بغداد – بقلم دعاء يوسف:
"نحن نقوم بحملات فيما بيننا دون أن نتقاضى أجرا لقاء هذه المهمة"، يقول مروان الشمري، الذي خصّص بعض من وقته للتفرغ مع شباب منطقته للعمل التطوعي في مساعدة النازحين وجرحى الإرهاب ومعارك تحرير المدن العراقية من سيطرة داعش.
العراق بحاجة الينا
ويشرح مروان، 23 عاماً، أن الحملة تبدأ عادة بأن يقف أحد الشباب وهو يحمل لافتة وسط مكان يزدحم بالمارة يطلب منهم تقديم المساعدة لشريحة معينة من المجتمع أو التبرع أو يتم الإعلان عن هذا الأمر عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).
ويشير إلى أن آخر حملة قاموا بها هي زيارة لعائلة مقاتل في الحشد الشعبي لقي حتفه في المعارك ضد داعش، إذ قدموا لهم بعض المساعدات المالية التي جمعوها من تبرعات أهالي المنطقة أو الحي الذي يسكنون فيه.
ولا ينتظر مروان الذي ما زال طالباً جامعياً أو شباب منطقته مقابلاً نظير حملاتهم. ويقول "لا نستطيع الوقوف دون تقديم المساعدة. العراق بحاجة إلينا. نريد أن نثبت للعالم أننا نطمح للتعايش السلمي وما يحدث من صراعات هي لقتل روح المساعدة والتعاون فيما بيننا".
نساء المنطقة
أما الحاجة أم عامر، 58 عاماً، فتقول إنّها تحرص باستمرار مع غيرها من النساء على مساعدة بعض الأسر النازحة التي تسكن في منطقتها.
وتضيف أم عامر، التي تسكن في حي التراث ببغداد، أن إقبال الناس في الآونة الأخيرة تزايد على مساعدة النازحين وضحايا الإرهاب والمحتاجين بسبب سوء أوضاعهم المعيشية.
وتشير إلى أنها تجتمع مع نساء المنطقة لأكثر من مرة بالشهر يتناقشن بأمور النساء النازحات إلى منطقتهن وإيجاد الطريقة المناسبة للتخفيف عن أزماتهن المادية والمعنوية.
وتروي أنّهن قد قدمن التسهيلات الكثيرة للنازحات منها توفير المواد الغذائية وتجهيز منازلهن بالأثاث الذي يتبرع به أهالي المنطقة وكذلك توفير الملابس والاحتياجات الأخرى. "العشرات من المتطوعات والمتبرعات هن من ذوات الدخل المحدود في المجتمع العراقي ، يحاولن المساعدة بطيب خاطر".
مبادرات إنسانية
ولا يعزو جمال الساعدي، 47 عاماً، مهمة محاربة الإرهاب أو مساعدة ضحاياه التي يمارسها هو وغيره من الناس بصورة فردية لأسباب سياسية أو دينية أو قومية. "نحن نساهم بهذه الحملات لأسباب إنسانية فقط".
ويعكف جمال منذ أكثر من عام على مساعدة أطفال العوائل النازحة من المنطقة التي يسكن فيها من خلال تدريسهم لمادة اللغة الإنجليزية مجاناً، بينما يعمد غيره من المتطوعين بشكل فردي إلى تدريس مناهج أخرى وخاصة أن غالبية هؤلاء الأطفال الذين يواصلون التحاقهم بالمدارس الحكومية هم بلا معيل.
ويشير جمال الذي يعمل في وظيفة حكومية إلى وجود مزاعم بأن الناس تتطوع بهذه الحملات على أسس دينية أو طائفية "لكن ما هو مؤكد حتى الآن أنها مبادرات إنسانية يلجأ إليها كل من يشعر بضرورة تقديم المساعدة".
ويتابع في حديثه لموقع (إرفع صوتك) أن المبادرات التي يقوم بها البعض "تأتي من منطلق أنهم قد يعيشوا في يوم ما بذات الظروف التي لا تستثني طائفة أو مكون "خاصة أننا في بلد أخذ الإرهاب منه ما أخذ".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659