تقاطع النبي يونس المروري في الجانب الأيسر من مدينة الموصل
تقاطع النبي يونس المروري في الجانب الأيسر من مدينة الموصل

خلال السنوات الماضية التي عاشها تحت ظل تنظيم داعش في الموصل، قرر حازم ميسّر، النازح من المدينة القديمة في الموصل، أن لا يشارك في الانتخابات بعد تحرير مدينته من التنظيم، محمّلا السياسيين مسؤولية ما شهدته المدينة من أحداث.

يتفقد ميسّر منزله المدمر في المدينة القديمة باحثاً عن وثائقه الرسمية التي لم يستطع من شدة المعارك أن يأخذها معه عندما هرب مع عائلته من منطقته نهاية حزيران/ يونيو من العام الماضي 2017، إثر المعارك الضارية بين القوات العراقية ومسلحي داعش.

يؤكد ميسّر الذي مازال نازحا في الجانب الأيسر من الموصل، لموقع (ارفع صوتك) أنه لم يعد يهتم لا بالانتخابات ولا بالتحالفات ولا بالسياسيين، ويتساءل "كيف نصوت ونحن مشردون وبلا وثائقنا الشخصية"، مستدركا " لقد فقدنا كل ما نمتلك بسبب هؤلاء السياسيين".

ورغم مرور نحو سبعة أشهر على تحرير الموصل من داعش، تشير الاحصائيات الرسمية إلى أن مئات الآلاف من سكان المدينة ما زالوا يعيشون نازحين في مخيمات النزوح المنتشرة في أطراف المدينة وفي مدن العراق الأخرى، إلى جانب النازحين الداخليين من سكان الجانب الأيمن من المدينة الذين يعيشون في جانبه الأيسر منذ شهور.

بينما يخشى الشاب الموصلي، أحمد أكرم، على مستقبل المدينة في ظل تكرار وجوه السياسيين وتحالفاتهم التي أعلنوا عنها للانتخابات القادمة، ويضيف لموقع (ارفع صوتك) "من لم يثبت كفاءته سابقا، لن يثبتها في المستقبل".

تغييرات في الخريطة السياسية 

ويرى المحلل السياسي، أحمد الموصلي، أن اختفاء الطرف الكردي من المعادلة السياسية في الموصل وتراجع شعبية ائتلاف متحدون والحزب الإسلامي العراقي سيؤدي الى تغيير الخريطة السياسية الحالية في المحافظة.

ويردف الموصلي لموقع (ارفع صوتك) "القوائم الكبيرة انسلخت عن نفسها وانتجت احزابا لتعيد انتاج نفسها بمسميات جديدة، وتطرحها أمام الجمهور الناقم عليها"، لافتاً الى أن الساحة السياسية الموصلية بدأت تشهد دخولاً قويا لأحزاب تمتلك قواعد جماهيرية في بغداد وجنوب العراق، عبر شخصيات سياسية وعشائرية وناشطين موصليين.

بطاقة الناخبين ومخاوف التزوير

وتزامناً مع مصادقة مجلس النواب العراقي على اجراء الانتخابات البرلمانية في 12 آيار/مايو القادم، يعبر قائمقام الموصل، زهير الأعرجي، عن قلقه على نزاهة الانتخابات في المدينة مع وجود مئات الآلاف من النازحين.

يقول إنه لا يمكن أن تجري انتخابات ترضي الموصليين، إن لم تكن هناك اجراءات تنصف النازحين، وأضاف لموقع (ارفع صوتك) "نخشى ألا تصل البطاقات الإلكترونية للتصويت الى المواطنين، فهي لا تحمل صورهم"، معربا عن خشيته من أن تستخدم هذه البطاقات بطريقة اخرى من قبل "جهات سياسية أو اصحاب المال السياسي".

وفي إطارات الاستعدادات الجارية للانتخابات في العراق، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في محافظة نينوى عن تجهيز 140 مركزاً لتسجيل الناخبين.

وبين مدير إعلام المفوضية، فرحان الكيكي لموقع (ارفع صوتك) "بسبب احتلال نينوى من قبل داعش لأكثر من ثلاثة أعوام، لم نتمكن من اجراء تسجيل بايومتري للسكان، لذلك سنوزع بطاقات انتخابية تستخدم لمرة واحدة كبديل ليتمكن الناخب من الادلاء بصوته".

 

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

أم عبد الرحمن تحمل صورة ولديها وصهرها المعتقلين لدى داعش متوسطة عددا من ذوي المفقودين في الموصل/ارفع صوتك
أم عبد الرحمن تحمل صورة ولديها وصهرها المعتقلين لدى داعش متوسطة عددا من ذوي المفقودين في الموصل/ارفع صوتك

لم تتوقف أم عبد الرحمن خلال الأشهر السبعة الماضية عن التجول بين أروقة المؤسسات الحكومية في الموصل بحثا عن ولديها وصهرها الذين اعتقلهم داعش قبل أن ينسحب من المدينة الصيف الماضي.

هناك من يقول إن داعش أعدمهم، وآخرون يقولون إنهم ما زالوا معتقلين لدى التنظيم

​​تحمل أم عبد الرحمن بيدها صور مفقوديها الثلاثة الذين كانوا منتسبين في صفوف القوات الأمنية العراقية، والتعب يكاد أن ينال منها، بينما يطغي الحزن والخوف على ملامح وجهها الذي أنهكته الدموع.

تطالب أم عبد الرحمن الحكومة ومسؤولي الموصل بالكشف عن مصير أحبائها، وتقول وهي تجهش بالبكاء "هناك من يقول إن داعش أعدمهم، وآخرون يقولون إنهم ما زالوا معتقلين لدى التنظيم. هذا ما نسمعه منذ عام 2016، عندما اعتقلهم التنظيم وهم يحاولون الهروب من الموصل".

بعد احتلاله الموصل في 10 حزيران/يونيو 2014، وعلى مدى أكثر من ثلاثة أعوام شن التنظيم العديد من حملات الاعتقال ضد مواطني الموصل بمختلف شرائحهم، وبحسب شهود عيان من سكان المدينة كان التنظيم يطلق سراح قسم صغير من المعتقلين بينما غالبيتهم ما زال مصيرهم مجهولاً، وسط خشية عائلاتهم من اعدام التنظيم لأبنائهم المفقودين خصوصا أن الاحصائيات غير الرسمية تشير الى أن داعش أعدم نحو 7000 معتقلٍ خلال الأعوام الماضية.

معتقلون لدى القوات الأمنية

يتوقع يوسف ابراهيم، أن يكون شقيقه المصور الصحافي محمد ابراهيم الذي اعتقله التنظيم عام 2014 على قيد الحياة، وأنه تحرّر من مسلحي داعش خلال تحرير المدينة وبات في أيدي القوات الأمنية.

قد يكون هناك معتقلين خرجوا مع النازحين ولا يمتلكون وثائق ثبوتية، لكن هذه فرضية ضعيفة

​​يوضح ابراهيم لموقع (ارفع صوتك) "لا نعرف عنه شيئاً، لكن خلال عمليات التحرير شاهدنا تقريرا مصوراً ظهر فيه أشخاص معتقلون من قبل القوات الأمنية، كان من بينهم شخص يشبه شقيقي بنسبة 80 في المئة"، لكن وبحسب إبراهيم، القوات الأمنية نفت العثور على معتقلين لدى داعش.

بدوره يؤكد مسؤول بارز في قيادة عمليات نينوى لموقع (ارفع صوتك) مفضلا عدم ذكر اسمه، أن الجواب الذي حصلوا عليه من وزارتي الدفاع والداخلية خلال متابعتهم لقضية المعتقلين لدى التنظيم هي أن القوات الأمنية وقوات التحالف الدولي لم يعثرا على معتقلين لدى داعش.

أضاف "قد يكون هناك معتقلون خرجوا مع النازحين ولا يمتلكون وثائق ثبوتية، لكن هذه فرضية ضعيفة لا يمكن أن نؤكدها".

5000 مفقود في الموصل

يصف عضو مجلس محافظة نينوى، خلف الحديدي، ملف المفقودين في المحافظة بالغامض بسبب عدم وجود قاعدة بيانات بالمفقودين، لافتا الى أن رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري الذي زار الموصل في 5 كانون الثاني/يناير الحالي اجتمع بعدد من ذوي المفقودين وليس جميعهم لأن غالبيتهم لم يعلموا بالزيارة، موضحا أن الجبوري استلم قائمة بأسماء 600 معتقل لمعرفة مصيرهم.

وأكد الحديدي لموقع (ارفع صوتك) أن عدد المفقودين في الموصل يتراوح ما بين 4 آلاف إلى 5 آلاف مفقود وقد يفوق ذلك. "نحن في مجلس المحافظة نسعى إلى جمع كافة المعلومات والبيانات الخاصة بهذه القضية، ورفعها إلى الجهات المعنية للكشف عن مصيرهم".