نساء سوريات في مخيم الزعنري بالأردن/وكالة الصحافة الفرنسية
نساء سوريات في مخيم الزعنري بالأردن/وكالة الصحافة الفرنسية

إعداد إلسي مِلكونيان:

تسعى الحكومات ومنظمات الإغاثة الدولية والمحلية إلى احتواء أزمة اللاجئين في الدول العربية، وأبرزهم السوريون والعراقيون.

وتكشف تقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن أوضاع النساء والفتيات في المخيمات وفي أماكن النزوح. نستطلع أبرزها هنا:

الأرقام بحسب مفوضية اللاجئين للأمم المتحدة

​​

 

- في مخيمات الأردن يقدر أن عائلة من كل خمس تقودها امرأة مالياً واجتماعياً. وفي لبنان تضطلع النساء اللاجئات بدور مماثل وبنسبة مماثلة، منهن أرامل أو مطلقات أو وحيدات على اعتبار أنهن فضلن السفر والنزوح بمفردهن، بينما آثر أزواجهن البقاء في سورية.

- وتعرضت غالبية النساء لضغوط مالية كدفع الإيجار وشراء الطعام والحاجيات الأساسية، حتى اضطرت بعضهن إلى إرسال أطفالهن للعمل للمساعدة في تحمل أعباء المعيشة.

-وعلى الرغم من المساعدات المالية والتموينية التي تقدمها منظمات الإغاثة فإنها قد لا تكفي الجميع في كافة بلدان اللجوء. ضعف المساعدات الإنسانية في لبنان مثلاً أدى إلى توقف الحصة الغذائية أو انخفاضها إلى 0.72 دولاراً في اليوم وهذا يعتبر أدنى من معدل الفقر المحدد من قبل الأمم المتحدة والذي يبلغ 1.90 دولار.

-كما تواجه اللاجئات السوريات في لبنان خطر التحرش أو الاعتداء الجنسي والاستغلال وهن غير قادرات على طلب المساعدة من السلطات لأنهن يفتقرن للأوراق الثبوتية من إقامة وإذن عمل حيث فرضت الدولة اللبنانية مزيداً من القيود على استصدار هذا الأوراق. ومن لم تستطع استصدار الوثائق لتعطي إقامتها الصفة الشرعية، تعيش في خوف من خطر الاعتقال أو التهجير إلى سورية.  

-أما في مخيم الزعتري تحصل النساء على فرص عمل أقل من الرجال. وتدل إحصاءات في مخيمي الزعتري والأزرق في الأردن على أن الرجال يحصلون على 76 في المئة من الوظائف. لكن بعض منظمات الإغاثة تسعى إلى تحقيق مناصفة في الوظائف بين الرجال والنساء.

- وتبرز برامج عدة لتمكين النساء من تحسين أوضاعهن، ومنها مبادرة أويسيس (الواحة) في الزعتري التي تؤمن مساحات للنساء والفتيات لتعلم العربية والإنكليزية ودروس خياطة وكومبيوتر كمصادر لكسب الدخل. ويرتاد هذه الدورات التي بدأت منذ عام 2012، حوالي 5000 امرأة وفتاة كل شهر، وبعضهن استطاع كسب الرزق عن طريق المشاريع الصغيرة بتمويل منظمة اليونيسف إذ تعمل كل منهن على حياكة ملابس للأطفال أو لباس مدرسي للذكور والإناث، ثم تقوم بيع منتجاتها.

-ولا تزال بعض النازحات تأملن بالعودة إلى سورية عندما يعود السلام إليها.

العراقيات بين النزوح واللجوء

ويقدر وجود حوالي 26 ألف نازحة عراقية في الأردن من أصل العدد الإجمالي للنازحين وهو 54,586 نازحاً بحسب إحصائية مفوضية اللاجئين في آذار/مارس 2016 من مختلف المحافظات العراقية.

ويعيش العراقيون في محافظات أردنية عدة، وغالبية الأشخاص المسجلين في مفوضية اللاجئين يعيشون في العاصمة عمّان.

- ازدادت موجات النزوح الداخلي في العراق مع تزايد وتيرة عمليات تحرير المدن العراقية من داعش. وقد لا يكون هناك إحصائيات دقيقة حول عدد النساء في المخيمات لأن بعض العوائل عادت إلى مناطقها بعد التحرير. ولكن تلقت النازحات داخلياً مساعدات عدة وبخاصة خلال فترات المعارك التي شنتها القوات العراقية لتحرير مدنهم من داعش، ونزحت العديد منهن وعائلاتهن باتجاه المخيمات.

-صحياً، كان هناك فرق نسائية من منظمة أطباء بلا حدود لتشجيع النساء على الذهاب إلى المراكز الطبية التي تشرف عليها المنظمة.

-وتعمل منظمة الإغاثة الدولية على تمكين المرأة وتشمل برامجها 500 امرأة نازحة اقتصادياً عبر توفير نظام رصيد وتحسين مهاراتهم للعمل وربطهم بأسواق ملائمة.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.