بغداد – بقلم دعاء يوسف:
"أصبحت الكثير من المساجد تهدد حياتنا".
هذه كانت أولى العبارات التي تحدثت بها رجاء هاشم، 52 عاماً، عن منع أولادها من دخول المساجد خوفاً من الافكار الدينية المتشددة.
لا حماية ولا أمان
وتقول رجاء وهي أم لثلاثة أبناء، في حديثها لموقع (إرفع صوتك)، "أخاف من دخول أحد أبنائي مسجدٍ ما لأنه قد يتهم بأنه ينتمي للجماعات الدينية المتطرفة".
رجاء التي تفضل أن تبقى ربة بيت للاهتمام بأبنائها الذين لم تتجاوز أعمارهم العقد الثاني رغم حصولها على شهادة جامعية تقول "الأوضاع مخيفة في البلاد بسبب الإرهاب والتطرف الديني. لذا أحرص على متابعة أبنائي والاهتمام بتفاصيل علاقاتهم مع أقرانهم".
وتتابع أن الكثير من الشباب، قد تغيروا وتعرضوا لمخاطر التطرف وساءت علاقتهم مع أهلهم ومعارفهم، بسبب أفكارهم الدينية المتشددة.
وتشير إلى أننا "نعيش ببلد لا حماية ولا أمان فيه. عليّ حماية أسرتي من عنف التطرف".
يربي ويعلم الأبناء
يحاول الكثير من الآباء والأمهات نشر الوعي بين أبنائهم حول خطر التطرف، لكن الكثيرين منهم يشتكون من خطاب طائفي منتشر في المدراس أحياناً وفي الشارع وفي الفضائيات.
ويعتقد فاروق محسن، 49 عاماً، أنّه لا يمكن حماية الأبناء من الأفكار الدينية المتطرفة من دون إبعادهم عن الجماعات التي تحمل أفكاراً دينية متطرفة.
ويقول فاروق الذي يعمل في تدريس مادة الرياضيات بمدرسة غير حكومية ببغداد، لموقع (إرفع صوتك)، "صرنا اليوم نعيش في مجتمع هو من يربي ويعلم الأبناء وليس الأهل أو الآباء والأمهات. والخطاب الديني بعض من الأمور التي يتبناها المجتمع للتأثير عليهم".
ويشير إلى أن الطريقة المثلى للحفاظ على الشباب من الانزلاق وراء الجماعات المتطرفة هو تنبيههم لخطورة الوضع مع مراقبتهم ومتابعتهم.
الانقسامات الدينية والفكرية
بينما تعتقد عواطف عباس، 47 عاماً، أنها لن تستطيع منع ابنها الذي لم يتجاوز 19 عاماً من عمره في حال رغبته بالدخول إلى مسجد ما أو الإيمان بخطاب ديني معين.
"كيف أستطيع السيطرة عليه؟"، تتساءل وتجيب نفسها "إذ كانت الحكومة بقوتها وبمؤسساتها كافة لا تستطيع إسكات الخطابات الدينية المتشددة أو المتطرفة. هل أستطيع أنا؟".
وترى عواطف وهي ربة بيت في حديثها لموقع (إرفع صوتك) أن القضية أكبر بكثير من أن يستطيع رب أسرة الحفاظ على أفكار أبنائه أو التحكم بميولهم في بلد كل شيء مؤهل فيه للتطرف، مشيرة إلى أن الأماكن التي تتبنى الخطاب الديني المتطرف ومنها بعض المساجد والوسائل الإعلامية باتت أكثر منهجية، وصارت تغذي الانقسامات الدينية والفكرية بشكل مخيف.
"مسألة السيطرة عليها أو على المنظمين إليها تحتاج لجهود حكومية على مستوى المؤسسات الثقافية والاجتماعية والقانونية والخدمية والإدارية وليس جهود عائلية من الآباء والأمهات فحسب".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659