قوات البيشمركة في منطقة شمال شرق الموصل - أرشيف
قوات البيشمركة في منطقة شمال شرق الموصل - أرشيف

المصدر - موقع الحرة:

بعد خروج تصريحات لمسؤولين أكراد الجمعة يحذرون فيها من اقتراب بدء عملية عسكرية للقوات العراقية في كركوك، أفادت مصادر عسكرية عراقية بأن العملية بدأت، ولكن قيادة العمليات المشتركة نفت ذلك.

ونفت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة "ما تناقلته بعض وسائل الإعلام" من أخبار عن انطلاق عملية عسكرية جنوب كركوك.

وأكدت أن "قواتنا ما زالت تجري عمليات التطهير والتفتيش والمسك في المناطق المحررة".

​​

​​

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد نقلت عن ضابط برتبة عميد وموجود ضمن القوة المنتشرة جنوب مدينة كركوك قوله "باشرت القوات المسلحة العراقية حركتها تجاه استعادة مواقعها قبل أحداث حزيران/ يونيو 2014"، في إشارة إلى المواقع التي استولت عليها البيشمركة بعد انهيار الجيش العراقي، في مرحلة تمدد داعش.

كما نقلت الوكالة الوطنية العراقية للأنباء (نينا) عن مصدر أمني أن القوات العراقية فرضت سيطرتها على عدد من مواقع قوات البيشمركة بعد انسحابها منها فجر الجمعة.

وأوضح المصدر أن قوات مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي تحركت في أطراف ناحية تازة جنوب كركوك حيث يوجد مقر اللواء 102 بيشمركة، وتبين أن المقر كان خاليا بعد انسحاب البيشمركة منه الخميس.

وقال إن الفرقة المدرعة التاسعة دخلت إلى مركز بناحية تازة وهي جاهزة للحركة تماما بانتظار الأوامر، مؤكدا أنه لا يوجد أي إطلاق نار في مجمل التحركات.

تحذيرات كردية

وكان هيمن هورامي، مستشار رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، قد أعلن الجمعة أن قوات البيشمركة الكردية نشرت وحدات مدججة بالسلاح داخل مدينة كركوك وحولها استعدادا لأي هجوم محتمل من قبل قوات الحشد الشعبي.

وقال هورامي في تغريدة على تويتر "آلاف عناصر البيشمركة المسلحين بأسلحة ثقيلة هم الآن في مواقعهم حول كركوك. وأوامرهم هي الدفاع عنها بأي ثمن".

وأضاف "ندعو المجتمع الدولي للتدخل وندعو (رئيس الوزراء العراقي) حيدر العبادي لأمر قوات الحشد الشعبي بالانسحاب، إذا كان قادرا على ذلك أو كانوا يستمعون إليه".

​​

​​

وكان مجلس أمن حكومة كردستان العراق، وهو أعلى سلطة أمنية في الإقليم قد قال الجمعة "نشعر بالقلق من تحشيدات عسكرية كبيرة للقوات العرقية وقوات الحشد الشعبي في بشير وتازة، جنوب كركوك، تتضمن دبابات ومدفعية ثقيلة وعربات هامفي ومدافع هاون".

وأضاف أن "هذه القوات تتمركز على بعد ثلاثة كيلومترات عن خط جبهة البيشمركة وأجهزة استخباراتنا تشير إلى أن هدفها هو السيطرة على آبار النفط القريبة وعلى المطار والقاعدة العسكرية".

​​

​​

ونفى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الخميس وجود أية تحضيرات لشن هجوم ضد "شعبه" لكن الأكراد اتهموا فصائل الحشد الشعبي بمحاولة إشعال مواجهة.

وفرضت القوات الكردية عام 2014 سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك الغنية بالنفط وعلى مناطق أخرى في محافظات مجاورة، بعد انهيار الجيش العراقي في مرحلة تمدد داعش.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.