مشروع مجاري بلداليوم والإعلان يقول سينتهي 2014/إرفع صوتك
مشروع مجاري بلداليوم والإعلان يقول سينتهي 2014/إرفع صوتك

مركز مدينة الدجيل يلقبه السكان بـ"مدينة الشوارع المحفرة"، كون أغلب طرقاتها لا تصلح لسير السيارات وفي بعض الأحيان لا يمكن السير على الأقدام لا سيما في أوقات الشتاء.

الدجيل ليست وحيدة في المعاناة. محافظة صلاح الدين كلها تعاني نقص الخدمات وسوء الإدارة، يقول مواطنون.

مشروع تعبيد شوارع الدجيل ولد ميتا، على حد وصف عامر جاسم مجيد رئيس المجلس المحلي للقضاء كونه "جيّر لصالح جهات سياسية ومسؤولين يحاولون التربح على حساب المال العام".

وتغيرت الخطة المرسومة لهذا المشروع أكثر من مرة، فكانت المسافة المحددة للتبليط 13 كيلو مترا داخل مركز القضاء و 15 خارجه، لكن لم ينفذ منها سوى 4 كيلومتر في مركز المدينة وإثنين خارجها.

لاحقا توقف المشروع بأمر من مجلس المحافظة بحجة الموازنة، ثم أعيد العمل به دون علم الإدارة المحلية.

يوضح مجيد: "المشروع لا يخدم المدينة، فهي لا تتوفر على منظومة مجار، الأمر الذي سيؤدي إلى حفر ما تم تعبيده حال المباشرة بمشروع مجاري القضاء".

الدجيل تعاني.. من صدام إلى معارضيه

وإذا كانت مدينة الدجيل شهدت عقابا جماعيا من قبل النظام السابق بعد محاولة اغتيال صدام حسين في أطرافها عام 1982 واعتبرت مدينة منكوبة، فان حالها لم تتغير بعد وصول معارضي النظام السابق إلى السلطة، كما يقول حسين الصالح رئيس لجنة الخدمات في المجلس المحلي للقضاء.

ويغمز الصالح من قناة الحكومة المحلية بقوله "الإهمال الحكومي شبه متعمد، فالدعم الذي تتلقاه المدينة من الحكومة المركزية أفضل من دعم حكومة محافظتنا. لقد قدمت بغداد مشفى بسعة 40 سريراً".

ويرى الصحافي حسين الملا إن الفساد عطّل معظم المشاريع، موضحا "المحافظة تستقطع 10 مليون دينار من كل 100 مليون من سعر المقاولة وهذا ما يجعل المقاول ينفذ المشروع بمواصفات فنية أقل".

وعن طبيعة المشاريع في قضاء الدجيل يضيف الملا "نسبة الإنجاز من المشاريع لم تتجاوز 20% وهناك مشروعات نفذت نزولا عند إرادات بعض المتنفذين في حكومة صلاح الدين ورغم اعتراض المشرفين عليها".

مشروع مجاري بلد 

وفيما تتسابق دول العالم في سرعة انجاز مشروعات مهمة تصبح دالة عليها، تتسابق الإدارات العامة في العراق على أطول زمن ممكن لإنجاز المشروعات، كما يقول المواطن سعد الخزرجي من أهالي مدينة بلد.

مشروع المجاري الكبير في بلد بدأ العمل فيه قبل أكثر من 6 سنوات، يحتاج ست سنوات أخرى حتى يكتمل..

ومبررات العنف والإرهاب حاضرة دائما في تبرير تقصير الإدارات العامة العراقية، فتقول عضو مجلس محافظة صلاح منار عبدالمطلب "ما شهدته محافظة صلاح الدين بعد العاشر من حزيران 2014 جعل مشروع مجاري بلد يتوقف بشكل كامل، وبعد انتهاء العمليات العسكرية، خصصت جميع الأموال الاستثمارية لمساعدة النازحين".

أراد أن يكحّلها فعماها

ويصدق على حال مشروع مجاري بلد المثل الشعبي العراقي والعربي "راد يكحّلها.. عماها" فيقول فاضل جعفر رئيس المجلس المحلي لمدينة بلد "المشروع عطّل الحياة في المدينة فهو من مشاريع البنية التحتية ولا يمكن إقامة أي مشروع قبل إنجازه".

انتظر أهالي المدينة سنوات كي ينجز هذا المشروع والانتقال إلى إكساء الشوارع وغيرها، إضافة إلى أن كلفة المشروع العالية جعلت موازنات المدينة تخصص له مما انعكس سلبا على الواقع الخدمي لبقية الدوائر الحكومية. 

أكثر من جهة منفذة لمشروع واحد

السبب الرئيسي في تلكؤ هذا المشروع الذي يكلف 58 مليار دينار (أكثر من 50 مليون دولار) هو تكرار إحالات تنفيذه من قبل الشركات المنفذة للمشروع، بينما يؤكد عضو المجلس المحلي هاشم البلداوي "لاحظنا شبهات فساد رافقت عمل المشروع منذ انطلاقه ما جعلنا نطالب بتجزئة مراحل تنفيذه لتقليل الفساد إلا أنه لم يستجب لطلبنا".

غير أن لمديرة مركز مجاري بلد زينب أحمد، رأيا آخر "مشروع المجاري الكبير أحيل الى شركة تركية لم تستطع أنجاز وفق المدة المخصصة له لأسباب تتعلق بالشركة نفسها ما جعلها تترك العمل بعد ان أنجزت 15 % منه ليحال بعد ذلك إلى شركات عراقية أنجزت 35% من المشروع لكنها توقفت بعد أحداث صيف 2014 ".

وإذا كان المهندس المشرف على المشروع، حسين عبد الرضا يحذر من تلف المعدات بسبب العوامل المناخية، فإن المواطنين يدعون إلى "محاسبة المقصرين في المحافظة بدءا من المحافظ وصولا إلى أصغر موظف بسبب إهمالهم في تنفيذ هذا المشروع رغم صرف مليارات الدنانير عليه".

 

يمككنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

جانب من مشافي صلاح الدين/إرفع صوتك
جانب من مشافي صلاح الدين/إرفع صوتك

صلاح الدين - هشام الجبوري:

بعد سيطرة  داعش على أربع مدن كبيرة في محافظة صلاح الدين وأجزاء من مدن أخرى، وضع مسلحوه نصب أعينهم المراكز الصحية والمستشفيات فسرقوا أجهزتها الطبية ومعداتها.

 مسكنات!

 الحاج صالح رمضان، خرج من العيادة الاستشارية لمستشفى تكريت التعليمي بشريط حبوب "براسيتمول". يقول إن "الأطباء يفضلون أن يزورهم المرضى  في عياداتهم الخاصة أو في مشافيهم الأهلية، وهو ما يثقل كاهل المواطن".

على النقيض، يقول مدير عام دائرة صحة صلاح الدين الدكتور عمر شفيق "استطعنا إعادة الخدمة الطبية لقسم طوارئ مستشفى تكريت التعليمي، ومستشفى صلاح الدين العام ومستشفى دجلة للتأهيل الطبي إضافة إلى عشرات المخازن والمراكز الطبية والصحية". 

من جانبه، مدير التخطيط في دائرة صحة صلاح الدين الدكتور حارث أحمد عزيز  يقول "هناك أكثر من 30 كرفانا صحيا تم توزيعها لتغطية النقص الحاصل في الجانب الخدمي الصحي للمواطنين".

ومع أن مدير التخطيط مسؤول حكومي بارز إلا أنه يلقي باللائمة في تعثر بناء مستشفيات ومراكز صحية على "الإجراءات البيروقراطية الحكومية".

المشافي الموجودة في مدن صلاح الدين تبلغ 15 مستشفى موزعة على جميع بلدات المحافظة. ثلاثة منها تضررت بنسبة كبيرة وتم تأهيلها، إضافة إلى 120 مركزا صحيا:

56 مركزا رئيسيا يعمل منها 41 مركزا.

64 مركزا فرعيا يعمل منها 34 لمركزا.

وينوه مدير التخطيط إلى خطة لاستحداث ست مشافي في مدن تكريت، الضلوعية، العلم إضافة إلى الحجاج، وآمرلي.

1870 سريرا لـ1.6 مليون

وتبلغ السعة القصوى لجميع مستشفيات المحافظة 1870 سريرا ولا يتناسب هذا الرقم مع نفوس المحافظة البالغ عددها أكثر من مليون و ستمائة ألف نسمة .

مدير قسم الإحصاء في صحة صلاح الدين يؤكد وجود 707 أطباء إضافة إلى 224 طبيب أسنان فيما يبلغ عدد الممرضين 1963.

ويستدرك "العدد أقل من حاجة المشافي الفعلية والمراكز الطبية في المحافظة" ملقيا باللوم على بغداد "وزارة الصحة هي التي تحدد توزيع تلك الملاكات في عموم البلاد ".

ممرض رفض الكشف عن اسمه ويعمل في مشفى تكريت التعليمي أكد لموقع (إرفع صوتك) قلة الكادر الطبي، كما أن المرضى يعانون من عدم توفر العلاج لا سيما للأمراض المزمنة. وهو ما يكرره المريض عبدالله جاسم، الذي يعاني من فشل كلوي يحتم عليه تواجده في المشفى لأكثر من يومين في الأسبوع، لكن حالته المرضية تسير نحو التدهور بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية.

الطبيب علي سامي أخصائي الأطفال في المشفى ذاته ذكر لموقعنا "هناك نقص كبير في البنى التحتية والمعدات وهو ما يضطرنا في بعض الأحيان إلى وضع كل طفلين في حاضنة واحدة" .

سمعنا بإعمار المناطق المتضررة

وعن التخصيصات المركزية من صندوق أعمار المدن المتضررة، قالت عضو مجلس محافظة صلاح الدين آمنة حميد الجبوري "لم نتلق حتى الآن أيا من الأموال المخصصة من هذا الصندوق الذي سمعنا به فقط".

 

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659