جانب من جلسات البرلمان العراقي/ الموقع الرسمي للمجلس
جانب من جلسات البرلمان العراقي/ الموقع الرسمي للمجلس

من جديد، يفتح باب الجدل بشأن قانون العفو العام، باتجاه خطأ لم يُحدَد مصدره، سمح في إحدى فقراته بشمول قيادات من داعش به، وفقا لعدد من أعضاء مجلس النواب.

وتستثني الفقرة مثار الجدل، وهي الفقرة الرابعة من قانون 27 لعام 2016، "الإرهابيين والممولين والداعمين والمحرضين" من "التعديل رقم 80 لقانون العفو العام"، لكن عند نشر القانون في جريدة الوقائع الرسمية، حذفت هذه الفقرة.

ويرجح عضو اللجنة القانونية البرلمانية صادق اللبان أن يكون اللبس قد حصل "عند مصادقة رئاسة الجمهورية على القانون".

ويقول في حديث لبرنامج "شنو رأيك" على راديو سوا، إن "الحلقة الخلل هي عندما خرج القانون من مجلس النواب الى رئاسة الجمهورية للمصادقة، وهنا يجب البحث عن سبب ذلك الخلل".

 

أفرج عن إرهابيين

وفي مؤتمر صحافي عقده عضو مجلس النواب حسن سالم، بعد نشر تعديل قانون العفو العام في جريدة الوقائع الرسمية، قال سالم "تفاجئنا بأن ينشر القانون، وهناك مادة لم يصوت عليها مجلس النواب، بل أسقطها".

وأشار سالم إلى أن المادة المدرجة "تمنح العفو لقادة داعش، الذي يخطط والذي ينفذ ويمول. هؤلاء مشمولون بالعفو، وهذه كارثة بحق ضحايا الإرهاب".

ويؤكد سالم أن "وجود هذه المادة والعمل بها من قبل مجلس القضاء الأعلى قد سببت الافراج عن الكثير من الإرهابيين وسوف يشمل بها أبو بكر البغدادي".

 

الخطأ ليس مطبعياً!

وما ورد على لسان سالم، يؤيده الخبير القانوني علي جابر التميمي، الذي يوضح خلال استضافته في برنامج "شنو رأيك"، بأن "الاستثناء (المشار إليه أعلاه) تضمنه التعديل رقم 80 أيضا (الأخير)، لكن عند نشره في جريدة الوقائع، حذف من نص الاستثناء الممولين والداعمين والمحرضين، ونشر بنص مختزل".

ويضيف التميمي "بالنتيجة مجلس القضاء مضطر لتطبيق ما نشر في جريدة الوقائع، وبنشره بهذا الطريقة المختزلة تم إطلاق عدد كبير من الإرهابيين".

ويتابع التميمي، "من خلال خبرتي في مجال العمل بالقضاء، فأن ما حصل هو ليس خطأ مطبعي، ومن حذفه محترف وخبير بالقانون ويعرف أنه سيؤدي إلى إطلاق سراح مجرمين".

ويتساءل الخبير القانوني "من هو الذي حذف المادة، مجلس النواب أم رئاسة الجمهورية؟، وهل هو خطأ مطبعي أم متعمد؟".

 

طعن للعدالة

يذكر أن الدستور لم يشر إلى العفو العام، واقتصر على الإشارة إلى العفو الخاص الذي يتولى رئيس الجمهورية إصداره بتوصية من رئيس مجلس الوزراء، مع استثناء قضايا الحق الخاص، والمحكومين بارتكاب الجرائم الدولية والإرهاب والفساد المالي والإداري.

ويعتبر القانوني علي التميمي أن قانون العفو العام يطعن العدالة، لأنه سيضيع حقوق ذوي الضحايا"، لافتا إلى أن من لم يرتكب جريمة "لا يحتاج إلى العفو لأنه سيحكم بالبراءة وبالتالي لا يحتاج إلى عفو".

ويشدد التميمي على ضرورة تهيئة أرضية لتطبيق لقانون العفو العام عبر عدة خطوات، موضحا "أهم تلك الخطوات هي الإصلاح داخل السجون، وهذا الجانب ضعيف جدا اليوم، وهو ما يشكل مؤشرا خطرا".

 

من يصحح الخطأ؟

يشار إلى أن رئاسة مجلس النواب شكلت في 15 كانون الثاني/ يناير، "لجنة للاطلاع على الأوليات التي حصلت بشأن التصويت على قانون العفو العام والنتائج التي أفضى إليها نشر القانون، وفق لبيان نشر على الموقع الرسمي للبرلمان العراقي.

وذكر البيان أن رئيس البرلمان سليم الجبوري نوه خلال الجلسة إلى أن "الاشكالية تمثلت بحصول إرباك أثناء عملية التصويت على قانون العفو وتسجيل مداخلات وتقديم وتأخير في التصويت على المادة"، مضيفا، نقلا عن الجبوري "عند مراجعة اللجنة المعنية لم تكن الإضافة للمادة المقدمة من النائب عمار طعمة متحققة، أما الآن فقد تم إلحاقها بكتاب يصحح عملية نشر القانون".

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.