نساء هاربات من الموصل يصلن إلى مخيمات النزوح شرق المدينة/إرفع صوتك
نساء هاربات من الموصل يصلن إلى مخيمات النزوح شرق المدينة/إرفع صوتك

أربيل - بقلم متين أمين:

"حياتنا نحن النساء الموصليات تدمرت مع سيطرة تنظيم داعش على مدينتنا"، تقول هدى محمد في حديث لموقع (إرفع صوتك).

نزحت هدى منذ نحو شهرين من حي البكر في الجانب الأيسر من مدينة الموصل إلى مخيم الخازر شرق المدينة. "أصبحنا نعيش أوضاعا صعبة. أزواجنا فقدوا العمل، وأطفالنا حرموا من المدرسة. أصبحنا مشردين في المخيمات".

قبل الاحتلال كانت هدى موظفة في إحدى الشركات الأهلية، وتروي أن الجماعات الإرهابية التي سيطرت على مدينة الموصل منذ عام 2003، وكان آخرها تنظيم داعش، قيدت المرأة بمجموعة من القوانين والشرائع المصطنعة. فبدأوا بفرض النقاب على جميع الفتيات والنساء في المدينة ومنعوهن من ممارسة العمل والدراسة، وهددوا النساء الصحفيات والناشطات. ووصل الأمر إلى ذروته بعد أن احتل داعش المدينة صيف سنة 2014 و "جعلنا في سجن كبير لأكثر من عامين ونصف".

تأثرت النساء في مناطق سيطرة تنظيم داعش بظروف قاسية وأحكام أعادت تلك المدن قرونا إلى الوراء. فأعاد داعش أسواق النخاسة الخاصة ببيع السبايا، مثلما حدث للآلاف من النساء والفتيات الأيزيديات، ولحقها أحكام جائرة مثل الرجم والتعذيب والتضييق.

وتتذكر هدى "أصبحنا نحن النساء في ظل داعش مثل دمية لا تمتلك أي حقوق، وليس لها أي موقع في المجتمع سوى ممارسة الجنس وإعداد الطعام والبقاء في المنزل. من بقين لقين مصيرا دمويا. لذا لا أريد العودة إلى الموصل مرة أخرى".

من قبل داعش

وترى الناشطة نياز عبدالله من مدينة أربيل أن أوضاع النساء في العراق بل احتلال داعش للموصل لم تكن جدية أصلا. "تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية كان لهم تواجد في العراق بأشكال مختلفة، مما جعل أوضاع المرأة أكثر تدهورا من ناحية الحقوق والحريات".

ولم تكن المناطق التي لم تقع تحت سيطرة داعش بمنأى عن تأثيرات التنظيم، حسب قول عبدالله، حيث جرت "مراجعة" لتعاملات ورؤية الدين الإسلامي للمرأة باتجاهين منفصلين، "الأول تمثل بالمجموعات المتطرفة القريبة والمائلة نحو التنظيمات الإرهابية، حيث شدد هذا الاتجاه على تقييد المرأة وأسس الحريات".

والثاني "كان عكس الاتجاه الأول، بدعوته إلى مواجهة المخاطر التي يشكلها عدد من المنابر ورجال الدين المتطرفين على المجتمع والرد عليهم بهدف وضع حد لهم".

لكن المواطنة شكرية حميد، (40 عاما) وهي موظفة في مدينة أربيل، فتقول لموقع (إرفع صوتك) إن "القيود التي فرضها داعش على النساء في المناطق الخاضعة له ستستمر حتى بغياب التنظيم، وهذا أما عن طريق اعتياد الناس عليها أو استمرار  فعله خوفا من عودة داعش والجماعات الإرهابية إلى هذه المناطق مرة أخرى".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

من عروض مسرح الدمى في الموصل
من عروض مسرح الدمى في الموصل

تسعى مؤسسة "السلام المستدام" وهي مؤسسة عراقية غير حكومية، عبر استخدام مسرح الدمى الى إعادة تأهيل الأطفال في الموصل وتخليص أذهانهم من الاثار النفسية للحرب والدمار.

وأطلقت المؤسسة في 5 سبتمبر الحالي مبادرة "مسرح الدمى" التطوعية عبر عرض مسرحي للدمى بالتعاون مع المخرج عادل العمري، بمشاركة أكثر 50 طفلاً تراوحت أعمارهم ما بين 5-12 عاما، وشملت المبادرة التي نظمت في الجانب الأيمن من الموصل تقديم مجموعة من النشاطات الفنية للأطفال المشاركين وجميعهم من وجميعهم من جانب المدينة، الذي مازال يعاني من دمار الحرب.

ويقول مدير مكتب مؤسسة "السلام المستدام" في مدينة الموصل، مهند حازم محمد، لـ"ارفع صوتك" أن فكرة المبادرة هي لـ"نشر السلم المجتمعي والتماسك المجتمعي عن طريق البذرة الأولى وهي الأطفال، لذلك هذه المبادرة تعمل على تنمية قدرات الأطفال وتوعيتهم عبر الاهتمام بالبيئة التي يعيشون فيها بشكل عام والاماكن المخصصة للعب بشكل خاص"، مشيرا الى أن المؤسسة تهدف الى صناعة مسرح ثابت للدمى داخل مقرها أو مقر مركز قليتا للتنوع الثقافي، التابع للمؤسسة الواقع في الجانب الأيمن من الموصل.

وعاش أطفال الموصل أوضاعا إنسانية صعبة في ظل الخوف والجوع  خلال أكثر من 3 سنوات من سيطرة تنظيم داعش على مدينتهم، ومازالت مخيلة الأطفال الذين عاصروا التنظيم تحتفظ بمشاهد القتل والتعذيب، الذي كان مسلحو داعش ينفذونها في الموصل ضد أهالي المدينة والمناهضين لـ"داعش"، الى جانب عمل التنظيم الإرهابي  عبر مكاتبه الإعلامية التي كانت منتشرة في احياء المدينة  على نشر فكره بين الأطفال وغسل ادمغتهم، ولم تتوقف مأساة الأطفال هنا، بل زادت عمقا وسط الدمار الذي خلفه التنظيم والمعارك التي شهدتها المدينة للتخلص منه. وكانت للموصل القديمة من اعمال التدمير حصة الأسد لأن المعارك النهائية لتحرير المدينة تركزت فيها.

فريق مسرح الدمى في مؤسسة "السلام المستدام"

ويوضح محمد أسباب تركيز المبادرة على الموصل القديمة، "استهدفت المبادرة المدينة القديمة وتحديدا حي سوق الشعارين المحاذي لجامع النبي جرجيس لان هذه المنطقة عانت ما عانته من دمار ولا توجد فيها ساحات أو مناطق مخصصة للعب الأطفال. تحتوي فقط شوارع، وغالبا أطفال هذه المنطقة يلعبون في الشوارع، لذلك ركزنا على موضوع لعب الأطفال في الأماكن الآمنة".

وتستعد المؤسسة حاليا لتنظيم 3 عروض مسرحية أخرى ضمن مبادرة مسرح الدمى، يشمل الأول التوعية بالنظافة الشخصية، والثاني موضوع القلم والممحاة الذي يحتوي على رسائل حول اهمية الكتابة والقراءة بالنسبة للطفل، واما الثالث سيكون عن النزوح وتأثيره على تنشئة الأطفال وفهم أهمية الاهتمام بالآخرين والاهتمام بالعائلة والقيم وبر الوالدين.

 وتعمل المؤسسة على ترسيخ ثقافة السلم المجتمعي من خلال عرض مسرحيات دمى، التي تهتم مواضيعها بالتعايش السلمي والسلم المجتمعي ونبذ خطاب الكراهية والعنف.

ويضيف محمد "نخطط لمسرح ثابت بأدوات ثابتة وبالتعاون مع أكاديميين متخصصين في مجال مسرح الدمى لتوعية هذا الجيل كي نبدأ بداية صحيحة للنهوض بواقع المدينة وحماياتها من أي فكر يؤذيها ويدمرها".

ويؤكد محمد على أن مشروع المسرح الثابت سيتضمن تصوير مسرحيات الدمى التي تعرض، ومن ثم نشرها على الانترنت ليشاهدها الأطفال في كافة أنحاء العالم وليس فقط الموصل، و"يرى العالم أن هذه المدينة التي كانت منكوبة قادرة على الرجوع لدورها الأساسي".

وفي منتصف يوليو عام 2017 عندما كانت معارك تحرير مدينة الموصل تقترب من الانتهاء، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة " اليونيسف" في بيان أن "جراح الأطفال الجسدية والنفسية العميقة سوف تستغرق وقتاً أطول لتلتئم. وقد تكبد نحو 650,000 طفل من الصبيان والبنات الذين عاشوا كابوس العنف في الموصل، ثمناً باهضاً وعانوا الكثير من الأهوال على مدى 3 سنوات".

وتؤكد المتخصصة في علم النفس هاجر العبدالله الزبيدي، على أن مبادرة مسرح الدمى ولعب الأطفال يعززان من قدرة الطفل على فهم البيئة المحيطة به.

وتضيف الزبيدي لـ"ارفع صوتك": "لهذه النشاطات تأثير كبير جدا يُسهم في تقوية ثقة الطفل بنفسه وبقدرته على حلّ المشاكل التي يمكن أن تعترض سبيله لوحده من خلال مساعدة دميته والتفاعل مع البيئة التي يعيش فيها".

وتشير الزبيدي الى حاجة أطفال الموصل للدعم والمساعدة من أجل التخلص من الصدمات التي تعرضوا لها والتخلص من الماضي واثاره وهذا يكون "عبر إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع عبر مجموعة من الوسائل كممارسة الألعاب ومنها الدمى ومشاهدة المسرحيات وغيرها من الوسائل الترفيهية".