في فرنسا، سيغادر حوالي 450 مدانا في قضايا تتعلق بالإرهاب السجن بنهاية العام المقبل.
في فرنسا، سيغادر حوالي 450 مدانا في قضايا تتعلق بالإرهاب السجن بنهاية العام المقبل.

في أيار/مايو من العام المقبل، سيصبح الشاب الأميركي جون وولكر ليند حرا طليقا.

انضم جون إلى حركة طالبان وشارك في قتال ضد القوات الأميركية، قبل أي يلقى عليه القبض في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2001.

كان أول أميركي يحاكم في إطار الحملة العالمية للحرب على الإرهاب التي شنتها أميركا عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر.

أدين السجين 001#، كما صار يلقب، بـ20 سنة. وسيغادر السجن بعد أقل من عام، لكنه يرفض التخلي عن أي من أفكاره التي اعتنقها في زياراته المختلفة لليمن وباكستان وفي صفوف طالبان.

خلال حياته الجهادية، حمل جون وولكر ليند، 37 عاما، ألقابا عديدة: عبد الحميد، سلمان الفارسي...إلخ.

​​​إرهابيون خارج السجن

سينضاف وولكر إلى المئات من الأشخاص الذين تورطوا في قضايا إرهابية. وينتظر أن يتم الإفراج عنهم في أكثر من دولة خلال الفترة القليلة المقبلة.

في فرنسا، سيغادر حوالي 450 مدانا في قضايا تتعلق بالإرهاب السجن بنهاية العام المقبل.

وتضم السجون الفرنسية حوالي 510 مدانين في قضايا إرهاب، بحسب ما كشفت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه.

ينضاف المفرج عنهم إلى 400 آخرين تحولوا في السجون الفرنسية من مدانين في جرائم حق عام إلى أصوليين متشددين. وسيغادرون السجن بدورهم قريبا.

وحسب صحيفة لوباريزيان، يوجد في السجون الفرنسية 1200 معتقل في قضايا حق عام تحولوا إلى متطرفين.

يثير هذا جدلا واسعا في فرنسا التي عانت خلال السنوات الأخيرة من هجمات إرهابية دامية راح ضحيتها 245 شخصا ومئات الجرحى.

 بعض هذه العمليات تورط فيها أشخاص كانوا تحت المراقبة الأمنية.

​​

لا يختلف الأمر كثيرا في بريطانيا. وينتظر أن يغادر نحو 40 في المئة من المتطرفين السجون البريطانية خلال الأشهر القادمة، وهو ما يشكل قلقا للسلطات التي ترفع درجة التأهب الأمني تحسبا لاعتداءات إرهابية محتملة.

ويصل عدد المتطرفين المحكومين في قضايا الإرهاب في بريطانيا إلى نحو 200، غادر 36 منهم لحد الآن السجن بعد انتهاء عقوبتهم.

 وقامت بريطانيا، التي ارتفع فيها عدد السجناء المتطرفين خلال السنوات الأخيرة، بعزل "عتاة المتشددين" داخل سجونها. وأفردت لهم سجنا خاصا مخافة تحول السجون إلى بؤر لتفريخ المتطرفين.

ويطرح خروج الإرهابيين من السجون تحديات أمنية أمام السلطات الأمنية أمام محدودية دور الأجهزة القضائية حينها.

حسب وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبي، تضم السجون الفرنسية 510 مدانين في قضايا إرهاب

​​وتشير تقارير إعلامية إلى أن جهاز مخابرات السجون في فرنسا شرع منذ فترة في إعداد ملفات عن السجناء الإرهابيين، تمهيدا لتشديد مراقبتهم ومتابعتهم داخل السجن من طرف لجنة خاصة أنشئت لهذا الغرض.

ستعمل اللجنة على تقييم ومراقبة المدانين في قضايا الإرهاب، على أن يتم وضع المعنيين، قبل مغادرتهم، في مراكز تقييم التطرف التي يوجد منها خمسة في فرنسا في الوقت الحالي.

وسيخضع هؤلاء السجناء لتكوين يشمل التربية والإعداد النفسي، فضلا عن التأطير الديني لمدة أربعة أشهر، يلي ذلك تقييم وتدقيق لمواقفهم المتطرفة، وهو ما سيتيح إمكانية تصنيفهم.

وتخضع ألمانيا بدورها المتورطين في عمليات إرهابية ممن قضوا عقوبات سجنية إلى مراقبة دقيقة عبر وحدة مكافحة الإرهاب.

وتعمل  دول أوروبية أخرى على مراقبة المفرج عنهم عن طريق سوار إلكتروني كما هو الحال في هولندا.

 

 

المزيد من المقالات

مواضيع ذات صلة:

A woman walks on a road dug up by workers as part of rehabilitation public works on the outskirts of Baghdad on September 15,…
أتاح الاستقرار النسبي المتواصل منذ خمس سنوات العمل على مشاريع إنمائية في بغداد

تنعم بغداد باستقرار نسبي، بعد نزاعات مدمّرة استمرت عقوداً، أتاحت أشغال تجديد في المدينة من طرقات معبّدة ونظم صرف صحي جديدة إلى فنادق فارهة ومطاعم، وهي مشاريع تسمح للسلطات أيضاً بالدفع ببرنامج عملها أمام الرأي العام. 

فقد جعل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني من إعادة تأهيل البنية التحتية أولوية لحكومته.

في بغداد البالغ عدد سكانها تسعة ملايين نسمة، تكثر المشاريع الكبيرة لوصل الأحياء العشوائية بشبكات الكهرباء والماء وترميم الطرقات والأرصفة وبناء جسور.

وفي بلد تصدّر عناوين الصحف ووسائل الإعلام على مدى عقود جراء الحروب  والتوترات الأمنية والانفجارات، أتاح الاستقرار النسبي المتواصل منذ خمس سنوات تقريباً وإعلان الانتصار على تنظيم الدولة الاسلامية(داعش)، افتتاح مراكز تجارية ومقاه ومطاعم فاخرة. 

على ضفاف نهر دجلة، يمكن لرواد مجمع "ألف ليلة وليلة" الاختيار بين 12 مطعماً فضلاً عن سلسلة من المقاهي وصالات الاحتفالات ومتاجر وقاعة للعبة البولينغ. خلال عطلة نهاية الأسبوع، يتردد العشرات إلى المكان برفقة العائلة أو الأصدقاء لتناول الطعام أو تدخين النرجيلة وممارسة لعبة البولينغ.

وفتح المجمّع الذي بني في حديقة أحد قصور الرئيس العراقي السابق صدام حسين أبوابه أواخر العام 2022، على أرضٍ هي الآن بيد نقابة الصحافيين التي استأجرت الموقع. وأطلق المشروع "عدد من المستثمرين الشباب المختصين بالشأن السياحي"، وفق المدير التنفيذي للمشروع فلاح حسن.

ويرى حسن أن "العراق أرض خصبة للاستثمار بشكل لا يمكن تخيله" لكنه في الوقت نفسه يشير إلى وجود "معوقات" مثل "الوضع الأمني والروتين الحكومي العقيم" حيث ينبغي المرور "بألف نافذة لتتمكن من أن تأخذ ورقة موافقة واحدة".

 "مناخ الاستثمار ضعيف"

اعتبر البنك الدولي في تقرير نشر أواخر يوليو أن "مناخ الاستثمار في العراق لا يزال ضعيفاً"، مشيراً إلى "غياب تشريعات مؤاتية للشركات، ومناخ أمني غير مستقرّ، وأوجه قصور إدارية وفساد ممنهج" في إشارة إلى الرشوة.

وتسعى السلطات إلى تغيير ذلك الواقع. ويعمل رئيس الوزراء الذي أعرب مراراً عن عزمه على مكافحة الفساد، وجذب المستثمرين الكبار، لا سيما من دول الخليج.

في أواخر أغسطس، شارك السوداني في وضع حجر الأساس لفندق ريكسوس الفاخر ومجمّع سكني، وهو الاستثمار القطري الأوّل في العراق.

وقال السوداني حينها "بدءاً من رئيس الحكومة وانتهاءً بآخر موظف، سوف نكون مع المستثمر ومع الشراكة ومع القطاع الخاص الجاد في تنفيذ مشاريع الاستثمار في بغداد والمحافظات وإقليم كردستان". 

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً، أكّد السوداني على أن حكومته جعلت محاربة الفساد "في أولوياتنا".

لكن ما الذي يقف خلف هذه "الطفرة" التنموية في بغداد؟ في مقال له نشر على موقع معهد "الدراسات الإقليمية والدولية"، التابع للجامعة الأميركية في مدينة السليمانية في إقليم كردستان، يرى الباحث حيدر الشاكري أن "الطبقة السياسية العراقية وشركائها في مجال الأعمال قرروا استثمار ثرواتهم في مشاريع محلية هي بمثابة ملجأ للأرباح التي اكتسبت بطرق غير شرعية".

ويشير الشاكري في هذا الإطار خصوصاً إلى "مجمعات سكنية فخمة ومراكز تجارية وجامعات خاصة".

لكن السلطات تعتمد سياسة تحديث البنى التحتية. وتبلغ قيمة الاستثمارات في موازنات السنوات 2023 حتى 2025، 37 مليار دولار سنوياً، وهي تقدّر بثلاثة أضعاف القيمة الفعلية للاستثمارات في العام 2022 وفق البنك الدولي.

وقد أتاحت الاحتياطات المالية الكبرى بالعملة الصعبة التي تفوق 100 مليار دولار والمكتسبة من أسعار النفط المرتفعة، إمكانية طرح تلك المبالغ في الموازنة.

"إلى متى؟"

وأنشأت الحكومة فريق الجهد الخدمي والهندسي، الذي يضمّ جهوداً وفرقاً من وزارات وشركات عامة ومهندسي الجيش والحشد الشعبي، مهمته إعادة تأهيل الأحياء العشوائية "المحرومة منذ أكثر من عشرين عاماً" من الخدمات وفق رئيس الجهد الخدمي في بغداد المهندس عبد الرزاق عبد محيسن. 

تنكّب فرق الجهد الخدمي على العمل في الأزقة الترابية في حيّ الكوفة الواقع على أطراف العاصمة. تحفر جرارات الشوارع من أجل توصيل أنابيب جديدة، فيما تقوم شاحنة بنقل الحطام.

ويقول عبد محيسن الذي يشرف على الأعمال في حي الكوفة إن "هناك أكثر من 1093 عشوائية في محافظة بغداد أعدّت الخطط لها على أن تكون الأعمال بشكل تدريجي".

وأضاف "هناك أكثر من 200 مليار دينار مخصصة لأعمال البنى التحتية من ضمنها المياه والصرف الصحي وإعادة تأهيل الشوارع".

يرحب بعض سكان تلك المنطقة بهذه التغييرات، لكن آخرين ما زالوا يشتكون من نواقص عدة في الخدمات تؤثر على حياتهم اليومية. 

ويشعر أبو علي البهادلي وهو عامل يومي في مجال البناء بفرحة غامرة إزاء هذه التحسينات في حيّه. 

ويقول "مناطقنا كانت محرومة من الخدمات بشكل تام"، مضيفاً أن الوضع في السابق كان مختلفاً، "لا نستطيع أن نخرج إلى الشارع بسبب الوحول التي تسببها الأمطار". 

إلا أن جاره أحمد راضي البالغ من العمر 45 عاماً، لا ينظر إلى الأمور بالإيجابية نفسها ويشتكي من قلة الخدمات والماء والكهرباء.

ويقول راضي وهو موظف حكومي "أعطيني مسؤولا يبقى بلا ماء ساعة واحدة. يريدون أن يعبدوا الشارع قبل إنجاز الماء. لقد تعبنا".

ويتساءل الرجل "متى يكملون الرصيف؟ متى يقومون بوضع نظام تصريف للأمطار؟"، مضيفاً "تأتي من عملك متعباً، لا كهرباء ولا ماء، المجاري منتشرة، أريد أن أعرف إلى متى؟".