مجسر متوقف العمل فيه وسط مدينة الحلة، مركز محافظة بابل/إرفع صوتك
مجسر متوقف العمل فيه وسط مدينة الحلة، مركز محافظة بابل/إرفع صوتك

بابل- أحمد الحسناوي: 

أعلنت إدارة محافظة بابل عن تشكيل لجنة متخصصة للبحث في مصير 1472 مشروعا متوقفا عن العمل، بسبب الإخفاق المالي، وأنها تعتزم تسريع عملية إكمالها بطريقة الدفع بالآجل. يأتي هذا بعد إعلان الحكومة المحلية في بابل بشقيها التشريعي والتنفيذي عن خلو خزينتها المالية من الأموال.

يؤكد رئيس مجلس محافظة بابل، رعد حمزة الجبوري إن المشاريع المتوقفة في مختلف القطاعات، باتت تشكل تحديا، موضحا في حديث إلى موقع (إرفع صوتك) إن "بابل أصبحت في وضع صعب للغاية، فالمحافظة تخلو من أية مبالغ مالية، وخزينتها فارغة، ما جعل عملنا التشريعي مقتصرا على مناقشة القضايا الخدمية البسيطة، كالبلديات، وتمشية معاملات المواطنين".

اقرأ أيضا:

في بابل: المدارس الحكومية تتراجع والأهلية تنتعش

الجبوري يؤكد أن السلطة التشريعية في بابل بصدد مناقشة "مشروع قرار يقضي بجمع الرسوم والضرائب المالية من المواطنين لتمويل بعض المشاريع".

ويشير المهندس حيدر المعموري، إن الإنتخابات أفرزت شخصيات لا تمتلك خبرة في القيادة الإدارية و التخطيط، ويضيف في حديث إلى موقعنا إن "المناصب التشريعية والتنفيذية كانت من نصيب الأصوات العشائرية والمناطقية وليس بإستحقاق الشخص الكفوء".

  ويؤكد المعموري الذي يتولى إدارة "مشروع تفوق لبناء القدرات والتنمية البشرية" في بابل على " أن الحكومات المحلية السابقة لم تكن منتجة، ولم تؤسس لرؤية واضحة للمحافظة ومركزها مدينة الحلة تحديدا، ، لا بل إن " مؤشر التقييم في تنازل مستمر عبر تدني مستوى الخدمات المقدمة للمواطن، بالإضافة إلى فقدان الرؤية والهدف الذي تتجه نحوه الحكومات المتعاقبة". 

اقرأ أيضا:

مؤشرات الانتحار تسجل تصاعدا ببابل وهذه هي الأسباب

حكومة الأحزاب فاشلة 

ويؤكد مواطنون على إن "حكومة الاحزاب أثبتت فشلها في إدارة ملف الخدمات  في بابل"، فيقول المواطن حسنين محمد من سكنة حي الكرامة  في الحله " إن الاحزاب التي مسكت زمام الأمور في بابل أثبتت فشلها في إدارة الملف الخدمي وهي مشغولة بالسيطرة على دوائر الدولة جميعها"، أما ظاهر الأعرجي وهو تربوي متقاعد فيشير إلى إن "مجلس المحافظة، حلقة زائدة في جسد الدولة العراقية الحالية، والتي أهملت أساس المواطنة وإحترام المواطن".

ويؤكد  الكاتب والصحافي علي شاكر السلطاني، على ضرورة  إجراء التغيير في الجسد الحكومي المحلي في بابل فيقول إن "الكرة باتت في ساحة المواطن، بإعتباره المتضرر الأول والأخير من حالة الفشل والتراجع في المستوى الخدمي والعمراني، وعليه ان يقول كلمته في اختيار  من يدير العمل العام لاسيما إن بابل تصنف اليوم كأسوأ محافظة عراقية من حيث غياب مشاريع البنى التحتية".

 وعن حكومات بابل المتعاقبة يقول المختص في الشأن  الإقتصادي، عبد الرضا الويساوي إن "الحقبة الماضية التي مرت بمحافظة بابل لم تفرز حكومات منتجة، بل العكس، حكومات مستهلكة لقوت الشعب، وإمتيازات شخصية، ومشاريع وهمية".

 

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 001202277365

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.