البصرة - مشعل العبيد:
لم يكن متوقعا للعملية الأمنية في البصرة التي انطلقت بهدوء قبل أيام أن تكون شبيهة لـ"صولة الفرسان" التي شنها رئيس الوزراء نوري المالكي عام 2008، وقصد منها ضرب القوى والمجموعات الخارجة على القانون.
العملية التي رفض قائد عمليات البصرة الفريق جميل الشمري تسميتها بـ"فرض القانون"، وصفت بكونها "نوعية لديها أهداف محددة وأسماء أشخاص مطلوبين بغية اعتقالهم وإبقاء الشارع البصري آمناً"، حسب تصريح الشمري لموقعنا.
الأسماء - الأهداف "حاولت الهرب عبر سطوح المنازل، إلا إن وجود الطائرات المسيرة "الدرونز" وفاعلية القوات المدربة بشكل جيد حال دون فرار تلك الأهداف"، يوضح الشمري.
المستهدفون كانوا ضمن لائحة:
*مطلوبون وفق المادة الرابعة إرهاب.
*مطلوبون بجرائم قتل.
* متهمو مخدرات.
خمسون دبابة
وجود الدبابات كان مستغربا قليلا من قبل بعض أهالي البصرة.
يقول المواطن أبو عبد الله إن "اعتقال المطلوبين ليست مهمة الجيش وإنما قوى الأمن الداخلي".
"قد تكون حمى الانتخابات"، يضيف المواطن البصري.
لكن محافظ البصرة أسعد العيداني يقول إن العملية الأمنية الأخيرة "لا تتم بالطريقة الكلاسيكية المعروفة بتفتيش كل المنازل"، كما يقول محافظ البصرة أسعد العيداني، إنما "حددت أهدافها مسبقا وهو ما أدى الى إعتقال 50 مطلوبا خطرا".
ويريد العيداني "إشعار جميع المستثمرين والشركات بأن المحافظة آمنة".
وسجلت مفوضية حقوق الإنسان في البصرة وفاة شخص بعد أربع وعشرين ساعة من احتجازه على يد القوات الأمنية.
كما أن العملية الأمنية شهدت منع وسائل الإعلام من التصوير.
هل تستهدف العملية العشائر؟
البصرة عانت بشكل كبير من الصراعات العشائرية طوال سنوات.
قبل أشهر سقط قتلى في صراع بين عشيرتين شمال البصرة، وتظهر تسجيلات فيديو تبادلا كثيفا لإطلاق النار يحدث غالبا كلما اختلفت عشيرتان.
قطعات الجيش والإستخبارات تنقلت بين مناطق القبلة وسط البصرة و قضاء الزبير غربها، ومن ثم الى ناحية الهارثة شمالاً إلى قضاء الفاو جنوباً.
يقول مواطن بصري لم يرد كشف اسمه إن "وجود الجيش حقق أهدافاً لم يكن ممكن تحقيقها مع وجود عشائر منفلتة وخارجة على القانون، فقد انخفض معدل النزاعات العشائرية واستخدام السلاح".
ويبدو هذا صحيحا. خاصة وأن انتقال القوات إلى البصرة رافقه اهتمام كبير من قبل المدونين ووسائل الإعلام.
لكن هذا ليس حلا كما يقول المحلل السياسي جواد المريوش.
"هذا وفّر لكل من ارتكب جريمة الفرصة للهروب وإخفاء سلاحه وأن يخفي حتى المخدرات التي كانت لديه إن كان متعاطيا أو مروجا لها". ويؤكد "العملية فاشلة جملةً وتفصيلا ً فالمطلوبون الخطرون فروا والمقبوض عليهم لا يشكلون خطراً على أمن البصرة".
يمكنكم التواصل معنا وإرسال الفيديوهات والصور لموقعنا عبر تطبيق “واتساب” على الرقم 0012022773659