بقلم إلسي مِلكونيان:
لم يكن مصطفى يتوقع أن تضطره الظروف للنوم في الحدائق بدلا من منزله في قضاء دربندخان شمالي شرق العراق. لكنه لم يجد حلاً أنسب بعد تعرض القضاء ومناطق مجاورة في إقليم كردستان العراق وفي إيران، إلى زلزال بلغت شدته 7.2 على مقياس ريختر، الأحد 12 تشرين الثاني/نوفمبر.
يقول مصطفى (57 عاماً) لموقع (إرفع صوتك) "أنا وعائلتي وجيراني هنا. هربنا جميعاً إلى هنا فور حدوث الزلزال. ومنذ ذلك الوقت بتنا ننام في الحدائق لأننا نخشى المبيت في منازلنا. فقد يحدث زلزال آخر يودي بحياتنا جميعاً".
وبات الرجل وجيرانه، وهو نازح من صلاح الدين منذ 2014 بسبب داعش، يحضّرون طعامهم في الحديقة لحين عودة الحياة إلى طبيعتها.
ولم تبدأ توعية المواطنين بكيفية التعامل مع حوادث كهذه إلا بعد الحادثة التي راح ضحيتها تسعة أشخاص وأكثر من 425 جريحاً، حسب الإحصاء الأخير لجمعية الهلال الأحمر العراقي.
150 هزة ارتدادية
على الجانب العراقي، كانت محافظات السليمانية (وفيها قضاء دربندخان)، وديالى ثم أربيل وكركوك أكثر المناطق تأثراً، كما تضرر سد دربنخان الواقع على نهر ديالى، أحد روافد نهر دجلة. فقد تراكمت الصخور الثقيلة والركام على ممر السد جراء الانهيارات الأرضية، إلى جانب الانهيار الكلي لبعض المباني في دربندخان، حسب تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في العراق.
وأفاد تقرير صادر عن الهيئة العامة للأنواء والرصد الزلزالي في العراق عن حدوث 150 هزة أرضية تالية للهزة الرئيسية التي تركزت في مدينة حلبجة العراقية. وقدر حدوث 95 هزة طفيفة في اليوم الثاني و10 هزات في اليوم الثالث، تركزت 50 منها في العراق والباقي في إيران.
ويوضح المسؤول في قسم الرصد الزلزالي، عبد الكريم عبد الله، لموقع (إرفع صوتك) أن الدراسات تفيد بإمكانية حدوث "هزات ارتدادية قد تستمر شهرين وربما أكثر".
سنساعد في المستقبل؟
ويقول مدير مركز التنسيق المشترك للأزمات في كردستان هوشنك محمد، أن حكومة الإقليم ستتخذ الإجراءات اللازمة لمساعدة المواطنين في "حال إخطارنا بحدوث كارثة طبيعية في المستقبل"، لكنه يستدرك في حديث إلى موقع (إرفع صوتك) أن الزلزال حالة لا يمكن التنبؤ بها في العراق "لا نملك التكنولوجيا الكافية لذلك".
من جهة أخرى، قامت مديرية الدفاع المدني العراقي بنشر مجموعة من الإرشادات والتوصيات على وسائل الإعلام وصفحة المديرية على فيسبوك، وذلك لـ"مساعدة الناس على مواجهة كوارث كهذه في حال تكرارها"، حسب ما قاله الناطق باسم الدفاع المدني العراقي، بهجت عبد الرحمن، لموقع (إرفع صوتك).
ومن إرشادات الدفاع المدني:
-إخلاء المباني السكنية والوقوف في الساحات الخالية
-عدم الصعود إلى أسطح المنازل
-الابتعاد عن الشرفات والنوافذ إلى مسافات آمنة
الابتعاد عن لوحات الإعلانات والأسقف في الشوارع التجارية
-الابتعاد عن الأسلاك الكهربائية والأشجار
-إيقاف المركبات والابتعاد عنها
-الابتعاد عن الانهيارات الجبلية
-عدم الوقوف على الجسور أو تحت الجسور أو قرب المباني العالية.
وبرغم التقصير التكنولوجي في العراق والمشاكل الداخلية، قامت السلطات المعنية في إقليم كردستان بالتعاون مع فرق الصليب الأحمر الفنلندي والهلال الأحمر العراقي والتركي بإغاثة المتضررين وتقديم مواد إغاثية لهم كالمواد الغذائية والأغطية والفرش.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم0012022773659