بقلم علي قيس:
"بصفتي عراقي بجنسية لم أخترها عندما ولدت، ومن قومية كردية، مضاف لي انتماء دين واسم ولون بشرة... لم أخترها، ككل البشر، فإني مضطر للحياة هنا مع ذكرياتي في هذه الأرض"، هكذا يعلق علي عبد الخالق، كردي الأصل والذي يقطن في العاصمة بغداد، حول رؤيته لقرار الاستفتاء في إقليم كردستان، والتي قد تأتي بـ"نتائج سلبية" على الأكراد الذين يعيشون في مناطق عربية، بحسب ما يتوقعه.
ويقول علي (30 عاما) "التخوف موجود دائماً، لكن ليس من الأصدقاء، دائما الصداقات في العراق عابرة للهويات، برغم الخلافات الحادة لدى زعماء طوائفهم وقومياتهم"، مضيفا في حديث لموقع (إرفع صوتك) "المليشيات هي الخطر الأعم، وأخشى من عودة سيناريوهات كنت أحاول مسحها من ذاكرتي في أعوام الاحتراب الطائفي".
اقرأ أيضاً:
الأكراد الفيليون ومشروع استقلال كردستان العراق
ماذا بعد رفض برلمان العراق للاستفتاء على استقلال كردستان؟
يقطن علي في منطقة شارع فلسطين شرق العاصمة، ويبدي تخوفه بشكل أكبر على أخيه الأصغر، موضحا "خوفي الأكبر بصراحة على من تدل أسمائهم على قومياتهم، من ضمنهم أخي دلشاد".
حتى اللحظة يؤكد الشاب علي عبد الخالق الذي يعمل صحافيا، أنه لم يتعرض أو أصدقاؤه وحتى على مستوى جميع معارفه وأقربائه من الأكراد الذين يسكنون في مناطق عربية إلى مضايقات، سوى من "قبل مجاميع مسلحة وبمسميات مختلفة، تعترضنا أثناء تنقلنا أحيانا بين بغداد وكردستان"، بحسب ما يؤكد علي، لافتا "لكن يحالفنا الحظ بأن مسقط رأسنا مسجل في هوياتنا ببغداد".
لا يأمل الكردي علي أن يغادر بغداد في يوم ما، ويصف الحديث عن ذلك بـ"المخيف"، ويضيف "نحن من العوائل التي تنقلت مكرهة لأكثر من 13 مرة داخل مناطق بغداد منذ عام 2003، ولا أتمنى حدوثه أبداً لأي انسان مهما تكن هويته وقوميته".
ماذا عن العرب في الإقليم؟
ولا يختلف المشهد عند العرب الذين يعيشون في داخل الإقليم عن الكرد في المناطق العربية، "فالخوف من المستقبل المجهول موجود، رغم الوضع المستقر" كما يصف الإعلامي ضياء منعم، المقيم في محافظة السليمانية، مضيفا في حديث لموقعنا "أنا في السليمانية والوضع فيها مستقر مع حذر وترقب، ولا توجد أي مضايقات للعرب".
ترك منعم بغداد قبل نحو 11 عاما، وانتقل للعمل في مجال الصحافة في محافظة السليمانية بإقليم كردستان، متزوج ومستقر تماما في هذه المحافظة.
ويقول "عملي مستقر هنا، وحتى زوجتي تعمل في أحد الدوائر الحكومية التابعة لحكومة الإقليم، كما أني تملكت منزلا في السليمانية، لذا يلازمني القلق من المستقبل".
ما زال الإعلامي ضياء منعم يلتقي بأصدقائه الكرد في المقهى بشكل يومي، كما اعتادوا على ذلك منذ سنوات، ويؤكد أن "أصدقاءه الكرد هم أكثر من العرب، بسبب الـ10 سنوات التي قضاها في السليمانية". ويضيف "نسبة الوعي لدى المجتمع السليماني عالي ويعرفون أن ما يصدر من السياسيين وبعض الناشطين في المواقع الاجتماعي لا يمثل موقف العرب، لذا لم تتأثر علاقتي بأصدقائي".
ولا تخلو الأحاديث التي يتداولها منعم مع أصدقائه في جلسات سمرهم من الجانب السياسي وتحديدا موضوع الاستفتاء وقرار الانفصال، بحسب منعم الذي يقول "الكثير منا يرفض هذه الفكرة، كما يوجد هناك أكراد يرفضونها، لكن أغلبية العرب الموجودين في الإقليم يؤيدون الانفصال".
ويتابع "خصوصا الذين هربوا من داعش ووجدوا الأمان هنا في الإقليم".
ويختتم الإعلامي ضياء منعم حديثه بالقول "أصدقائي يطمئنوني بشكل دائم أنه لن يمس العرب سوء، وأتمنى ذلك".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659