رجال ينتظرون أن تتحقق القوات الأمنية من هوياتهم/وكالة الصحافة الفرنسية
رجال ينتظرون أن تتحقق القوات الأمنية من هوياتهم/وكالة الصحافة الفرنسية

بهويات مزورة، يتنقل بعض عناصر تنظيم داعش في محافظة نينوى، لتفادي القبض عليهم وسوقهم إلى العدالة.

صفحة جديدة في ملف داعش رغم انتهاء العمليات العسكرية ضد التنظيم منذ نحو شهرين، بتحرير كل المناطق التي كانت خاضعة لسيطرته.

يقول نائب رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب نايف الشمري إن عناصر تنظيم داعش يتنقلون بهويات مزورة بين القرى والنواحي في نينوى "بكل حرية"، مضيفا في حديث لموقع (ارفع صوتك) أن "الهدف من ذلك هو لإحداث إرباك أمني في تلك المناطق".

وكان رئيس الحكومة حيدر العبادي قد حذر من مسلسل تفجيرات يتبناها عناصر داعش وخلايا نائمة خطرة وقادرة على الحركة، ودعا إلى مكافحتها.

المواطن بوصفه رجل أمن​؟

وفي هذا السياق، يؤكد نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قبلان، وجود هويات مزورة يستخدمها دواعش في التنقل، "لكنها حالات قليلة جدا".

ويشير في حديث لموقع (ارفع صوتك) إلى أن "الأجهزة الأمنية والاستخبارية في المحافظة تعمل بشكل جيد جدا وتتابع كل التحركات والمشاكل التي تحصل".

المواطن في نينوى كذلك بات يعمل كرجل أمن، ويبلغ عن الدواعش، "لأن الأمور تغيرت وليست كما كانت عليه قبل 2014"، حسب قبلان.

متابعة استخبارية

وتكثف مديريات الشرطة في المحافظة عمليات ملاحقة عناصر التنظيم، بشكل فوري في حال ورود أي معلومات تفيد بذلك.

ويقول قائد شرطة محافظة نينوى اللواء الركن واثق الحمداني لموقع (ارفع صوتك) "لدينا عمليات دهم وتفتيش في الموصل بإسناد متواصل من طيران التحالف الدولي، تمكنا خلالها من قتل واعتقال أعداد كبيرة من عناصر التنظيم".

وتوضع الخطط توضع حسب ما هو موجود على أرض الواقع من معلومات، بشكل "لا يسمح للعدو بالقيام بأي رد فعل"، على حد قول الحمداني.

الحل بالبطاقة الموحدة

ويقترح نائب رئيس اللجنة الأمنية البرلمانية نايف الشمري الحل لموضوع استخدام الهويات المزورة بإصدار البطاقة الموحدة في نينوى أسوة بباقي المحافظات.

ويقول "لتلافي استغلال أصحاب النفوس الضعيفة، ندعو الحكومة العراقية إلى إصدار البطاقة الوطنية الموحدة لمحافظة نينوى، للتخلص من قضية تشابه الأسماء والهويات المزورة".

وهو ما يؤيده نائب رئيس مجلس محافظة نينوى قبلان، موضحا أن "إصدار البطاقة الموحدة يجعل الأمور مسيطر عليها بشكل أكثر".

وفي هذا الشأن تواصلت حكومة نينوى المحلية مع وزارة الداخلية، لإبلاغ الأخيرة استعداد المحافظة البدء بإصدار البطاقات، وفقا لقبلان الذي أردف قائلا "هناك جهوزية من قبل مديرية جنسية وجوازات محافظة نينوى لكن هناك معاناة بمسألة منتسبي المديرية، فعدد كبير منهم لم يتم إعادتهم إلى الخدمة رغم استعدادهم للالتحاق بالمديرية منذ أكثر من سنة".

ويتابع "نحتاج من وزارة الداخلية إعادة المنتسبين من الذين أكملوا كل إجراءاتهم القانونية للبدء بتقديم الخدمات، ومنها البطاقة الموحدة".

الداخلية.. لا رد

أما موقف وزارة الداخلية فلم يتضح حتى لحظة نشر هذا المقال، بسبب عدم رد المتحدث باسم الوزارة اللواء سعد معن، رغم وعد مكتبه الإعلامي بالرد على سؤال الموقع قبل يوم من النشر.

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 00120227736

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

Iranian President Pezeshkian visits Erbil
من زيارة الرئيس الإيراني لكردستان العراق- رويترز

استخدم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان خلال زيارته الحالية إلى العراق اللهجة الكردية ليقول إن بين طهران وكردستان "علاقات جيدة"، في مؤشر واضح على تحسّن روابط بلاده مع الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي واستهدفته ضربات إيرانية مرّات عدّة في السنوات الأخيرة.

فكيف تمكّن الإيرانيون وأكراد العراق من تسوية خلافاتهم؟

 

تقارب حقيقي؟

شهدت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق، وهو تقليدياً حليف لواشنطن والأوروبيين في الشرق الأوسط، تحسناً ملحوظاً في الأشهر الأخيرة.

وكثرت الزيارات التي أجراها مسؤولون من الجانبين والتصريحات الإيجابية.

وحضر كلّ من رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني وابن عمّه رئيس الوزراء مسرور بارزاني جنازة الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي الذي قضى مع مسؤولين بينهم وزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان في تحطّم طائرتهم في 19 مايو الماضي.

كذلك زار القائم بأعمال الخارجية الإيرانية علي باقري أربيل عاصمة الإقليم في يونيو الفائت.

ولدى خروجه الأربعاء من القصر الرئاسي في بغداد حيث اجتمع بنظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، قال بزشكيان بالكردية لقناة "رووداو" المحلية الكردية "لدينا علاقات جيدة مع كردستان وسنعمل على تحسينها أكثر".

وزار نيجيرفان طهران ثلاث مرات في غضون أربعة أشهر، والتقى بارزاني المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي.

يقول مدير "المركز الفرنسي لأبحاث العراق" عادل بكوان لوكالة فرانس برس: "أصبحنا حالياً في مرحلة التطبيع" في العلاقات.

ويعود ذلك بالنفع على أربيل من ناحية "حماية أمنها واستقرارها ونموها الاقتصادي، ما يجعل تطبيع العلاقات مع جمهورية إيران الإسلامية ضروريا للغاية"، بحسب بكوان.

 

لماذا قصفت طهران إقليم كردستان؟

في السنوات الأخيرة، تعثّرت العلاقات بين أربيل وطهران بسبب الخلاف حول مجموعات مسلحة من المعارضة الكردية الإيرانية تتمركز في كردستان العراق منذ ثمانينيات القرن المنصرم بعد اندلاع حرب استمرت ثماني سنوات بين العراق وإيران.

على جانبي الحدود، كان الأكراد العراقيون والإيرانيون يتكلّمون اللهجة نفسها ويتشاركون روابط عائلية.

واستمرت المجموعات الإيرانية المعارضة وغالبيتها يسارية الميول وتندّد بالتمييز الذي يعاني منه الأكراد في إيران، في جذب الفارّين من القمع السياسي في الجمهورية الإسلامية. من هذه المجموعات حزب "كومله" الكردي والحزب الديموقراطي الكردستاني الإيراني اللذان تعتبرهما طهران منظمتين "إرهابيتين".

وكان لهذه المجموعات مقاتلون مسلحون، إلا أنهم كانوا ينفون تنفيذ أي عمليات ضد إيران عبر الحدود.

واتّهمت طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة بالتسلّل إلى أراضيها انطلاقاً من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

في نهاية عام 2023، وبعد ضربات عدّة نفذتها إيران في العراق، تعهدت السلطات العراقية بنزع سلاح هذه الفصائل وإخلاء قواعدها ونقلها إلى معسكرات.

وقال مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي للتلفزيون الإيراني الرسمي، الثلاثاء الماضي، إن الحكومة العراقية أغلقت 77 من قواعد هذه المجموعات قرب الحدود مع إيران ونقلت المجموعات إلى ست معسكرات في أربيل والسليمانية.

وأكّد أن استعدادات تجري لمغادرتها العراق إلى بلد ثالث.

 

ما التحديات التي لا تزال قائمة؟

في ظلّ اضطرابات جيوسياسية في الشرق الأوسط، استهدفت طهران كردستان مرّات أخرى، متهمة الإقليم بإيواء مواقع للاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (موساد).

في يناير 2024 ووسط توترات إقليمية على خلفية الحرب في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، شنّت القوات الإيرانية هجوما على مواقع في إقليم كردستان العراق، مشيرة إلى أنّها استهدفت "مقرا لجهاز الموساد". 

من جانبها، نفت الحكومة المركزية في بغداد وحكومة كردستان أن يكون "الموساد" متواجدا في الإقليم.

ويمكن كذلك قراءة التقارب الذي بدأته أربيل مع طهران في ضوء "الانسحاب" الأميركي المحتمل من العراق، بحسب عادل بكوان.

وتجري بغداد وواشنطن منذ أشهر مفاوضات بشأن التقليص التدريجي لعديد قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في العراق.

وتطالب فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران بانسحاب هذه القوات.

وقال وزير الدفاع العراقي ثابت العباسي في مقابلة تلفزيونية، الأحد الماضي، إن العاصمتين توصلتا إلى تفاهم حول جدول زمني لانسحاب قوات التحالف الدولي من العراق "على مرحلتين".

وأوضح أن التفاهم يتضمّن مرحلة أولى تمتدّ من سبتمبر الجاري حتى سبتمبر 2025 وتشمل "بغداد والقواعد العسكرية للمستشارين"، يليها انسحاب "في المرحلة الثانية من سبتمبر 2025 حتى سبتمبر 2026 من كردستان العراق".

ولم تعد أربيل في السنوات الأخيرة في موقع قوة أمام الحكومة المركزية في بغداد التي تربطها بها علاقات متوترة.

يقول بكوان "كلما انسحبت الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بالتالي من العراق بالتالي من كردستان العراق، أصبحت أربيل أضعف في مواجهة بغداد (...) المدعومة بقوة من جمهورية إيران الإسلامية" المعادية لواشنطن.