قوات عراقية في قرية البو سَيف جنوب الموصل/وكالة الصحافة الفرنسية
قوات عراقية في قرية البو سَيف جنوب الموصل/وكالة الصحافة الفرنسية

المصدر - موقع الحرّة:

استعادت القوات العراقية الخميس، 23 شباط/فبراير، مطار الموصل من سيطرة تنظيم داعش بالكامل بحسب ما أفاد به التلفزيون العراقي، فيما أشار مصدر أمني إلى أن اشتباكات عنيفة تدور في محيط المطار لملاحقة العناصر الفارة بعد إلقاء القبض على العشرات بينهم قياديون.

وقال قائد عمليات نينوى اللواء نجم عبد الله الجبوري لـ"راديو سوا" إن عناصر داعش فروا من المنطقة، وإن القوات العراقية تواصل توغلها في أطراف المدينة. 

وأضاف أن القوات العراقية اقتحمت صباح الخميس منطقتيْ تل الرمان والمأمون في الجانب الأيمن للموصل، بالتزامن مع اقتحام مطار الموصل ومعسكر الغزلاني.​

وكشف الجبوري أن قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، مهَّدت الأربعاء للتقدم المسجل الآن من خلال استهدافها مواقع داعش بـ50 ضربة جوية ما أضعف قدرات التنظيم.​

أفاد التلفزيون العراقي الرسمي بأن القوات العراقية اقتحمت الخميس مطار الموصل الدولي في إطار الجهود الرامية إلى استعادة الأراضي التي يحتلها داعش في الجانب الغربي من المدينة.

وذكر التلفزيون أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب اقتحمت هي الأخرى معسكر الغزلاني القريب من المطار، ونقل تصريحات للمتحدث باسم الجهاز صباح النعمان قال فيها "باشرت قواتنا صباح اليوم عملية اقتحام مطار الموصل ومعسكر الغزلاني لطرد إرهابيي داعش. نستطيع القول إن المطار ساقط عسكريا ونحتاج وقتا قصيرا للسيطرة عليه كليا".

ونشر حساب جهاز مكافحة الإرهاب على تويتر تغريدة أعلن فيها اقتحام مطار الموصل ومعسكر الغزلاني.​​

​​

وكانت القوات العراقية قد تمكنت من تحقيق تقدم سريع باتجاه الشطر الغربي للموصل بعد استعادة قرية البو سَيف. 

بدأت القوات العراقية الخميس بدعم جوي من طائرات حربية وأخرى مسيرة هجوما ضد مطار الموصل في خطوة رئيسية لاستهداف معاقل تنظيم داعش في الجانب الغربي من المدينة.

وتوجهت قوافل من القوات بينها الشرطة الاتحادية والرد السريع التابع لوزارة الداخلية نحو المطار المهجور حاليا والواقع إلى الجنوب من مدينة الموصل، ومازال تحت سيطرة تنظيم داعش.

وأطلقت القوات العراقية قذائف الهاون فيما قامت طائرات مروحية وأخرى مقاتلة بتطهير الطريق أمام القوات المتقدمة.

وقال العميد عباس الجبوري من قوات الرد السريع التي أصبحت على بعد حوالى كيلومترا واحد عن المطار "سنصل إليه اليوم بإذن الله" في إشارة إلى مطار الموصل.

ويأتي هجوم الخميس في إطار عملية أطلقتها القوات العراقية الأحد لاستعادة السيطرة على الجانب الغربي من مدينة الموصل.

وتواصل القوات العراقية تضييق الخناق منذ أربعة أيام على المطار ولم يعرف حتى الآن عدد المتشددين المتواجدين للدفاع عن مواقعهم داخله، لكن مسؤولين أميركيين أشاروا الاثنين إلى وجود ألفي مسلح في الموصل حاليا.

ومن المتوقع أن تقوم القوات العراقية التي تستعد على أكثر من محور، باقتحام الجانب الغربي من الموصل خلال الأيام القليلة القادمة.

وتلعب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة دورا رئيسيا في دعم القوات العراقية من  خلال ضربات جوية ومستشاريها على الأرض، فيما تتقدم الخميس قوات أميركية بآليات مدرعة إلى جانب القوات العراقية باتجاه المطار.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

من عروض مسرح الدمى في الموصل
من عروض مسرح الدمى في الموصل

تسعى مؤسسة "السلام المستدام" وهي مؤسسة عراقية غير حكومية، عبر استخدام مسرح الدمى الى إعادة تأهيل الأطفال في الموصل وتخليص أذهانهم من الاثار النفسية للحرب والدمار.

وأطلقت المؤسسة في 5 سبتمبر الحالي مبادرة "مسرح الدمى" التطوعية عبر عرض مسرحي للدمى بالتعاون مع المخرج عادل العمري، بمشاركة أكثر 50 طفلاً تراوحت أعمارهم ما بين 5-12 عاما، وشملت المبادرة التي نظمت في الجانب الأيمن من الموصل تقديم مجموعة من النشاطات الفنية للأطفال المشاركين وجميعهم من وجميعهم من جانب المدينة، الذي مازال يعاني من دمار الحرب.

ويقول مدير مكتب مؤسسة "السلام المستدام" في مدينة الموصل، مهند حازم محمد، لـ"ارفع صوتك" أن فكرة المبادرة هي لـ"نشر السلم المجتمعي والتماسك المجتمعي عن طريق البذرة الأولى وهي الأطفال، لذلك هذه المبادرة تعمل على تنمية قدرات الأطفال وتوعيتهم عبر الاهتمام بالبيئة التي يعيشون فيها بشكل عام والاماكن المخصصة للعب بشكل خاص"، مشيرا الى أن المؤسسة تهدف الى صناعة مسرح ثابت للدمى داخل مقرها أو مقر مركز قليتا للتنوع الثقافي، التابع للمؤسسة الواقع في الجانب الأيمن من الموصل.

وعاش أطفال الموصل أوضاعا إنسانية صعبة في ظل الخوف والجوع  خلال أكثر من 3 سنوات من سيطرة تنظيم داعش على مدينتهم، ومازالت مخيلة الأطفال الذين عاصروا التنظيم تحتفظ بمشاهد القتل والتعذيب، الذي كان مسلحو داعش ينفذونها في الموصل ضد أهالي المدينة والمناهضين لـ"داعش"، الى جانب عمل التنظيم الإرهابي  عبر مكاتبه الإعلامية التي كانت منتشرة في احياء المدينة  على نشر فكره بين الأطفال وغسل ادمغتهم، ولم تتوقف مأساة الأطفال هنا، بل زادت عمقا وسط الدمار الذي خلفه التنظيم والمعارك التي شهدتها المدينة للتخلص منه. وكانت للموصل القديمة من اعمال التدمير حصة الأسد لأن المعارك النهائية لتحرير المدينة تركزت فيها.

فريق مسرح الدمى في مؤسسة "السلام المستدام"

ويوضح محمد أسباب تركيز المبادرة على الموصل القديمة، "استهدفت المبادرة المدينة القديمة وتحديدا حي سوق الشعارين المحاذي لجامع النبي جرجيس لان هذه المنطقة عانت ما عانته من دمار ولا توجد فيها ساحات أو مناطق مخصصة للعب الأطفال. تحتوي فقط شوارع، وغالبا أطفال هذه المنطقة يلعبون في الشوارع، لذلك ركزنا على موضوع لعب الأطفال في الأماكن الآمنة".

وتستعد المؤسسة حاليا لتنظيم 3 عروض مسرحية أخرى ضمن مبادرة مسرح الدمى، يشمل الأول التوعية بالنظافة الشخصية، والثاني موضوع القلم والممحاة الذي يحتوي على رسائل حول اهمية الكتابة والقراءة بالنسبة للطفل، واما الثالث سيكون عن النزوح وتأثيره على تنشئة الأطفال وفهم أهمية الاهتمام بالآخرين والاهتمام بالعائلة والقيم وبر الوالدين.

 وتعمل المؤسسة على ترسيخ ثقافة السلم المجتمعي من خلال عرض مسرحيات دمى، التي تهتم مواضيعها بالتعايش السلمي والسلم المجتمعي ونبذ خطاب الكراهية والعنف.

ويضيف محمد "نخطط لمسرح ثابت بأدوات ثابتة وبالتعاون مع أكاديميين متخصصين في مجال مسرح الدمى لتوعية هذا الجيل كي نبدأ بداية صحيحة للنهوض بواقع المدينة وحماياتها من أي فكر يؤذيها ويدمرها".

ويؤكد محمد على أن مشروع المسرح الثابت سيتضمن تصوير مسرحيات الدمى التي تعرض، ومن ثم نشرها على الانترنت ليشاهدها الأطفال في كافة أنحاء العالم وليس فقط الموصل، و"يرى العالم أن هذه المدينة التي كانت منكوبة قادرة على الرجوع لدورها الأساسي".

وفي منتصف يوليو عام 2017 عندما كانت معارك تحرير مدينة الموصل تقترب من الانتهاء، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة " اليونيسف" في بيان أن "جراح الأطفال الجسدية والنفسية العميقة سوف تستغرق وقتاً أطول لتلتئم. وقد تكبد نحو 650,000 طفل من الصبيان والبنات الذين عاشوا كابوس العنف في الموصل، ثمناً باهضاً وعانوا الكثير من الأهوال على مدى 3 سنوات".

وتؤكد المتخصصة في علم النفس هاجر العبدالله الزبيدي، على أن مبادرة مسرح الدمى ولعب الأطفال يعززان من قدرة الطفل على فهم البيئة المحيطة به.

وتضيف الزبيدي لـ"ارفع صوتك": "لهذه النشاطات تأثير كبير جدا يُسهم في تقوية ثقة الطفل بنفسه وبقدرته على حلّ المشاكل التي يمكن أن تعترض سبيله لوحده من خلال مساعدة دميته والتفاعل مع البيئة التي يعيش فيها".

وتشير الزبيدي الى حاجة أطفال الموصل للدعم والمساعدة من أجل التخلص من الصدمات التي تعرضوا لها والتخلص من الماضي واثاره وهذا يكون "عبر إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع عبر مجموعة من الوسائل كممارسة الألعاب ومنها الدمى ومشاهدة المسرحيات وغيرها من الوسائل الترفيهية".