بقلم خالد الغالي:
تمكنت القوات العراقية من استعادة الجانب الأيسر من مدينة الموصل (مركز محافظة نينوى شمال العراق) بعد أربعة أشهر من المعارك. لكن المعركة الأكبر تنتظرها في الجانب الأيمن للمدينة، حيث تتركز قوة تنظيم داعش، ويتعقد الموقف بوجود قرابة 800 ألف مدني على خط النار.
الأهمية الاستراتيجية:
يقع الجانب الأيمن لمدينة الموصل جغرافيا غرب نهر دجلة، ويخرج منه الطريق الرئيسي الرابط بين مركز محافظة نينوى والحدود السورية (مقطوع من قبل الحشد الشعبي حاليا). وهو أكبر تجمع سكاني ما يزال يسيطر عليه داعش في العراق.
يضم هذا الجانب أهم معاقل داعش في حيي اليرموك و17 تموز، وكذا المباني والمواقع الحكومية التي سيطر عليها عند دخوله المدينة في حزيران/يونيو 2014. وباستعادة الجانب الأيمن، لن تبقى في يد داعش أي مركز محافظة عراقية أو مدينة بهذا الحجم، إذ سينحصر وجوده في بعض الجيوب المتفرقة (أقضية الحويجة في كركوك، تلعفر في نينوى، عنة وراوة في الأنبار...إلخ). وعمليا، يعني فقدان الجانب الغربي انهيار فكرة "الدولة الإسلامية"، التي كانت الموصل نفسها نقطة إعلانها.
المساحة:
الجانب الأيمن أصغر مساحة من الجانب الأيسر، ولا تتجاوز مساحته 40 في المئة من المساحة الإجمالية للموصل. ومع ذلك فهو يضم أكثر من نصف أحياء المدينة (99 حيا ومنطقة سكنية من أصل 183).
الكثافة السكانية:
الموصل ثاني أكبر مدينة عراقية من حيث السكان بعد العاصمة العراقية بغداد. ويتميز الجانب الغربي بكثافته السكانية العالية، حيث تقدر الأمم المتحدة عدد السكان المتبقين فيه بحوالي 800 ألف نسمة، قرابة نصفهم من الأطفال. وتتوقع المنظمة الدولية أيضا نزوح 250 ألف شخص بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية، علما أنه نزح لحد الساعة 30 ألف شخص. عسكريا، ستعقد الكثافة السكانية العالية في الجانب الغربي كثيرا من مأمورية القوات العراقية وستحد من قدرتها على استخدام الأسلحة الثقيلة.
العمران:
الجانب الأيمن هو أصل مدينة الموصل، ويطلق على بعض أحيائه الموصل القديمة. يمتاز بأحيائه العتيقة وتقارب مساكنه وضيق أزقته، وهي مؤشرات سلبية بالنسبة لحركة الدبابات والعربات الكبيرة. على الأرض، قد تتحول المعارك في الساحل الأيمن إلى حرب شوارع، ما يعني أن الجنود العراقيين سيكونون أمام خطر العبوات الناسفة والسيارات المفخخة والعمليات الانتحارية والطائرات المسيرة، إضافة إلى القناصة. كما أن القوات العراقية لن يكون بإمكانها الاعتماد الكثيف على القصف الجوي والمدفعي، لكثافة المباني السكنية وتقاربها الشديد.
أهم المواقع:
إضافة إلى قرابة 100 حي ومنطقة سكنية، يضم الجانب الأيمن أهم المباني الحكومية (حوالي 20 دائرة حكومية)، وعلى رأسها مبنى مجلس محافظة نينوى، ومطار الموصل الدولي ومعسكر الغزلاني اللذين استعادتهما القوات العراقية، إضافة إلى المقر الرئيسي لمحكمة نينوى ومديرية الشرطة وقيادة عمليات نينوى.
وتؤكد تقارير صحافية أنه يضم أيضا سبعة مستشفيات كبرى، على رأسها مستشفى الموصل العام، و15 مركزا صحيا، إضافة إلى كلية طب الموصل وهي من أقدم كليات الطب وأرقاها علميا في العراق. أما عن الأحياء الاستراتيجية، فهي الفاروق، باب الجديد، الزنجلي، السرجخانة، باب السراي. ويضم الجانب الأيمن أيضا عددا هائلا المساجد على رأسها جامع النوري الكبير الذي أطل منه زعيم داعش أبو بكر البغدادي في أول ظهور علني له بعد احتلال المدينة في العاشر من حزيران/ يونيو 2014.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659