور جنوب نهر الزاب الكبير، استطاعت قطعات عمليات نينوى أن تحرر 17 قرية وتطهير مساحة 320 كيلومتر مربع، وتمكنت من تدمير 12 عجلة مفخخة مختلفة الأنواع.

وتمكنت قطعات فرقة المشاة الـ16 شمال الموصل أن تتقدم من شمال تلكيف وحررت نحو 21 قرية ومنها منطقة الشلالات والبعويزة ودجلة مول وتمكنت من تطهير مساحة 112 كيلومترا مربعا من الأراضي. ودمرت 23 عجلة مفخخة مختلفة الأنواع بالتنسيق مع طيران الجيش وطيران التحالف الدولي.

جهاز مكافحة الإرهاب

جهاز مكافحة الإرهاب الذي يواصل التقدم في الجانب الأيسر من مدينة الموصل (المحور الشرقي) استطاع مع بداية انطلاق العملية أن يحرر 15 قرية منها مركز ناحية برطلة وبزوايا. كما تمكن من تطهير وتحرير 28 حيا من أحياء الجانب الأيسر للموصل وتمكن من السيطرة على العديد من المؤسسات والبنية التحتية. وما زالت مستمرا بتحرير الأحياء الباقية والبالغة 56، وتمكن من تدمير 200 عجلة مفخخه مختلفة الأنواع بالتعاون مع طيران التحالف الدولي.

قوات البيشمركة

أما قوات البيشمركة فحررت 28 قرية من ضمنها ناحية بعشيقة وطهرت مساحة 500 كيلومترا مربعا من الأراضي وتمكنت من تدمير 55 عجله مفخخة مختلفة الأنواع بالتعاون مع طيران التحالف الدولي.

في غضون ذلك، حررت قوات الحشد الشعبي التي تقود المعارك غرب الموصل 130 قرية وحررت مطار تلعفر بالكامل. وتمكنت من تطهير 1800 كيلومتر مربع من الأراضي وتمكنت من تدمير 75 عجلة مفخخه مختلفة الأنواع وبالتعاون مع طيران الجيش. كما أمنت الطريق الاستراتيجي من تلول الباج باتجاه تقاطع عداية وكذلك تمكنت من تأمين التماس مع قوات البيشمركة في سنجار.

*الصورة: محصلة خسائر داعش في الموصل/وكالة الصحافة الفرنسية

 يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659



المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.