مدخل السوق الكبير في مدينة كركوك/إرفع صوتك
مدخل السوق الكبير في مدينة كركوك/إرفع صوتك

كركوك - محمد عبد الله:

رغم أنها ضربت شخصين حاولا أن يتحرشا بها في سوق مدينة كركوك، إلا أن آية النعيمي (٢٦ عاما) لم تعد تخرج من المنزل لوحدها بعد تلك الحالة وتطالب بتطبيق قانون صارم ضد المتحرشين كي لا تتقيد حرية المرأة وتتمكن من الخروج وممارسة العمل وحياتها الطبيعية حالها حال الرجل.

اقرأ أيضاً:

نساء كركوك يواجهن الصعاب للحصول على فرصة عمل

النساء قادرات على قلب الطاولة على الحركات المتطرّفة

وتشير النعيمي إلى أن قانون العقوبات الذي تسعى الحكومة العراقية الى تفعيله سوف يحد من ظاهرة التحرش المنتشرة بشكل كبير في كركوك والمحافظات الأخرى. وتقول لموقع (إرفع صوتك) "بعض الشباب يستحقون أن يعاقبوا، لأنهم يتحرشون بأي فتاة مهما كان مظهرها. أساليبهم مزعجة جدا، ويستخدمون عبارات نابية وتصرفاتهم صبيانية"، وتصف المتحرشين بـ"ضعف الشخصية".   

بينما يقترح طه الياسين (٢٧ عاما) أن يعاقب المتحرش بتغريمه ماليا، معتبرا سجن المتحرش عقوبة قاسية. ويردف لموقع (إرفع صوتك) "معظم اللوم يقع على الشاب لأن ملابس الفتيات وتصرفاتهن هي حرية شخصية يجب احترامها".

التحرش الالكتروني

اضطرت آمنة كرم (٢٣عاما) أن تغير صورتها الموجودة على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تعرضها للتحرش الإلكتروني.

وتوضح لموقع (إرفع صوتك) "بسبب كثرة الرسائل وطلبات الصداقة، قررت إزالة صورتي ووضعت صورة ممثلة هندية. رغم ذلك تصلني الكثير من الرسائل المزعجة من المتحرشين".

 وتعبر آمنة عن استغرابها فبعض الذين يحاولون التواصل معها إلكترونيا متزوجون ومرتبطيون بفتيات أخريات بشكل رسمي ولديهم صور منشورة مثل صور الزفاف أو الخطوبة.

التحرش من الناحية القانونية

ترى جوان زنكنه، عضوة لجنة المرأة والطفل في مجلس محافظة كركوك، أن القانون العقوبات بحاجة إلى تعديل ليكون أشد. وتُبين لموقع (إرفع صوتك) "بسبب ازدياد حالات التحرش في المحافظات خاصة بغداد، لا بد من تعديل هذه المادة وذلك بوضع عواقب أقسى وأشد للحد من هذه الظاهرة".

وتنص المادة ٤٠٢ من قانون العقوبات ١١١ للعام ١٩٦٩ على أن يُعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر وعقوبة مالية لكل من فعل أمورا مخالفة للآداب من كلا الجنسين أو من تعرض لأنثى في محل عام بقول أو فعل أو إشارة. وتضاعف العقوبة بسجن ٦ أشهر وغرامة مالية في حالة تكرار الجرم خلال فترة عام واحد من الحكم الأول.

وتصف المحامية زينة أشرف القانون بـ"غير الواضح والمطاطي وغير المتناسب مع حجم الجرم". وتؤكد لموقع (إرفع صوتك) "يجب تحديد العقوبة حسب الجرم، ويجب مراعاة نقطة مهمة وهي الأطفال ليس من المعقول التعامل مع البالغين كالأطفال خصوصا أن الضرر المعنوي للطفل أكبر".

وتختتم حديثها بالإشارة إلى أن بعض النساء تعرضن للطلاق بسبب ألفاظ من الباعة في السوق وسماع زوجها لتلك الألفاظ. وتشدد "حينها يصبح الضرر ماديا ومعنويا، حتى في حال تعرضها للتحرش واقدامها على رفع دعوة يجب عليها جلب شاهدين وهذا صعب بسبب التركيبة الاجتماعية لمجتمعنا".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.