عناصر شرطة سويدية خارج قصر العدل أثناء مثول منفذ الاعتداء للعدالة/وكالة الصحافة الفرنسية
عناصر شرطة سويدية خارج قصر العدل أثناء مثول منفذ الاعتداء للعدالة/وكالة الصحافة الفرنسية

إعداد إلسي مِلكونيان:

لم تعد التفجيرات الإرهابية مقتصرة على مناطق تواجد داعش وغيره من التنظيمات المتطرفة في العراق وسورية. فقد توسعت رقعة الإعتداءات الإرهابية لتشمل دولاً مختلفة في العالم، وتسببت بمقتل العديد من الأشخاص وروّعت مجتمعات كثيرة.

ونستطلع هنا أبرز الإعتداءات خلال 100 يوم الأولى من عام 2017:

9 نيسان/أبريل: تفجير الكنائس في طنطا والإسكندرية

تبنى تنظيم داعش تفجيرين استهدفا كنيستين للأقباط، الأولى في مدينة طنطا والثانية في الإسكندرية بمصر. وأسفر الأول عن مقتل 25 شخصاً، بينما أوقع الثاني ثمانية قتلى وعدداً كبيراً من المصابين. وأعلنت السلطات المصرية بعدها عن حالة طوارئ لمدة ثلاثة أشهر "لحماية مصر والحفاظ عليها".

7 نيسان/أبريل: دهس المارة في ستوكهولم

دهس مهاجم أوزبكي، يدعى رخمت أكيلوف، مجموعة من المارة في أحد شوارع العاصمة السويدية ستوكهولم وانتهى به الأمر إلى الاصطدام بواجهة متجر كبير. وأسفرت هذه العملية عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 15 آخرين. وكان المهاجم قد تقدم بطلب اللجوء إلى السويد في 2014 لكن طلبه قوبل بالرفض. وتجري التحقيقات الآن لكشف الملابسات عن تورط مشتبه به ثانٍ ولا ترغب السلطات حالياً بالإفصاح عن شخصيته.

3 نيسان/أبريل: تفجير مترو سان بطرسبورغ

قتل 11 شخصاً وأصيب 45 آخرون بتفجير عبوة ناسفة في عربة قطار في أنفاق مترو مدينة سان بطرسبورغ الروسية التاريخية، نفذه جون جليلوف وهو من مواطني جمهورية قيرغيزستان.

23 آذار/مارس: اعتداء ويستمينستر

قام خالد مسعود وهو إنكليزي المولد، بدهس عدد من المشاة بسيارته على جسر ويستمينستر المؤدي إلى مقر البرلمان وإلى برج ساعة بيغ بين في العاصمة البريطانية لندن. من ثم ترجل منها ليطعن شرطياً، يدعى كيث بالمر، بسكين أمام مقر البرلمان البريطاني المجاور للجسر. وأسفر الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 29 آخرين.

15 آذار/مارس: تفجير تكريت

تسبب انفجار سيارة يقودها انتحاري وسط مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، بمقتل سبعة أشخاص وإصابة 24 آخرين واحتراق أكثر من 20 سيارة وأضرار مادية أصابت المحال التجارية.

27 شباط/فبراير: تفجير مقر للشرطة في قسنطينة

قام انتحاري بتفجير حزامه الناسف مستهدفاً مركزاً للشرطة في مدينة قسنطينة شرق الجزائر مما أسفر عن إصابة عدد من رجال الأمن والمدنيين ومقتل منفذ الهجوم بعد أن أطلق أحد رجال الأمن النار عليه.

2 شباط/فبراير: تفجير في مدينة الباب

نفذ انتحاري يقود سيارة مفخخة تفجيراً وسط تجمع كبير في منطقة أمنية شمال غرب مدينة الباب السورية أسفر عن مقتل 77 شخصاً بينهم 41 مدنياً وأصيب عشرات الأشخاص بجروح.

تفجيرات أخرى في العراق

كان نصيب العاصمة العراقية من التفجيرات الإرهابية أكبر من غيرها من المدن خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام.

ففي 2 كانون الثاني/يناير انفجرت ثلاث عبوات ناسفة في مدينة الصدر شمال غرب العاصمة ما تسبب بسقوط 32 شخصاً وإصابة 60 آخرين بجروح.

أما في 20 آذار/مارس، تسبب انفجار سيارة مفخخة في منطقة حي العامل بمقتل 23 شخصاً وإصابة 45 آخرين بجروح.

وقام تنظيم داعش الإرهابي بعدة هجمات مستهدفاً مناطق بيجي والشرقاط وجبال حمرين في محافظة صلاح الدين ولعدة مرات خلال الفترة المنصرمة من العام الجاري، بهدف ترويع الأهالي وإرهاب البلاد ومؤسساتها.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.