قوات عراقية بالقرب من كركوك
قوات عراقية بالقرب من كركوك

المصدر - موقع الحرة:

قال سعد الحديثي المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء حيدر العبادي الأحد إن بغداد لن تجري أي حوار مع إقليم كردستان "قبل إقراره بالسيادة الوطنية والالتزام بوحدة العراق".

وأوضح الحديثي في تصريح لقناة العراقية أن الحكومة الاتحادية "ملزمة وفق الدستور بفرض الأمن وحفظ النظام وحماية المواطنين في كل أنحاء العراق دون استثناء".

وأضاف أن "المادة 143 من الدستور حددت الولاية للحكومة المركزية على المناطق المتنازع عليها ومن بينها كركوك".

وقد نقل موقع السومرية تصريحات للحديثي نفى فيها الأنباء التي أشارت إلى إعطاء مهلة لانسحاب قوات البيشمركة من كركوك.

ومن جهته، أكد مسؤول في إقليم كردستان الأحد رغبة حكومة الإقليم في حل الأزمة الحالية مع بغداد سلميا، مشيرا إلى رفض شرط الحكومة المركزية في بغداد إلغاء نتائج الاستفتاء على الاستقلال قبل الشروع في أي حوار بينهما.

وكتب هيمن هورامي، المستشار في رئاسة الإقليم، في تغريدة على حسابه في تويتر أن اجتماعا رفيع المستوى عقده مسؤولون كبار في الإقليم الأحد خرج بالتأكيد على رفض الحل العسكري للأزمة، مع التأكيد على استعداد الإقليم للدفاع عن نفسه:​​

​​وأوضحت وكالة رويترز أن من بين من حضروا الاجتماع رئيس الإقليم مسعود بارزاني والرئيس العراقي فؤاد معصوم.

تحديث: 13:01

مددت بغداد المهلة التي كانت قد أعطتها لقوات البيشمركة الكردية 24 ساعة، حتى منتصف ليل الأحد-الاثنين، للانسحاب من بعض المواقع التي تسيطر عليها في كركوك، على أن يلتقي خلال هذه المهلة رئيسا العراق فؤاد معصوم وإقليم كردستان مسعود بارزاني.

وكانت سلطات الإقليم قد أعلنت أنها تلقت إنذارا من القوات العراقية لإخلاء آبار النفط والانسحاب من المواقع التي سيطرت عليها قوات البيشمركة خلال هجوم داعش في حزيران/ يونيو 2014، وقد انتهت هذه المهلة ليل السبت-الأحد من دون أن يسجل أي حادث حتى الصباح.

وأشار مسؤول كردي طالبا عدم كشف اسمه صباح الأحد لوكالة الصحافة الفرنسية إلى تحديد مهلة جديدة من 24 ساعة للبيشمركة. وقال إن "الرئيس فؤاد معصوم والرئيس مسعود بارزاني ومسؤولين كبارا من الاتحاد الوطني الكردستاني سيجتمعون" قبل ظهر الأحد.

وسيعقد الاجتماع في محافظة السليمانية، شرق منطقة كركوك، ومعقل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي ينتمي إليه معصوم، وخصم الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة بارزاني.

وتأتي هذه المحاولة الجديدة لتفادي وقوع صدامات مسلحة في ظل أزمة حادة بين أربيل وبغداد منذ تنظيم استفتاء 25 أيلول/ سبتمبر على استقلال كردستان.

ويؤكد رئيس الوزراء حيدر العبادي أنه لا يريد حربا ضد الأكراد، بينما تؤكد أربيل أن "التصعيد لن يأتي من جانبها".

وتحتشد مدرعات القوات العراقية على ضفة نهر على أطراف مدينة كركوك رافعة العلم العراقي، فيما تحتشد قوات البيشمركة خلف سواتر ترابية وحواجز إسمنتية عليها رايات كردية على الضفة الأخرى من النهر.

ونشر الأكراد آلاف العناصر من البيشمركة في المنطقة حول كركوك وتعهدوا بالدفاع عنها "مهما كان الثمن".

وتقدمت الجمعة أرتال من الدبابات والقوات الحكومية إضافة إلى قوات الحشد الشعبي إلى مناطق واقعة جنوب كركوك واستعادت عدة مواقع للبيشمركة بعد أن انسحبت قوات الأخيرة لتجنب قتال.

وأكد مصدر مقرب من العبادي لوكالة الصحافة الفرنسية أن إلغاء نتائج استفتاء إقليم كردستان ما زال شرطا لأي حوار.

واستغلت القوات الكردية انهيار القوات الاتحادية العراقية عام 2014 خلال الهجوم الواسع لداعش على جنوب وغرب العراق، لتفرض سيطرتها بشكل كامل على مدينة كركوك وحقول النفط في المحافظة، وعلى مناطق أخرى في محافظات مجاورة.

ودخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة في محاولة لتهدئة التوتر. وقال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الجمعة إن بلاده تحاول "نزع فتيل التوتر".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.