مسؤولون عراقيون يلاحقون شبكات المخدرات/ ارفع صوتك
مسؤولون عراقيون يلاحقون شبكات المخدرات/ ارفع صوتك

واشنطن- علي عبد الأمير

كشفت مصادر أمنية للحرة أن شرطة بغداد وردتها معلومات تفيد بوجود مواد ممنوعة داخل سيارة قادمة الى العاصمة من مدخلها الجنوبي، حيث تم نصب سيطرة مفاجئة في منطقة السيدية مقابل "جامع الإمام علي" لتتبع السيارة ومنع دخولها مع المواد للعاصمة، ونجحت الشرطة في إيقاف سيارة نوع "تشارجر" بلون أزرق يقودها ضابط مخابرات برتبة ملازم هو جواد لؤي جواد الياسري ابن محافظ النجف.

​​

​​​

المصادر التي زودت الحرة بالصور وطلبت عدم الكشف عن اسمها، اكدت ان الشرطة ضبطت داخل سيارة المتهم 12 كيلو غراما من مادة الحشيش ونصف كيلو غرام مواد مخدرة وسبعة آلاف حبة مخدرة مع مسدس نوع كروكر مسجل باسم المخابرات العامة، مع نحو عشر هويات وكتب تسهيل مهمة المذكور الذي تم حجزه في "مركز مكافحة إجرام البياع".

استهداف سياسي انتخابي

بدوره أعلن محافظ النجف لؤي الياسري حرصه على "تحقيق سيادة القانون على الجميع بغض النظر عن مكانتهم ومسمياتهم بما فيهم عائلتي التي تنحدر من أسرة محترمة وعريقة تحمل تاريخاً مهيباً ومشرفاً".

ورأى الياسري في اعتقال نجله "استهدافاً سياسياً كوني محافظاً لمدينة النجف الأشرف وكذلك لقرب موعد الانتخابات" بحسب بيان رسمي للمحافظ.

وبشأن الحادثة التي انشغلت بها شخصيات عراقية عامة عبر مواقع التواصل الاجتماعي تساءل مدير "مرصد الحريات الصحافية في العراق"، زياد العجيلي:

 

​​

وبشأن تساؤلات العجيلي كتب الضابط في الجيش العراقي السابق محمد الجبوري

​​

​​

ثلاثة شبان من كل عشرة.. مدمنون

وفي وقت سابق، كشفت إحصائية لمكتب المخدرات ومتابعة الجريمة التابع للأمم المتحدة عن حالتين كتجارة مخدرات فقط ما بين (1970– 1990)، إذ كانت تجارة المخدرات قليلة في العراق حتى عام 2003.

لكن بعد هذا سجلت إحصائية أصدرها المكتب عام 2014 أن من بين كل 10 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18-30 سنة يدمن ثلاثة على المخدرات. ورجحت الإحصائية الصادرة وقتها أن الـ10 سنوات القادمة ستفتك بالشاب العراقي في حال بقي الوضع على ما هو عليه.

وأفادت إحصائية لمستشفى الرشاد للأمراض النفسية والعصبية أن نسبة المراجعين المدمنين للمخدرات زادت عن 70% خلال العام 2016، وأن التعاطي الذي كان على صعيد الشباب والراشدين، صار الآن على صعيد المراهقين والأطفال أيضا، وأن أنواع مخدرات لم تكن معروفة في العراق صار الشباب يتعاطونها.

المخدرات في الجنوب: تجارة وانتحار

وفي إحصائية رسمية قدمها رئيس اللجنة الأمنية في مجلس البصرة جبار الساعدي لموقع (ارفع صوتك)، ظهر أن عدد المنتحرين الشباب من 1/1/20 حتى 31/7/2017 بلغ 31 منتحرا أغلبهم كان بسبب تعاطي المخدرات.

الساعدي أكد في حديثه على أن "البصرة بعد أن كانت معبرا لكل أنواع المخدرات، أصبحت مركزا رئيسا لتعاطيها وهو أمر خطير".

ونظل في جنوب العراق، فبعد أن كانت محافظة ميسان، معبرا لدخول المخدرات إلى العراق ومنها إلى محافظات أخرى ودول مجاورة، تشير إحصاءات حكومية وأخرى مدنية إلى تفاقم ظاهرة تعاطي وترويج المخدرات بعد 2003، لا سيما بين الشباب نتيجة الانفلات الأمني وعدم السيطرة على الحدود مع إيران التي تعاني هي الأخرى من كونها ممرا للمخدرات القادمة من أفغانستان وباكستان.

وأبلغ عضو مجلس المحافظة راهي البزوني موقع (ارفع صوتك) أن "نسبة تعاطي المخدرات بين الشباب العراقي بلغت 30%، ممن تنحصر أعمارهم بين 15-35 عاما".

في الحلقة 54 من برنامج "‫شنو رأيك" على قناة الحرة عراق، التي عرضت يوم الجمعة 4 آب/ أغسطس 2017، كان محور النقاش "أسباب انتشار المخدرات وطرق العلاج".

​​

​​

بينما كان الموضوع ذاته حاضرا في برنامج "سؤالك" الشهري عبر  قناة الحرة-عراق وفي حلقته أيلول/سبتمبر 2017، حين ناقش انشار تعاطي المخدرات في العراق خصوصا في شريحة الشباب، وسلط الضوء على تحول العراق سوقا لعبور المخدرات إلى الدولة مجاورة.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.