التعليم الفقير في البصرة الغنية/إرفع صوتك
التعليم الفقير في البصرة الغنية/إرفع صوتك

البصرة- مشعل العبيد:

مع بدء الموسم الدراسي الجديد في العراق وفتح أبوابه أمام ملايين التلاميذ والطلبة، تتجدد مشكلة اكتظاظ الأبنية المدرسية واشغالها من قبل مدرستين أو ثلاث وحتى أربع في بعض الحالات، لتكون المشكلة الأكبر التي تواجهها وزارة التربية.

"نحن بأمس الحاجة إلى بناء مدارس جديدة في البصرة"، يقول مدير عام تربية المحافظة عبد الحسين سلمان حسن.

البصرة بحاجة إلى 600 مدرسة جديدة

وأضاف المسؤول التربوي في حديث إلى موقع (إرفع صوتك) أن البصرة بحاجة الى ٦٠٠ مدرسة جديدة للتغلب على الدوام الثنائي والثلاثي، إلى جانب أكثر من ١٧٠٠ مدرسة ثانوية ومتوسطة وابتدائية موجودة حاليا. وعلل عدم القدرة حاليا على البناء بـ"عدم توفر الاموال لدى وزارة التربية أولا ولدى حكومة البصرة ثانيا".

اقرأ أيضا:

مستشفى الأطفال في البصرة يستغيث

وفي الشأن ذاته، قال مستشار محافظ البصرة لشؤن التربية والتعليم حسن العطبي لموقع (إرفع صوتك) إن الحكومة المحلية في البصرة بنت ما يقارب ٤٠٠ مدرسة بعضها أنجز، و تم تسليم ٢٥٠ مدرسة تم شغلها وانتظام الدوام فيها.

وأضاف العطبي أن هناك ٥٠ مدرسة تصل نسب إنجازها إلى ٨٠٪  ستصرف لها الأموال من الحكومة الاتحادية بعد قرار مجلس الوزراء وسيعود العمل فيها ويتم اكمالها، موضحا أن ما تم تسليمه من المدارس كان بمواصفات حديثة وجيدة.

اقرأ أيضا:

700 منطقة عشوائية تأكل الأخضر واليابس في البصرة

من جانبه قال صلاح التميمي، المدرس  في إحدى المدارس الثانوية بمنطقة أبي صخير بناحية الكرمة شمال مركز البصرة، إن بناية المدرسة التي يعمل فيها لم تنجز بالكامل لكنها استلمت من المقاول لحاجة المنطقة اليها، خصوصا أن الدوام فيها ثلاثيا حيث مدرستان ابتدائيتان وأخرى متوسطة مختلطة تتناوب على اشغالها.

 4 مدارس ضمن بناية واحدة

وكشف المدرس محمد العطبي عن بنايتين مدرسيتين في  منطقة الكزيزة القريبة من مركز محافظة البصرة، يكون فيها الدوام رباعيا (أربع مدارس)، مشددا أن "هذه الحالة تربك المعلمين والطلبة خصوصا أن مدة الدرس لا تتجاوز النصف ساعة".

من جانبه قال مدير مدرسة أبي سعيد الخدري الابتدائية ميثم علاوي الواقعة بمنطقة القبلة الشعبية أن الدوام في مدرسته التي يديرها ثنائيا، وأن الصفوف مكتظة جدا، إذ يوجد في الصف الواحد منها ما يقارب ٨٥ طالبا. وهذا العدد لا يتيح للمعلم أن يعطي المادة التدريسية بشكلها الصحيح وحتى الطالب لن يستطيع استيعاب الدرس بدقة.

تراجع التعليم الحكومي = تقدم الأهلي

طلبة بصريون اضطروا حسب ما يقولون إلى الذهاب والتسجيل في مدارس أهلية يكون عدد الطلاب في الصف الواحد لا يتجاوز الـ25 وهو عدد مقبول كما أوضح ذلك عباس محمد الطالب في الصف السادس العلمي في إحدى المدارس الأهلية المعروفة.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.