قبل أكثر من 10 سنوات، تعرض منزل أحمد بدر في بغداد لهجوم مسلح. عندها، قررت عائلة الطفل الذي لم يكن قد تجاوز الثامنة من عمره مغادرة العراق. والآن، بعدما استقرت الأسرة في الولايات المتحدة، قرر أحمد مساعدة الشباب بطريقته الخاصة.
غادرت أسرة أحمد بدر الذي أصبح الآن بعمر 19 عاما العراق عام 2006 إلى سورية بحثا عن الأمان. لكن رغم توافر الأمن بسورية في ذلك الوقت، واجهت الأسرة صعوبات اقتصادية.
كان والد أحمد يعمل مهندسا مدنيا، وكان يعود إلى موطنه الأصلي من حين إلى آخر لمتابعة بعض أعماله ولزيارة العائلة الكبيرة التي ظل عدد من أفرادها داخل العراق.
في إحدى المرات التي قصد فيها العراق، نصحه سائق الحافلة التي تقله من سورية بالتقدم إلى أحد برامج إعادة التوطين التابعة للأمم المتحدة. أخذ والد أحمد بالنصيحة، وبعد شهور من إجراء المقابلات، وبينما كان أحمد في منزل العائلة بسورية، فجأة وجد أمه تصرخ قائلة "أصبح لدينا تذاكر للولايات المتحدة". انتقل أفراد العائلة إلى أميركا كلاجئين.
استقر المقام بأحمد هناك بعد أن قضت أسرته حوالي عامين ونصف العام في سورية، وفي بلاد العام سام، تمكن أحمد من التأقلم مع الحياة الجديدة، دون أن ينسى هويته.
لم تغب عن ذهن المراهق العراقي حادثة تفجير منزله، وخلال المرحلة الثانوية، قرر مشاركة قصته مع الآخرين من خلال مدونة شخصية أنشأها. وجد أحمد اهتماما بقصته، وساهم انتشارها في "تغيير الصور النمطية والاتجاهات السلبية" حول اللاجئين، حسب روايته.
عند هذه النقطة كانت كتاباته فقط عن نفسه وعن قصة اللجوء. ولكنه سأل نفسه: لماذا لا أساعد الآخرين من خلال الكتابة؟
لتحقيق هذا الغرض أنشأ أحمد موقع narratio وهو عبارة عن منتدى عام يهدف إلى "تمكين الشباب" من خلال الكتابة. أراد الشاب العراقي مساعدة الآخرين بإتاحة مجال عام لهم للتعبير عن أنفسهم من خلال الأعمال الإبداعية مثل سرد القصص والصور والشعر.
ليس هذا فحسب. ينظم أحمد أيضا أيضا ورش عمل لتعليم الشباب كيفية التعبير عن أنفسهم من خلال الكتابة.
لمشاهدة مجموعة من الصور عن ورش العمل التي نظمها أحمد بدر، اضغط هذا الرابط
يؤمن العراقي الشاب، الذي يدرس في السنة الأولى بجامعة ويسليان في ولاية كونيتيكت علم الأنثروبولوجيا، "أننا يمكن أن نتحد باختلافاتنا تماما كما نتحد بالأشياء المتشابهة". ويرى أن سرد القصص يساعد على توحيد البشر.
المدونة، بحسب أحمد الذي تحدث مؤخرا في أحد لقاءات TED talks، أصبحت تضم أكثر من 40 مساهما من أكثر من 13 دولة يشاركون بشكل دوري في محتواها من خلال سرد القصص والصور والشعر:
أشار أحمد خلال اللقاء إلى صورة تظهر آثار الدمار الذي حل بمنزله عندما فجره مسلحون، وقال إن هذه الصورة بمثابة "تذكرة" له.
عندما ذهب إلى العراق قبل حوالي عامين للزيارة، شعر أحمد بالذنب حين قابل أقاربه الذين يعيشون هناك، وشعر بالمسؤولية تجاه حوالي 18 مليون عراقي عمرهم أقل من 19 عاما.
يرغب أحمد في أن يخصص لهؤلاء المساحة لمشاركة تجاربهم الشخصية، ويرى أن إسهام مدونته في ذلك "خطوة في الطريق الصحيح".