سيدة أعمال
سيدة أعمال

بغداد –دعاء يوسف:

رغم أن نسب البطالة لم تتجاوز نسبة 11 في المئة حتى العام 2012، حسب المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط والإنماء العراقية عبد الزهرة الهنداوي، إلا أن التوقعات المسجلة حتى الآن تشير إلى ارتفاعها بسبب الظروف الأمنية والسياسية والاجتماعية غير المستقرة في البلاد.

ومثلما يؤثر هذا الارتفاع على فرص عمل الرجال، فإن تأثيره سيكون بشكل مضاعف على المرأة التي تعاني أصلا من قلة فرص العمل لأسباب كثيرة ومنها القيود الاجتماعية.

سوق العمل

وفي محاولة لحض النساء على خوض غمار تجربة العمل الخاص، تقول مسؤولة جمعية سيدات الأعمال العراقية للتطوير الاقتصادي زينب الحسني، 40 عاماً، إنّ "سوق العمل في البلاد تحتاج إلى امرأة تتحلى بالإصرار كي تتمكن من تحدي الصعاب التي تواجهها".

ففي العام 2009 قررت هذه السيدة الدخول إلى سوق العمل بعدما انفصلت عن زوجها بسبب الخلافات الكثيرة. كان حلمها النجاح بعملها حتى تثبت للجميع أن المرأة تستطيع العمل حتى دون مساندة شريكها الرجل. فبدأت بمهمة تعقيب الوثائق المتعلقة بتسجيل الوكالات لمختلف الشركات حتى تطور عملها وافتتحت شركة تجارية بإدارتها. ثم قررت العمل بالتجارة حالها حال هذه الشركات.

وتعتقد السيدة أن نجاح عمل المرأة في سوق يسيطر عليه الرجل لن يكون بسهولة إذ لم يمكن لها حافزاً يدفعها للسير في هذا الطريق بلا توقف.

المساندة بين النساء

ورغم الصعوبات والعقبات التي تواجه المرأة في سوق العمل، إلا أن زينب تنبري لتوجه من على موقع (إرفع صوتك) بعض النصائح لمن ترغب بأن تكون سيدة أعمال ناجحة في العراق.

فتقول أولا إن "رأس المال قد لا يثمر نجاح المرأة في سوق العمل". لذا فإن تركيز المرأة على هدفها من العمل في هذا المشروع أو ذاك هو من أهم الأمور" .

وتقترح على النساء ما يلي:

- تحديد مجال العمل الذي ترغب في توجيه طاقتها للعمل به.

- إعداد خطة عمل دقيقة والاستعانة بخبرات من سبقوها في هذا المجال.

- الابتعاد عن المجازفات غير الضرورية لأن نتائج نجاحها غير مضمونة والابتعاد عن النزاعات التي قد تتسبب بخلافات وحروب مع رجال الأعمال تحديداً.

- العمل بإصرار بعيداً عن الإحباط والخوف والتصميم على الثقة بالنفس لتجاوز أزمات سوق العمل، وتحديدا نظرة المجتمع السلبية التقليدية المتمثلة بالتقاليد العشائرية المحافظة والهيمنة الذكورية.

-الاعتماد في العمل على اللوائح القانونية والاستشارات التجارية لدعم المشاريع.

-التكاتف والمساندة بين النساء في سوق العمل لتحقيق المزيد من النجاحات.   

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.