كركوك ـ محمد عبد الله
لا ينوي محمود الحمداني النازح من مركز قضاء الحويجة، غرب محافظة كركوك، التي تحررت حديثا، العودة إلى منطقته، على الأقل ليس الآن.
يرفض محمود الرضوخ لقرار إدارة المحافظة بإغلاق مخيمات النازحين خلال الأسبوعين المقبلين، وإعادة النازحين إلى مناطقهم بشكل طوعي.
"سوف يعيدوننا إلى قرى محيطة بالحويجة، وليس إلى المدينة"، يقول الحمداني، "مشروع المحافظة لإعادة نازحي الحويجة ليس سوى نزوح آخر، لماذا نترك المخيم؟ لماذا لا نبقى حتى تحين لنا العودة إلى المدينة؟".
ويعيش الحمداني منذ أكثر من ثلاثة أعوام في مخيم ليلان للنازحين جنوب كركوك.
"فقدنا الثقة بالسياسيين"
قائمقام الحويجة سبهان الجبوري يبرر قرار الحكومة بمنع عودة سكان الحويجة بالإجراءات الأمنية. ويقول لموقع (ارفع صوتك) إن "القوات الأمنية تعمل على تطهير المنطقة من العبوات الناسفة والمتفجرات ومن فلول داعش، إضافة إلى إجراء التدقيق الأمني بأسماء النازحين لمعرفة فيما إذا كانت لهم أي علاقة مع التنظيم".
ويؤكد "بعد الانتهاء من هذه الإجراءات سيعود النازحون إلى مناطقهم".
لكن هذا لا يبدو مقنعا بالنسبة إلى طه حمد، 25 عاما، وهو نازح من الحويجة أيضا، يقول لموقع (ارفع صوتك) إن "النازحين فقدوا الثقة بوعود السياسيين لهم بالعودة قريبا إلى مناطقهم".
ويضيف أن العيش في المناطق المحررة من كركوك "صعب جدا لانعدام الخدمات الرئيسية وصعوبة التنقل بين قرى الحويجة وكركوك لقلة وسائل النقل إضافة إلى التشديد والتدقيق الأمني بين هذه المناطق".
الحكومة: المال لا يقنع الجميع
ويرى مدير فرع وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في محافظة كركوك عمار صباح، أن اغلاق المخيمات في الوقت الحالي "أمر صعب".
يقول لـ(ارفع صوتك)، "لن نستطيع إغلاق المخيمات، فـ5000 عائلة نازحة تعيش هناك".
ويؤكد صباح أن "الحكومة العراقية خصصت مبلغاً قدره مليون ونصف المليون دينار عراقي لكل عائلة نازحة تعود لمنطقتها"، لكن "البعض منهم لا يرغب بالعودة ولا يمكننا إجبارهم".
وحسب إحصائيات حكومية، فإن محافظة كركوك تحتضن 117 ألف نازح، موزعين على ثلاثة مخيمات رئيسية، ويشكل نازحو قضاء الحويجة التابع للمحافظة نحو 36 ألف نازح منهم.
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 001202277365