سلاح خارج القانون/ارفع صوتك
سلاح خارج القانون/ارفع صوتك

صلاح الدين-هشام حكمت:

حتى بعد تحريرها بأشهر لا تزال الأسلحة منتشرة في الشرقاط (140 كم شمال تكريت).

بقيت هذه المدينة الصغيرة التي يتوسطها نهر دجلة محتلة أكثر من ثلاث سنوات. في البداية دفع تنظيم داعش الناس إلى هجر بيوتهم والنزوح، أما الآن فإن الناس ينزحون بسبب مايقولون إنه "تصاعد في ظاهرة حمل السلاح بشكل بات يبعث القلق".

بعض أبناء المدينة مثل طارق الجبوري يرفضون العودة إليها أساسا بسبب "غياب وحدة القرار الأمني وتنوع الجهات المشاركة في حفظ الأمن من جيش وشرطة محلية وحشود عشائرية وشعبية والتي لا يوجد أي تنسيق بينها".

"جميع الأطراف المعنية تريد فرض هيمنتها على المشهد الأمني و"تحقيق مصالح شخصية ضيقة وتستخدم  البلطجة المسلحة في الحصول على كل ما تريد وتقوم بخرق القانون أذا ما تعارض مع مصالحها"، حسب الجبوري.

يبدأ إطلاق النار في المدينة بعد غياب الشمس ويستمر إلى شروقها، ولايعرف مواطنو الشرقاط في الكثير من الأحيان مصدر النيران أو سبب إطلاقها لكن السبب بشكل عام هو "عمليات أمنية في محيط المدينة أو قيام مخمورين بإطلاق النار في الهواء ابتهاجا"، كما يقول المواطن محمد الجميلي.

لكن حتى "رصاص المناسبات السعيدة" يحمل الكثير من الخطورة.

محمد الجبوري روى بمرارة قصة إصابة شقيقه برصاصة طائشة في احتفالات فوز المنتخب العراقي: "​منذ ذلك اليوم لم أعد أخرج من البيت عند سماعي أي إطلاق للنار بسبب ما عاناه أخي".

أخو محمد محظوظ نسبيا، اذ لم تخلف الرصاصة سوى أثر لجرح، لكن فتاة في السابعة تعاني الآن من شلل دائم، بسبب رصاصة عشوائية، حسب أحد ممرضي المدينة.

بينما يذكر الممرض أيمن شاكر "حالات كثيرة تأتينا بسبب العيارات العشوائية. لقد شلّت بنت في  السابعة بعد استقرار رصاصة في عمودها الفقري".

 

إدارة الشرقاط: نحن الأضعف

ممثل الحكومة في الشرقاط القائمقام علي الدودح يقول  إن "لا حول ولا قوة أمام سطوة المجاميع المسلحة المنتشرة في المدينة بحجة بسط الأمن".

الدودح يطالب بـ"عملية تحرير جديدة ليس من عناصر داعش هذه المرة، ولكن من الجهات المنفلتة التي تحاول فرض نفوذ عشائري وهذا ما يتعارض مع الحياة المدنية التي يريدها المواطنون والدولة".

وبمقابل سيارة واحدة وسلاح شخصي واحد بحوزة الدودح لإدارة الحياة في المدينة، تمتلك الجهات المسلحة العديد من العجلات بعضها مصفح ومختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.

"لا أستطيع حماية نفسي أذا ما أرادت أي جهة مسلحة اعتقالي واقتيادي إلى جهة أخرى"، يؤكد القائمقام.

 ورغم المطالبات المتكررة التي أبدتها إدارة القضاء المتضمنة تنفيذ حملة لجمع الأسلحة غير المرخصة، "لا توجد أي ردة فعل تجاه الموضوع من قبل الجهات المختصة" بحسب الدودح.

يقول الشيخ محمد الجاسم، أحد أعيان المدينة إن "المشاكل كانت تحل في السابق بالأيدي إن تعذر الحوار، أما الآن فإن أي مشادة بسيطة تعني اللجوء إلى السلاح".

"القانون حبر على ورق"، يضيف الشيخ.

 

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق "واتساب" على الرقم 0012022773659

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

جانب من مشافي صلاح الدين/إرفع صوتك
جانب من مشافي صلاح الدين/إرفع صوتك

صلاح الدين - هشام الجبوري:

بعد سيطرة  داعش على أربع مدن كبيرة في محافظة صلاح الدين وأجزاء من مدن أخرى، وضع مسلحوه نصب أعينهم المراكز الصحية والمستشفيات فسرقوا أجهزتها الطبية ومعداتها.

 مسكنات!

 الحاج صالح رمضان، خرج من العيادة الاستشارية لمستشفى تكريت التعليمي بشريط حبوب "براسيتمول". يقول إن "الأطباء يفضلون أن يزورهم المرضى  في عياداتهم الخاصة أو في مشافيهم الأهلية، وهو ما يثقل كاهل المواطن".

على النقيض، يقول مدير عام دائرة صحة صلاح الدين الدكتور عمر شفيق "استطعنا إعادة الخدمة الطبية لقسم طوارئ مستشفى تكريت التعليمي، ومستشفى صلاح الدين العام ومستشفى دجلة للتأهيل الطبي إضافة إلى عشرات المخازن والمراكز الطبية والصحية". 

من جانبه، مدير التخطيط في دائرة صحة صلاح الدين الدكتور حارث أحمد عزيز  يقول "هناك أكثر من 30 كرفانا صحيا تم توزيعها لتغطية النقص الحاصل في الجانب الخدمي الصحي للمواطنين".

ومع أن مدير التخطيط مسؤول حكومي بارز إلا أنه يلقي باللائمة في تعثر بناء مستشفيات ومراكز صحية على "الإجراءات البيروقراطية الحكومية".

المشافي الموجودة في مدن صلاح الدين تبلغ 15 مستشفى موزعة على جميع بلدات المحافظة. ثلاثة منها تضررت بنسبة كبيرة وتم تأهيلها، إضافة إلى 120 مركزا صحيا:

56 مركزا رئيسيا يعمل منها 41 مركزا.

64 مركزا فرعيا يعمل منها 34 لمركزا.

وينوه مدير التخطيط إلى خطة لاستحداث ست مشافي في مدن تكريت، الضلوعية، العلم إضافة إلى الحجاج، وآمرلي.

1870 سريرا لـ1.6 مليون

وتبلغ السعة القصوى لجميع مستشفيات المحافظة 1870 سريرا ولا يتناسب هذا الرقم مع نفوس المحافظة البالغ عددها أكثر من مليون و ستمائة ألف نسمة .

مدير قسم الإحصاء في صحة صلاح الدين يؤكد وجود 707 أطباء إضافة إلى 224 طبيب أسنان فيما يبلغ عدد الممرضين 1963.

ويستدرك "العدد أقل من حاجة المشافي الفعلية والمراكز الطبية في المحافظة" ملقيا باللوم على بغداد "وزارة الصحة هي التي تحدد توزيع تلك الملاكات في عموم البلاد ".

ممرض رفض الكشف عن اسمه ويعمل في مشفى تكريت التعليمي أكد لموقع (إرفع صوتك) قلة الكادر الطبي، كما أن المرضى يعانون من عدم توفر العلاج لا سيما للأمراض المزمنة. وهو ما يكرره المريض عبدالله جاسم، الذي يعاني من فشل كلوي يحتم عليه تواجده في المشفى لأكثر من يومين في الأسبوع، لكن حالته المرضية تسير نحو التدهور بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية.

الطبيب علي سامي أخصائي الأطفال في المشفى ذاته ذكر لموقعنا "هناك نقص كبير في البنى التحتية والمعدات وهو ما يضطرنا في بعض الأحيان إلى وضع كل طفلين في حاضنة واحدة" .

سمعنا بإعمار المناطق المتضررة

وعن التخصيصات المركزية من صندوق أعمار المدن المتضررة، قالت عضو مجلس محافظة صلاح الدين آمنة حميد الجبوري "لم نتلق حتى الآن أيا من الأموال المخصصة من هذا الصندوق الذي سمعنا به فقط".

 

يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659