واشنطن- علي عبد الأمير:
مرة أخرى تتحول العاصمة العراقية التي تحتضن أكبر سفارة للولايات المتحدة في المنطقة إلى منصة تستخدمها إيران للهجوم على أميركا وسياستها في المنطقة.
وفي "المؤتمر التأسيسي للمجمع العراقي للوحدة الإسلامية" الذي عقد في بغداد السبت الماضي، شن علي ولايتي، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، هجوما كبيرا على الولايات المتحدة، مجددا القول إن بلاده و"عبر نفوذها في العراق وسورية ولبنان باتت قادرة على توجيه الضربات للسياسة الأمريكية وإفشال مؤامرتها".
وحدد المسؤول الإيراني الهدف الحالي لنهج بلاده في سوريا بأنه "طرد الأميركيين من شرق الفرات" في إشارة إلى الوجود العسكري الأمريكي في غرب سورية.
القيادي في دولة "الولي الفقيه" خص بالشكر والثناء رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يعده مراقبون حليفا لواشنطن، كما اثنى على السياسي الشيعي علي العلاق، فيما راح يشن هجوما حادا على وزير الخارجية الأميركية تيلرسون وزيارته للمنطقة.
مفهوم السيادة ملتبس عراقيا؟
وحيال لغة القوة والتهديد والوعيد التي ميزت خطاب ولايتي، يطرح ناشطون سؤالا: ما مصلحة العراق في تحوله إلى منصة إيرانية للهجوم على حليفته أميركا؟
المدون والناشط المدني غيث التميمي يرى أن "مفهوم السيادة يبدو ملتبسا عراقيا، فمرة يصبح خبر في صحيفة أميركية تهديدا للسيادة الوطنية العراقية، فيما لا يكون كذلك تصريح مسؤول إيراني في بغداد ضد أميركا ودول الجوار، بل لا يثير أي رد فعل من قبل الحكومة العراقية".
ويوضح التميمي في مداخلة مع موقعنا هذا الموقف الإيراني- العراقي بقوله "تتعامل إيران مع العراق خارج التعريف الدبلوماسي والسياسي المتداول بين البلدان، فهي تنظر إليه وفق منظور عقائدي ديني طائفي، مما يجعلها تتصرف وكأنها راعية له وموجهة، لا بوصفه دولة مستقلة لها كيانها ومصالحها".
ولا يستبعد التميمي أن يكون نصر العراق على تنظيم داعش دون نتائج عرضية سلبية مثل إشعال الحرب الأهلية مرة أخرى ودون اندلاع أزمات بين العراق ومحيطه الإقليمي السني، "سبباً مزعجاً لإيران ما يدفعها لأن تطلق سياسات التحريض ضد أميركا الحليف الأقوى للعراق والمدافع عن وجوده السياسي كدولة موحدة، إيمانا من طهران بمبدأ استخدام الدولة الصديقة لها في تنفيذ مخططاتها".
رسالة إلى واشنطن
ويعتقد الكاتب والصحافي العراقي صالح الحمداني أن تصريحات ولايتي المناهضة لأميركا انطلاقا من بغداد "رسالة تود إرسالها إلى واشنطن من إحدى العواصم التي تدعي أنها تحت سيطرتها"، ومفاد تلك الرسالة: "نحن هنا وسنحاربكم بالعراقيين على أرض العراق ونفشل أي مخطط لكم فيه".
وشدد الحمداني على إن هدف إيران من استخدام العراق، عبر مجموعات سياسية ومسلحة موالية لها، في تهديد أميركا هو لـ"الحصول على تنازلات من واشنطن".
حرب إعلامية؟
ولرئيس "مركز أكد للشؤون الاستراتيجية والدراسات المستقبلية" د. حسين علاوي، رؤية مختلفة للموقف الإيراني حيال أميركا انطلاقا من العراق، فهو يقول "عمل الطرفان (الإيراني والأميركي) على إدارة الصراع بالوكالة عبر القوة الناعمة في العراق والقوة الذكية الجامعة بين الصلبة والناعمة في الهلال الخصيب بشكل عام".
ويعتقد الأستاذ في جامعة النهرين ببغداد، إن إيران تراقب عن كثب الدور الأميركي العسكري في العراق، مستدركا "لكنهم يرون برؤية ثاقبة إن وقت الصراع المباشر و غير المباشر لم يحن بعد، لكن هذا لا يعني عدم قيام طهران بشن حرب إعلامية على التحالف الدولي".
وفيما تطمح واشنطن إلى علاقات متوازنة مع العراق ودول المنطقة، لكن "مشكلة الولايات المتحدة في حاجتها إلى تحليل عميق لمستقبل السياسات الكلية في منطقة الشرق الأوسط" .
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 001202277365