مقاتل عراقي يطلق النار على طائرة مسيرة لداعش في حي الرفاق بالموصل/وكالة الصحافة الفرنسية
مقاتل عراقي يطلق النار على طائرة مسيرة لداعش في حي الرفاق بالموصل/وكالة الصحافة الفرنسية

متابعة علي قيس:

قتل الثلاثاء، 14 شباط/فبراير، أربعة أطفال في الساحل الأيسر من مدينة الموصل في هجمات بقنابل يدوية.

وقال مواطن موصلي من سكنة منطقة "كراج الشمال" وسط الساحل الأيسر لموقع (إرفع صوتك) إن "مسلحين يستقلون سيارة مسرعة ألقوا قنابل يدوية بشكل عشوائي على المدنيين في الحي الذي يقطنه، ما أدى إلى وفاة الأطفال الأربعة وجرح آخرين".

ويستمر تنظيم داعش بشن هجماته المسلحة بهدف الحفاظ على آخر معاقل تواجده في الساحل الأيمن، ومحاولة إعاقة تنفيذ القوات الأمنية للصفحة الثانية من عمليات تحرير المدينة من سيطرته.

فيما اعتبرت قيادة العمليات المشتركة هجمات داعش محدودة هدفها الدعاية، مستبعدة بحسب المتحدث باسمها العميد يحيى الزبيدي تمكن عناصر التنظيم من مسك الأرض.

ونقل شهود عيان لموقع (إرفع صوتك) آخر الأحداث التي شهدتها مدينة الموصل، يقولهم:

  • كفّر أئمة المساجد في الساحل الأيمن، الذين يدينون بالولاء لتنظيم داعش ويعبرون عن مواقفه، أهالي الساحل الأيسر، ووصفوهم بالمرتدين كونهم تعاونوا مع القوات الأمنية، ودعوا إلى قتلهم دون استثناء. وفي المساجد ذاتها تعالت الأصوات متحدثة عن فتح طريق شمال غرب المدينة يمكن من خلاله الهروب نحو الحدود السورية.
  • تمّ تعليق الدوام الرسمي لمعظم مدارس الجانب الأيسر مؤقتاً بسبب استهداف الطائرات المسيرة التي يطلقها التنظيم الإرهابي للمدارس، ويأتي هذا الاجراء حفاظا على سلامة الطلبة والكوادر التعليمية.
  • إصابة أربعة مدنيين بجروح إثر انفجار قنبلة القتها طائرة مسيرة تابعة لتنظيم داعش على منطقة النبي يونس شرقي الموصل، حيث صعّد التنظيم المتطرف من هجماته باستخدام هذه الطائرات مستهدفا تجمعات المدنيين.
  • تداول ناشطون موصليون على مواقع التواصل الاجتماعي معلومات جديدة تفيد بأن طائرات داعش المسيّرة يتم قيادتها من داخل الساحل الأيسر، وهذا ساعد داعش على التحليق بها لمسافات بعيدة، مطالبين القوات الأمنية القيام بإجراءات عاجلة لتأمين الساحل المحرر.
  • كثفت القوات الأمنية من قصفها الجوي للساحل الأيمن في الموصل تمهيداً لتحريره، واستهدف القصف مقرات تجمع لعناصر التنظيم ومخازن لأسلحته.
  • بحسب شهود عيان فقد قام تنظيم داعش بإحراق سبعة أشخاص من أهالي الجانب الأيمن بتهمة التخابر.
  • انتشار مقاتلي الحشد الشعبي في عدد من الأحياء المحررة في الساحل الأيسر من الموصل إلى جانب القوات الأمنية، وأبرز الفصائل المنتشرة، هي "الحشد الشبكي" في أحياء الكرامة والكوكجلي، و"حشد شمر" في مناطق أخرى من الساحل.
  • ارتفاع الإصابات بالأمراض بين الأطفال في مخيمات النازحين نتيجة البرد القارس وشحة الوقود في تلك المخيمات.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.